أتعود تركيا حليفاً استراتيجيّاً؟، هادي العبدالله يفوز بجائزة “مراسلون بلا حدود” لعام 2016م، إيران تجاهر باحتلال سورية قبل الثورة، معركة الرقة
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
هادي العبدالله يفوز بجائزة “مراسلون بلا حدود” لعام 2016م
منحت منظمة “مراسلون بلا حدود” جائزتها السنوية لعام 2016م للصحفي هادي العبدالله، وذلك لشجاعته في تغطية الأحداث في سورية.
لا يعد هادي العبد الله وحده فائزاً بالجائزة، إنما كلّ الصحفيين السوريين الذي ولدوا في رحم الثورة، فلم يكن في سورية حقيقة صحافة، فكل الأخبار والتحقيقات والتقارير والمقالات في الصحافة السورية في عهد البعث تمر تنخل في غربال الأمن، فخفت الصوت الحر، وانزوت الأقلام الجريئة، والمحظوظ من استطاع السفر ليبدع خارج دولة البعث، ازدهار الصحافة في عهد الثورة، وبروز أقلام وصحفيين مبدعين يؤكد أن الخلل في النظام السوري الذي قمع الحريات، وكمم الأفواه،وقتل الإبداع.
جائزة “مراسلون بلا حدود” شهادة حق للثورة السورية الساعية للحرية، وفي مقدمتها حرية الكلمة، وحرية البحث عن الحقيقة، فهادي وغيره من الصحفيين اقتحموا الموت، وخاطروا بحياتهم لتصل الصورة الحقيقية لما يحصل في سورية من جرائم يندى لها جبين البشرية.
أتعود تركيا حليفاً استراتيجيّاً؟
مايكل فلاين مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشؤون الاستخبارات والأمن: لا بدّ من تغيير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل يجعل تركيا ضمن أولوياتها.
يأتي هذا التصريح منسجماً مع تصريحات ترامب الحادة أثناء الحملة الانتخابية ضد إيران، وهذا يندرج حقيقة في عودة قطار السياسة الأمريكية للسكة الحقيقية للسياسة الأمريكية، وقد وِصفت تركيا بالحليف الذي يحقق مصالح الولايات المتحدة، وهذا يعني اختلاف النظرة المستقبلية لتركيا، فقد همّش أوباما الدور التركي بل ذهب بعيداً في العمل ضد المصالح التركية فرفض تسليم فتح الله غولن، ورفض مشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري، وأخذ موقفاً سلبياً خلال الأزمة الروسية التركية، وجعل تركيا طرفاً ضعيفاً في المنطقة يستجدي الروس، ويطلب ود إيران.
لا شكّ أن تركيا تشكل عامل استقرار باعتبارها دولة ديمقراطية خلافاً لدول معظم الإقليم، كما تمتلك تركيا فعلاً مفاتيح الحل لأزمات المنطقة ولا سيما الإرهاب، فالحروب الحاصلة ضد الإرهاب تخلق الفوضى مما ينذر بإرهاب جديد، ويبدو لافتاً أن الجمهوريين سيركزون فعلاً على الحلفاء التقليديين في المنطقة، وسيديرون ظهورهم لسياسة أسلافهم، فالمصلحة الأمريكية تتطلب ذلك، وهذا ما يفسر قلق الإيرانيين الذين تنفسوا الصعداء خلال فترة حكم أوباما الديمقراطي.
إيران تجاهر باحتلال سورية قبل الثورة
كشفت إيران عن مصنع للصواريخ الإيرانية في معامل الدفاع شمال حلب.
ما زالت الحقائق تتكشف يوماً بعد آخر حول طبيعة العلاقة بين النظامين الإيران والأسدي، فحملات التشييع السابقة والمستمرة في دولة (البعث العلمانية القومية) تندرج في إطار مخطط استراتيجي للاستحواذ على سورية، ومن هنا يأتي تفسير مصنع الصواريخ الإيراني في سورية، فما الداعي لبناء هذا المصنع في سورية؟!
يأتي ذلك في إطار السيطرة الشاملة الدينية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، وما يزيد الطين بلة الذريعة التي قدمتها إيران. فقد أوضحت إيران أن هذه الصواريخ استخدمت ضد إسرائيل عام 2006م، ومعلوم للجميع أن الصواريخ التي أطلقت عام 2006م صواريخ سياسية لم تجلب سوى الدمار للبنان، ومزيد من سيطرة ميليشيا حزب الله على الوضع اللبناني.
فكانت تجربة 2006م رغم نواياها الخبيثة وحيدة ويتيمة، فلم يطلق صاروخ واحد منها ضد إسرائيل رغم عشرات الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية، بينما رأينا المدن والقرى السورية تمطر بهذه الصواريخ، ومن حسنات السياسة الإيرانية وضوحها، وكل ما يتكشف من حقائق لا يزيد من وضوح السياسة بقدر ما يزيد من الوسائل التي تستخدمها إيران في تنفيذ سياساتها فإيران سخية جداً في الإنفاق على سياساتها رغم وضعها الاقتصادي المتردي، في حين نرى العرب نيام ينتظرون ضياع عواصم عربية جديدة.
ماذا يحصل في حلب
قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له يستعيدون السيطرة على مشروع 1070 وقرية منيان.
لا شكّ أن سيطرة النظام الأخيرة أمّنت مزيداً من الحماية للنظام في الجزء الغربي من حلب، وأبعدت الأمل – ولو مؤقتاً – في فك الحصار عن الثوار وأهالي حلب في الجزء الشرقي، وخسارة الثوار لا تعني بالضرورة الفشل فقد كبّد الثوارُ النظام والميليشيات خسائر فادحة، كما أنّ الحرب سجال يوم لك ويوم عليك، ولكن لا بدّ من وقفة ناقدة حتى لا تذهب دماء الشهداء هدراً، وحتى لا تتكرر الخسارة.
مما يؤخذ على الثوار ضعف التغطية النارية لاحقاً مقارنة مع بدء المعركة، فقد كان للكثافة النارية التي استخدمها الثوار بداية المعركة أثر إيجابي في تقدمهم وتحييد الطيران، ولكن سرعان ما تبدلت المجريات حيث استخدم النظام قوة نارية تفوق قوة الثوار عشرات المرات ناهيك عن الإسناد الجوي الكثيف، مما يظهر عدم الإعداد الجيد للمعركة.
وعدم وحدة الصف الثوري، فيلاحظ عدم مشاركة ثوار الداخل في المرحلتين، مما ترك للنظام هامش المناورة، ولا يغيب هنا غياب الوعي، ووجود أيادٍ خبيثة في صفوف الثوار تعمل لصالح النظام، ففي الوقت الذي كان فيه ثوار يبذلون دماءهم لفك الحصار، وجدنا فصائل ثورية في الجزء المُحاصَر تقتتل فيما بينها، ولا يُستبعد هنا الضغوط الخارجية الرافضة خروج حلب عن سيطرة النظام في الوقت الحالي. وينتظر هنا استلام ترمب لمهامه لبيان مجريات المسار التفاوضي الروسي الأمريكي حول سورية، وتبقى المعارك رغم نتائجها المؤلمة ولا سيما على المحاصرين في الجزء الشرقي جولة ضمن جولات كثيرة ينبغي أن تدفع للعمل لا لليأس، فمن حرر منيان و1070 في المرة الأولى قادر على تحريرهما ثانية بل تحرير ما بعدهما.
معركة الرقة
مليشيا “قسد” تعلن سيطرتها على 10 قرى شمال الرقة.
أعلنت “قسد” سيطرتها على عشر قرى بعد انطلاق معركة طرد داعش من المدينة، وتسير المعركة بخطًى بطيئة رغم الدعم الجوي المقدم لقسد، وتشير التطورات الميدانية لصعوبة سيطرة قسد على مدينة الرقة رغم الدعم الإسناد الجوي، ولا تستند الصعوبة للمقاومة الشرسة التي ستواجهها قسد من قبل داعش فحسب، بل للرفض الشعبي، فلم يصبر أهل الرقة طويلاً على ظلم داعش ليخيم عليهم ظلم القوات الكردية، ولا سيما بعد أن عاينوا ممارسات القوات الكردية العنصرية في ريف الرقة، وما يعزز الرفض الشعبي المجازر التي ترتكب في طريق السيطرة على الرقة، ولعل مجزرة الهيشة مثال صارخ على سوء إدارة المعركة.
ولا يغيب هنا الرفض والضغوط التركية باتجاه منع القوات الكردية من السيطرة على الرقة، وربما ستؤتي الضغوط التركية أُكلها مع الإدارة الأمريكية الجديدة الراغبة بتحسين العلاقة مع تركيا باعتبارها حليفاً استراتيجياً، وتعمل تركيا على تعزيز ذلك على الأرض، فلم يعد يفصلها عن مدينة الباب سوى بضعة كيلو مترات.
فتوضح كل المؤشرات أن معركة الرقة لم تبدأ بعد، وما يحصل مجرد تنظيف لمحيط الرقة تمهيداً للمعركة التي لم يُحسم حتى الآن القوى المشاركة فيها.
الثوار على أبواب الباب
اقتربت معركة تحرير الباب بعد سيطرة الثوار على عدة قرى وبلدات شمال الباب أبرزها مصيبين، زمكة، شويحة، شدار، بتاجك، ترحين، عرب جودك، سوسنباط وغيرها، ولم يعد يفصل الثوار عن مدينة الباب من جهة الشمال قرًى تذكر سوى ناحية قباسين، مما يعني أن معركة الباب ستبدأ قريباً جداً، ولا شك أن معركة الباب لن تكون سهلة من جهة، ولن تكون نتائجها عادية من جهة أخرى.
فمعركة الباب تختلف عن كل المعارك التي خاضها الثوار ضد التنظيم، وسيواجه الثوار مقاومة شرسة من التنظيم، ويخشى هنا أن يستنزف التنظيمُ الثوار بشرياً مما يضعفهم، ويُمهد لدخول القوات الكردية على الخط، ويبدو جلياً حرص الثوار وتركيا معاً على السيطرة على الباب سريعاً للانطلاق إلى منبج لاحقاً وعبور ضفة الفرات في المرحلة التالية نحو الرقة، وستجهز السيطرة على مدينة الباب على الحلم الكردي، وتؤمن الريف الشمالي.
ويلاحظ توقف الزحف نحو الباب من جهة الغرب، ويعود ذلك للعراقيل والطعنات التي تلقاها الثوار من النظام والكرد، فالنظام يحاول جاهداً تأمين نفسه عبر القوات الكردية وهذا ما يفسر تقدم الثوار شمال الباب حيث ظهورهم محمية، فنظرة سريعة للخارطة العسكرية توضح أن القوات الكردية تمارس دور الطوق العازل بين النظام والثوار.
دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية
فاز الملياردير الأمريكي دونالد ترامب الجمهوري على منافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بالانتخابات الأمريكية الثلاثاء الماضي.
صدم نجاح ترامب كثيرين، وفاجأ الغالبية الساحقة من المتابعين للانتخابات الأمريكية الذين وطنوا أنفسهم على نجاح كلينتون، لكن جرت رياح الانتخابات الأمريكية خلاف أماني السياسيين، ويثير الاستغراب هنا تشاؤم بعض السوريين من نجاح ترامب، وكأنّ الديموقراطيين ممثلين بأوباما دعموا الثورة السورية بسخاء مادياً وعسكرياً، وكادوا يطيحون بالأسد.
لا شيء حقيقة يجعل السوريين يأسفون على خسارة الديمقراطيين الانتخابات، فإدارة أوباما اتخذت موقفاً سلبياً من الثورة السورية فلم تقدم الدعم السياسي المطلوب منها للشعب السوري باعتبارها دولة عظمى ترفع شعار الحرية والديمقراطية، بل اتخذت موقفاً عدائياً من تطلعات السوريين حيث لم تكتف بمنع تزويد الثوار بالسلاح بل منعت أصدقاء سورية من تقديم السلاح النوعي للثورة، وسمحت لروسيا وإيران العربدة في سورية، واتخذت موقفاً أخلاقياً مشيناً سيذكره التاريخ كأكبر جريمة إنسانية عندما اكتفت بمصادرة الكيماوي وترك المجرم الذي قتل أكثر من 1500 رجل وطفل وامرأة بيوم واحد. فلماذا الأسف على الدمقراطيين.
ويتناسى كثيرون أن الولايات المتحدة تحكمها المؤسسات واللوبيات إضافة للرئيس لا كحال الحكومات العربية التي يمارس فيها الحاكم سلطة “فرعون”، وبالتالي فالمفاضلة ولا سيما في السياسة الخارجية نسبية.
أما الموقف من الوضع السوري فلا يختلف حتى الآن عن الديمقراطيين إذ يدعو للتعاون مع روسيا، ويفضل حرب داعش على الأسد بداية، ولكنه في تصريح لافت أكد أنه سيدعم معارضي الأسد الذين “يجهل من هم” على حد وصفه. وهنا يأتي دور المستشارين والدول الصديقة لتوضيح الصورة، فالمستشارون وفق التوقعات مع الثورة السورية، وهذا يتطلبه جسور العلاقة التي سيحاول ترامب ترميمها مع الأصدقاء في المنطقة.
ويبقى للجمهوريين ميزة الوضوح في المواقف، والجرأة في اتخاذ القرار، والبحث عن المصلحة الأمريكية، وهذا ما يجب تذكره والعمل عليه لا شعارات الحملات الانتخابية التي تعد فقاعات صابون.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.