يتوارد الحديث عن قرب معركة الرقة، والأطراف المشاركة في تلك المعركة، في ظل وجود قرابة ٥٠٠ ألف مدني في المدينة، لا حول لهم ولا قوة فإما النزوح مصيرهم أو الموت تحت رحى المعركة القادمة.
وبظل التجاذبات الدولية والإقليمية والمحلية، والتي ترسم خريطة مفتوحة الإحتمالات، يُتوقع أنّ يكون السيناريو الأول، ببدء المعركة بقيادة المليشيات الكردية و قوات قسد التابعة لها، منطلقة من ثلاثة محاور رئيسية، الأول: هو الريف الشمالي للرقة، نحو بئر الهشم فالمدينة، والثاني: سيكون من الريف الغربي “الجرنية” ومع سرير النهر باتجاه المدينة، والثالث: يبدأ من الشرق باتجاه منطقة الكرامة، في عملية لتشكيل طوق حول الرقة، وترك المنفذ الجنوبي مفتوح، في حين يترتب على هذا السيناريو المفترض، حركة نزوح كبيرة للمدنيين، فكما هو متوقع سيتم نزوح قرابة الـ ٢٠ – ٢٥ ٪ من الأهالي باتجاه الأرياف الثلاثة، ونزوح سكان مدينة الطبقة نحو الريف الجنوبي، ونزوح القسم الأكبر نحو الريف الشمالي للمحافظة حيث سيطرة القوات الكردية، وما يترتب عليها من انتهاكات بحق العرب في تلك المناطق، في حين سيكون لتعامل القوات المهاجمة مع المدنيين في الرقة دوراً كبيراً في تحديد حركة النزوح.
في حين يفرض التنظيم قيوداً شديدة على حركة النزوح نحو مناطق سيطرة الجيش الحر في جرابلس وريف حلب الشمالي، إضافة لكونها مناطق اشتباك مزروعة بالألغام، وتعد عملية التهريب نحوها مكلفة جداً “١٥٠ ألف ليرة سوريا للفرد”، وما يترتب عليها من عقوبات يفرضها التنظيم حال إلقاء القبض على النازحيين أو من يقوم بتهريبهم.
وفي ظل الوضع الإقتصادي المتردي للمدنيين في الرقة، والذين يعيشون بقوت يومهم، يبقى خيار البقاء في المدينة ومجابهة خطر الموت القادم هو الخيار الوحيد للغالبية، وسيقتصر نزوحهم ضمن أحياء المدينة فقط تبعاُ لخريطة الاشتباك.
فيما يعتقد أن تحرك قوات الجيش الحر “درع الفرات:، سيكون السيناريو الثاني حيث ستتحرك أرتال القوات المهاجمة من الريف الشمالي مدعومة تركياً وبالاتفاق مع المليشيات الكردية لتسهيل عملية العبور من بوابة تل أبيض، إضافة لتحرك عديد من القوات من مناطق جرابلس ومحيطها باتجاه الريف الغربي للرقة, وترك فاصل زمني يسمح من خلاله للمدنيين بالنزوح، وما يترتب على ثقة الأهالي المسبقة بقوات الجيش الحر، يعد هذا السيناريو هو الأفضل حالياً.
وبين المتأمل وما سيفرض، لازال مدنيو الرقة قابعين تحت سماء طيران التحالف المغيرة وطيران روسيا والنظام من جهة، وسوط التنظيم الغائرة في أجسادهم، ينتظرون مصيرهم إما بتحريرهم أو أنّ يكونوا سبقاً إعلامياً وجغرافياً جديد لأحلام دولة وهمية جديدة.