سيناريو معركة الرقة، عون رئيساً للبنان أم ممثلاً لحزب الله؟، مغزى ظهور جميل الحسن؟!، ملحمة حلب الكبرى في مرحلتها الثانية
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
البغدادي يعترف بانهيار دولة الوهم
طلب البغدادي من أنصاره مهاجمة تركيا، والسعودية (رجال الشرطة، الأمراء، الوزراء، الإعلاميين، الكتاب).
تنطوي كلمة البغدادي على عدة دلالات توضح الهدف الذي قامت من أجله داعش فما زالت الحقائق تتكشف يوماً بعد آخر، ولا يهمنا الكلام المنمق بقدر ما يهمنا الأفعال على الأرض، والنتائج المترتبة على هذه الأفعال، فقد استطاع داعش القضاء على المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية التي سعت لوطن جامع للعراقيين، وطن لا نفوذ لإيران فيه، فقضى داعش عليها، وقدم المبررات لتدمير المدن السنية مدينة تلو الأخرى، فجعل العرب السنة الحلقة الأضعف في العراق، وساهم في تعزيز النفوذ الإيراني في العراق وسورية، وبدلاً من أن يلوم نفسه، وينتقم من إيران يصب حقده على الدول السنية (السعودية، تركيا) التي يؤمل منها الحفاظ على ما تبقى من العرب السنة، فلولا الدور التركي لوصل الكرد الانفصاليون عين العرب بعفرين وسُحِقَ المكون العربي السني سحقاً.
تكشف كلمة البغدادي عن وصول دولة الوهم لمراحلها الأخيرة، فالدولة الحقيقية تفكر وقت الأزمات باكتساب أصدقاء لا أعداء، وهذا دليل على العقلية المريضة لرجال داعش.
وتدحض كلمة البغدادي كل الأكاذيب والافتراءات التي روجت لنظرية دعم السعودية وتركيا لداعش، فصمت الدولتين بداية لا يعني بتاتاً دعم داعش، لأنهما ببساطة آمنتا أن (الميليشيات الطائفية والأسد، داعش) وجهان لعملة واحدة (الإرهاب) ومحال محاربة وجه دون الآخر، واستثناء إيران من الهجمات يدلل على الأيدي الخفية التي تدير تنظيم الدولة؛ إيران تريد العراق وسورية بلدين مدمرين تحت السيطرة الفارسية وهذا ما أنجزته داعش من خلال تدمير المقاومتين العراقية والسورية، وتقديم الدعم الدولي للمشروع الصفوي الفارسي.
عون رئيساً للبنان أم ممثلاً لحزب الله؟
دعا سالم المسلط المتحدث الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات رئيس لبنان الجديد لاتخاذ قرار بسحب ميليشيات حزب الله من لبنان.
ستكشف الأسابيع والشهور القادمة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس (الرمزي) في لبنان باعتبار منصبه فخرياً أكثر منه حقيقياً هذا في الأحوال العادية فكيف في دولة تحكمها وتسيطر عليها ميليشيا طائفية.
قد يكون مبرراً وفق القانون الدولي مشاركة إيران وروسيا في الصراع السوري بدعوى أنهما أرسلا مساعدة بطلب حكومي رسمي لحكومات رسمية، أما حزب الله فقد خرق القانون الدولي، ونسف الدولة اللبنانية معاً، فعناصره لم يشاركوا بصفة فردية بل باعتبارهم عناصر منظمين في الحزب، وخرجوا مع سلاحهم ومعداتهم من لبنان بصفة مقاتلين، وهذا يعني بداية خروج الحدود عن سيطرة الدولة، ومخالفة حزب الله لسياسة الدولة الرسمية التي دعا لها عون في خطاب القسم (النأي عن النفس) والابتعاد عن نيران المحيط.
صحيح أن الدولة اللبنانية شرعنت سلاح حزب الله، ولكن شرعنته كانت ضد إسرائيل فقط لا ضد اللبنانيين بداية وخطف لبنان، وتنفيذ اوامر ولاية الفقيه، وجر لبنان لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
عون أمام خيارين، خيار الرجل الوطني الحقيقي لكل لبنان لا (للتيار الوطني الحر) فقط، خيار تُستعاد فيه الدولة القادرة على استعادة الحدود، وحصر السلاح بيدها. وخيار العمل كجندي سياسي في دولة الفقيه، التركة التي ورثها عون ثقيلة جداً، وحزب الله يمتلك من الخباثة السياسية مقداراً لا يقل عن الإجرام في سورية.
ويستمر التضليل
نعيم قاسم نائب حسن نصر الله زعيم ميليشيات حزب الله يقول بأن قتالهم في سورية لحماية محور المقاومة، وأن قتال التكفيريين في سورية جزء من قتال إسرائيل.
يبدو أن أسطوانة الدفاع عن المقامات والعتبات المقدسة لم تعد صالحة للاستعمال، ولاسيما بعد انتشار الحزب في مناطق لا يوجد فيها أي أثر شيعي، ويبدو طريفاً هنا محاولة الحزب اختراع مقامات في سورية للحشد العاطفي، وتبدو كذبة المقاومة والتكفيريين أكبر من سابقتها؛ فحزب الله لا يقاتل (داعش) في أي جبهة إنما يقاتل المعارضة الوطنية والإسلامية، ومساهمته الفعالة في حصار حلب ومعاركها توضح حجم الدجل والتضليل المُمَارس، فثوار حلب أول من حارب التكفيريين وما يزالون وطردوهم، وكانوا المتضرر الأكبر من التكفيريين خلافاً لحزب الله الذي استفاد من بندقية الدواعش التكفيريين التي أضعفت الثورة، ودعمت محور المقاومة والممانعة.
إن حزب الله يدافع عن محور ولاية الفقيه الذي يسعى لدولة دينية كهنوتية ظلامية تتغذى على الحقد الطائفي.
تحارب قوات حزب الله في حلب ودمشق وحمص وحماة وغيرها من المحافظات السوريين الوطنيين الأحرار المتطلعين لدولة حرة كريمة بكل ما تحمله الكلمتان من معان سامية.
مغزى ظهور جميل الحسن؟!
خلافاً لما تعارفت عليه سورية طوال حكم آل الأسد يظهر اللواء جميل الحسن رئيس شعبة المخابرات الجوية من خلال لقاء صحفي مع وكالة “سبوتنيك” الروسية. ويبدو لافتاً نقد جميل الحسن للرئيس “المقدس” بشار بل وصل الانتقاد للانتقاص عندما رأى جميل أن الأسد الأب لو كان حياً أدار المشكلة السورية بشكل حاسم أكثر منه.
ظهور رجال الأمن ولا سيما المخابرات للإعلام أمر مستحيل في سورية، ويعد من المحرمات لكن معرفة الوسيلة الإعلامية تكشف جانباً من ذلك الغموض. فالوسيلة روسية، ومعلوم أن روسيا تمسك الآن بخيوط اللعبة، ويتضح أيضاً أن روسيا تمسك برجالات الدولة الأمنية، وهذا ما يفسر وقاحة جميل تجاه سيده بشار، فجميل يدرك أكثر من غيره أن بشار دوره شكلي فقط، ويفسر هذا أيضاً إصرار روسيا الحفاظ على المؤسستين الأمنية والعسكرية فقد أصبحتا عجينة طرية بيد الروس.
ويؤكد نقد جميل لبشار أن بشار ليس مقدساً لدى الروس بل هو بيدق صغير في رقعة الشطرنج التي يلعب فيها الروس دور الملك.
لا يشك عاقل أن المقابلة تمت بتوجيه مخابراتي روسي، وهذا يدلل على ارتباط الضباط الرفيعي المستوى بروسيا من جهة، وبالتالي تزويدهم لروسيا بكل صغيرة وكبيرة في سوريا، وهذا ما مكن روسيا بإمساك خيوط اللعبة في سورية مع الأيام، فروسيا دخلت من الباب المغلق أمام الجميع حتى الإيرانيين.
ولكن يبقى السؤال الكبير: أتؤشر المقابلة مع مجرم كبير يرأس أكبر جهاز أرعب السوريين على تغير ما سيحصل في سورية برعاية روسية؟!
سيناريو معركة الرقة
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الثلاثاء، إنّ عملية استعادة مدينة الرقة المُسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ستبدأ في “غضون أسابيع”.
لاشكّ أنّ معركة الرقة لن تتأخر كثيراً عن معركة الموصل، وهي لا شكّ أيضاً ستقصم ظهر داعش كـ “الدولة الإسلامية” وإن كانت وهمية، وسيتحول بعدها للعمل كتنظيم إرهابي حقق الهدف بإضعاف ثورتين وطنيتين في العراق وسورية.
ويبقى لطبيعة القوى المشاركة في طرد التنظيم الدور الرئيس في تحديد مستقبل المدينة، وفي تحديد الاستقرار أو اللاستقرار في المدينة. فتركيا تبدو مصرّة على لعب دور فاعل في استعادة المدينة، وإدارتها من قبل أهلها، وتسارع الخُطا نحو مدينة الباب ومنبج ليكون لها ممر بري تدخل من خلاله لمدينة الرقة، ولم تحصل حتى الآن من قبل الولايات المتحدة على جواب شافٍ يسمح لها بالمشاركة، فأمريكا ما زالت تفضل سياسة مسك العصا من المنتصف في علاقتها مع الكرد والأتراك.
وهنا يبرز سيناريو منبج أي استعانة الولايات المتحدة الأمريكية بـ “قسد” لطرد تنظيم الدولة وسيترتب على هذا السيناريو في حال حدوثه نتائج خطيرة لأنه سيترك المنطقة فوق فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظ، كما سيبقي هذا السيناريو على بذور الفكر الداعشي، ويؤمن لها الرعاية. فالمكون العربي لن يقبل بأية حال تسليم الأمور للقوات الكردية، والعيش ضمن الإقليم الانفصالي الكردي، مما يؤدي لنشوء صراع قومي بين العرب والكرد.
ونجزم باستحالة إحكام الكرد سيطرتهم على مدينة الرقة العربية في كل شيء، وهذا ما قد يدفع القيادات الكردية لاحقاً لمساومة النظام أي حصول الكرد على حكم ذاتي 100% في شمال شرق سورية مقابل تسليم الرقة للنظام، ولا يخفى هذا الأمر على القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وربما تدفع القوى الدولية نحو ذلك، وهذا ما يفسر رفضهم للتدخل التركي رغم نجاح الأتراك بمساعدة الثوار على طرد التنظيم من الريف الشمالي بأقل الخسائر.
فالسيناريو الثالث مأساوي لأنه يُمهِد للتقسيم، ولدعم النظام، ولإبقاء الصراع مفتوحاً بل وإبقاء أنصار للفكر الداعشي المتطرف.
ملحمة حلب الكبرى في مرحلتها الثانية
أعلن الثوار ظهيرة الخميس انطلاق المرحلة الثانية من معركة “ملحمة حلب الكبرى” بهدف تحرير حلب المدينة، وفك الحصار عن الأحياء الشرقية.
يعتقد كثيرون أن المرحلة الثانية فشلت لكنّ النظرة العسكرية العادلة لا تُوصِّفُ ما حصل بالفشل. إن المرحلة الثانية لم تحقق أهدافها المرجوة المتمثلة بالسيطرة على حي حلب الجديدة، ومشروع 3000 آلاف شقة لكنها آلمت النظام والميليشيات المساندة، وكبدتهما خسائر فادحة وقد استطاع الثوار بداية كسر الخط الأول دون التمكن من اختراق الخطوط التالية، ولا يرجع ذلك لضعف الثوار أو خلل في التخطيط بل كانت خططهم سليمة وشجاعتهم تفوق الوصف، وابتكروا الدراجات النارية لتسريع الاقتحام والتقليل من الخسائر، ونزعم أن توقف الثوار عند الخط الأول مرجعه التعزيزات الكبيرة التي جعلها النظام في المكانين إذ تحولا لقلعة عسكرية بعد المرحلة الأولى، ولا نبالغ عندما نقول: لو نجح الثوار بالسيطرة على المنطقتين لانفتحت حلب أمامهم فقوّة النظام تركزت فيهما إضافة لحي جمعية الزهراء.
إن معركة الثوار في حلب تحتاج أعداداً كبيرة من المقاتلين نظراً للمساحة الكبيرة، وهذه أصعب نقطة تواجه الثوار إذ يصعب عليهم الدخول في أرتال ومجموعات كبيرة نتيجة الطيران الذي لا يغادر سماء حلب، كما تحتاج المعركة لكثافة نارية كبيرة جداً لتحقيق توازن نيراني مع قوات النظام، ولا شك أن مخططي المعركة وضعوا ذلك بالحسبان، كما استفادوا كثيراً من دروس المرحلة الثانية، وذلك سيعزز نجاح الخطوة التالية.
في المقابل داخل حلب الشرقية المحاصرة عاد من جديد مسلسل المواجهة بين الفصائل حيث شنت فصائل “فتح الشام – نور الدين الزنكي – كتائب ابو عمارة (المعتزلة لقتال داعش سابقاً)” هجوماً على تجمع “فاستقم كما امرت” التابع للجيش السوري الحر والمشارك في عملية درع الفرات وفي عملية فك الحصار عن حلب.
المواجهات بين الفصائل ومحاربة فصيل ثوري مشهود له ويتبع للجيش الحر ويتخذ من علم الثورة راية له تعود بنا لايام سابقة حين هاجمت داعش كل الفصائل المنتمية للجيش الحر بحجة الردة عن الدين، ولا يختلف اثنان ان المستفيد الوحيد من محاربة الجيش الحر هو النظام السوري وعلى رأسه قيادته الروسية وداعش وربيباتها.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.