في الذكرى الاولى لرحيل الشهيد إبراهيم عبد القادر ورحيل الشهيد فارس حمادي
عام مر على ذكرى رحيل الناشط الصحفي ابراهيم عبد القادر الذي عرف بلقب ( الباز الفراتي ) وكان اسماً على مسمى حيث عرف عنه الجرأة والاقدام على نقل حقيقة ما تعانيه مدينته الرقة التي اٌخرج منها مجبراً بعد احتلالها من قبل داعش.
ابراهيم من مواليد مدينة الرقة 1995 وعلى الرغم من عمره الصغير انخرط في العمل الثوري في الرقة منذ البداية وشارك في العديد من التظاهرات والاعداد لها حتى تحرر المدينة من سيطرة النظام بداية العام 2013 ومع بدأ العمل المسلح عمل على نقل المعارك التي دارت بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام فكانت الريادة له في العمل كمراسل حربي في نقل معارك اللواء 93 بمدينة عين عيسى وحصار الفرقة 17 والمعركة التي درات بمنطقة ( ثلث خنيز ) حيث كان يتنقل مع لواء احفاد الرسول التابع للجيش السوري الحر حيث عمل في المكتب الاعلامي التابع له.
نجى ابراهيم من موت محتم خلال تواجده بمقر لواء احفاد الرسول اثناء تعرضه لسيارة مفخخة استهدف فيها تنظيم داعش اللواء في محطة القطار وتعرض للاعتقال لدى التنظيم بعدها لقرابة 20 يوماً الامر الذي اضطره الى متابعة العمل الاعلامي بشكل سري من داخل المدينة، ومع سيطرة التنظيم على مدينة الرقة خرج هو والكثير من النشطاء الاعلاميين نحو تركيا واستقر في مدينة اورفا التركية وتابع نشاطه الاعلامي وكان من الاوائل في “الرقة تذبح بصمت” وتميز ابراهيم بكونه المسؤول عن المداخلات التلفزيونية للمجموعة، الامر الذي ادى الى سخط التنظيم تجاهه وتهديده ولافراد الفريق الذين عملوا على تعرية التنظيم بالرقة وفضح ممارساته بحق المدنيين لكنه تابع عمله دونما اكتراث لتلك التهديدات لايمانه بقضيته وقضية مدينته.
استغل تنظيم داعش طيبة قلب ابراهيم وشهامته وارسل احد عناصره ( طلاس سرور ) من اجل اغتياله في تركيا، عمل ابراهيم على مساعدة المدعو طلاس لكونه من ابناء الرقة، فلم يردع طلاس معاملة الشهيد له من القيام بجريمته فقام الاخير بمساعدة ثلاثة اخرين بجريمتهم وتم اغتيال الشهيد ابراهيم وصديقه الناشط الاعلامي فارس حمادي، وقام التنظيم لاول مرة ببث اصدار مرئي يتبنى فيه العملية كاول عملية اغتيال علنية يقوم بها التنظيم على الاراضي التركية وتوعد فيها بالاستمرار بملاحقة افراد فريق الرقة تذبح بصمت.
فريق الرقة تذبح بصمت
رحل ابراهيم جسدياً لكن روحه لاتزال حاضره بيننا فهو مصدر لالهام كل الاعضاء في المثابرة والعمل والنشاط، لم يكن يتوانى عن القيام بما يوكل اليه ويساعد زملائه بما يترتب عليهم، حب ابراهيم للرقة وعشقه لها واندفاعه والذي كان جلياً اثناء المعارك التي دارت بين التنظيم ومليشيات الـYPG حزيران 2015 حيث كان يتحين اللحظة لدخول مدينة تل ابيض لاكثر من اسبوع قبالة البوابة الحدودية، وعندما انجلت الصورة عمل ابراهيم على نقل الانتهاكات وعمليات التهجير بحق الموطنين العرب من قرى الريف الشمالي للرقة، وظل الامل بتحرير الرقة ورفع علم الثورة في انحائها امنيته التي كان موقناً من تحققها اجلاً ام عاجلاً.
رحل صاحب الكلمة الحرة وترك خلفه ثروة كبيرة هي بطاقات تعريفية وسوار لعلم الثورة ضرجت بدمه التي قال عنها سابقاً : (( ليست اغلى من دماء السوريين الذين يقتلون يومياً )).
ظنت داعش انها باغتيال ابراهيم ستعمل على اسكات الحق لكن هذا الامر زاد اعضاء الفريق ثباتاً ويقيناً بصدق قضيتهم وبان الكلمة اشد وقعاً من الرصاص.
عام مضى على رحيل الباز تاركاً فراغاً لن يستطيع احد ان يشغله لكن سيبقى مصدر الهام لزلامئه في العمل العلامي في الاقدام والجرأة والشجاعة وبأن كلمة الحق لن تستطيع فوهات البنادق وسكاكين الغدر اسكاتها.