الرقة تذبح بصمت
في اليوم العالمي للفتاة الذي حددته الأمم المتحدة بتاريخ ١١ تشرين الأول من كل عام، لا تزال الفتاة الرقيّة ترزخ تحت سوط داعش المتمثل بملاحقتهن خطوة خطوة ومحاسبتهن على مخالفة قوانين التنظيم، ابتداء من عمر التسع سنوات وعلى أبسط الأمور :
عمد التنظيم منذ أول يوم لسيطرته على الرقة بتصيد المخالفات، و كانت الفتيات أول من سرت عليهن هذه التشريعات من خلال إلزامهن باللباس الشرعي ومعاقبتهن بشتى العقوبات في حال خالفن أو تخلين عن أي قطعة من اللباس متبعين عقوبة الجلد بحقهن وذلك ليمعنوا في إذلال أهل الرقة، ولم يتوقف الأمر عند اللباس الشرعي فحسب بل تعدى أيضا إلى الدراسة حيث منع التنظيم الكثير من الفتيات في الرقة من التعليم وذلك عبر فرضه لقيود صعبة على العملية التعليمية، من خلال فرضه للمناهج التي أقرها، متخذاً في الوقت عينه من المدارس مراكز لتجنيد الفتيات والانخراط في التنظيم، أو ترغيبهن بالزواج من عناصره من المهاجرين والأنصار مستغلين ضعف الحالة المادية لذويهن ، بشرى فتاة من الرقة -17عاماً- قالت للـ “الرقة تذبح بصمت”: “التحقت بإحدى المدارس التي افتتحها التنظيم، وكانت زيارات عناصر كتيبة الخنساء النسائية، بشكل يومي، يعرضن تزويج الطالبات من عناصر التنظيم، عن طريقة إغرائهن بأساور الذهب، واطلاق الوعود بمزيد من المال”.
ولم يقف استغلال الفتيات من قبل التنظيم فحسب، بل عمدت بعض العائلات على تزويج بناتهم من عناصر التنظيم سعياً للمال، ولا تغيب قصة الطالبة فاطمة ذات الـ ٢٢ ربيعاً، والتي أقدمت على الانتحار عندما حاول والدها إجبارها على الزواج من مهاجر تونسي، وأثارت قصة انتحارها موجة غضب في الشارع الرقي والتي وصفوها بالشهيدة التي ذادت عن شرفها، كثيرة هي القصص مثل قصة فاطمة وبشرى، ومثلما كان هناك فتيات ضحايا التنظيم، كان في المقابل فتيات يعملن في الظل تمردن على داعش و همجيته، ليقمن بتوثيق وتصوير ما يفعله من أعمال تعسفية بحق المدنيين في الرقة، عن طريق رصد انتهاكات وتوثيق تدخل عناصره في أحوال أهل المدينة وسيطرتهم على مرافقها، و”نيسان الخير” التي قضت على يد التنظيم بسبب فضحها وتوثيقها لتصرفات التنظيم بحق أهالي الرقة.
أما في الريف الشمالي للرقة فالوضع لا يختلف كثيراً في المناطق التي تحتلها ميليشيات الـ YPG والتي عمدت إلى تجنيد الفتيات خاصة القاصرات منهن.
حال الفتيات في الرقة وريفها حال لا يمكن وصفها، فتيات سرقت منهن الطفولة وفتيات دفعن شبابهن ثمن العوز وقلة ذات اليد وكذلك ثمن لجشع بعض أهاليهن ومنهن من نفين أو قضين ثمنا للكلمة الحق التي يجب أن تقال.