ماذا لو منحت نوبل للخوذ البيضاء، الثوار يقتربون من دابق، وعيونهم على مارع، ماذا يحدث في الحسكة؟!، دي ميستورا وسيط دولي أم طرف في النزاع؟، الأسد يتعهد باستمرار إبادة السوريين.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
إدانة للنظام أم للإنسانية
البرلمان الأوربي يدين جرائم حلب، ويطالب بمحاسبة المسؤولين.
أدان البرلمان الأوربي الاعتداء على المدنيين وحصارهم وعرقلة وصول المساعدات إليهم، وتدمير البنى التحتية، وطالب البرلمان الأوربي محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، فيما تبدو الإدانة باهتة بل مخجلة إذ ما يجري في حلب من إبادة ممنهجة يحتاج لفعل يغير الواقع المأساوي، ولا سيما إذا عرفنا أن هذه الإبادة تمتد لسنوات، وما حصل مؤخراً في حلب إنما زيادة في جرعة الإجرام ليس إلا، وينبغي الوقوف مطولاً عند كل المؤسسات السياسية والتشريعية والقانونية والإنسانية. فهل يعقل أن تُعطل كل هذه المؤسسات، ويقتصر دورها على الإدانة؟.
إنّ الإدانة هنا ترقى لمثابة الجريمة لأنها اعتراف بالجريمة الحاصلة في سورية دون محاسبة المجرم، وليس عجباً أن يسلك السوري طريق الإرهاب، بل إن العالم يدفعه دفعاً نحو ذلك فرئيس أقوى دولة أوباما الذي يتحدث عن محاربة الإرهاب ذهب أبعد من داعش عندما رضي تسليم سلاح الكيماوي مقابل ترك المجرم لا على جريمته بل تركه يمارس إجرامه ليوجع قلوبنا ويمسح دمعتنا بإدانة لا توقف قتلنا.
الثوار يقتربون من دابق، وعيونهم على مارع
الثوار يسيطرون على بلدتي تركمان بارح، وأخترين وعدد من القرى أبرزها قبتان ومزرعة العلا.
أحرز الثوار مؤخراً تقدُماً لافتاً في الريف الشمالي، وباتوا على مقربة 4كم من دابق الواقعة شرق مدينة مارع، وبالوصول لمدينة مارع يعد الريف الشمالي محرراً من داعش، ويبقى تحرير بعض البلدات التي احتلتها ميليشيات حماية الشعب أو استعاد النظام السيطرة عليها مستغلين انشغال الثوار بحرب التنظيم.
ووصول الثوار لمارع يعني فتح الطريق نحو مدينة الباب بوابة الريف الشرقي لحلب، وسقوطها بيد الثوار يعني سقوطاً للريف الشرقي كله، وانهياراً للمشروع الانفصالي غرب الفرات.
وتحمل معركة دابق بعداً عقائدياً للتنظيم، فبسالة وشجاعة عناصر التنظيم مستمدة في جزء كبير منها من قناعاتهم أنهم يخوضون معارك آخر الزمان حيث تجري المعارك الفاصلة في أرض دابق بين الروم (الكفار) وبين المسلمين. وبالتالي فإنّ انكسار التنظيم في دابق يؤدي لانهيار تفسيرهم الخاطئ للقرآن الكريم والحديث الشريف، هذا التفسير الأعوج الذي استباحوا من خلاله دماء المسلمين وشوهوا الإسلام، وقدموا خدمات جليلة للأسد في سورية، ولملالي طهران في العراق.
ماذا يحدث في الحسكة؟!
ميليشيات ب ي د بعد مضي شهرين على اشتباكها مع النظام تقوم بتسليم معظم النقاط له بعد أن حصرت النظام في المربع الأمني.
لا نجد تفسيراً لتصرف ب ي د سوى العمالة. وليست العمالة هنا للنظام فقد تحول النظام وب ي د لبيادق بيد الروس يسيرونهم كيفما شاؤوا، ولا شكّ أن ب ي د لم تسلم المقرات باختيارها، فذلك يتناقض مع حلمها إقامة كيان كردي، ولا شك أنها لم تفعل ذلك خشية النظام، فالنظام أضعف من أن يواجههم في الظرف الحالي، وبالتالي لا يبقى سوى تفسير العمالة.
ويدفعنا ذلك لعدة أسئلة، ما المشروع الذي تسعى له الميليشيات الكردية إذا كان رهناً للخارج، وإلى متى يدفع السوريون (عرباً، كرداً وغيرهم) ثمن مشاريع خارجية؟!، فالروس يتحكمون بهم في الحسكة وفي حلب، ويوظفونهم لصالح النظام، ويشاركون بحصار حلب، وطعن الثوار بظهرهم في الريف الشمالي، والأمريكان يستخدمونهم أداة لحرب داعش ليقتل منهم حوالي 500 في معركة منبج وحدها ثم يرمونهم في سلة القمامة عندما يطلبون منهم الانسحاب لشرق الفرات، والقادم أدهى وأمر.
متى يعي قادة ب ي د أن مصلحة الكرد جزء من مصلحة الشعب السوري، وأن الخارج والأسد لا يريدان خيراً بهم وبالسوريين، فلم تورث أفعالهم إلا حقداً وجروحاً بين العرب والكرد لا نعرف متى تندمل.
الثوار يفشلون محاولات النظام التقدم في أحياء حلب الشرقية
الثوار يستعيدون 3 نقاط في حي الشيخ سعيد كانوا خسروها عقب اشتباكات مع النظام صباح الجمعة. ويأسرون عدداً من جنود النظام، ويقتلون قرابة عشرين.
تندرج محاولة النظام ضمن عدة محاولات أخرى ضخمة لتحقيق خرق وتقدم على جبهات حلب الداخلية، فشن هجوماً على أحياء سليمان الحلبي، وبستان الباشا، وصلاح الدين، وباءت جميع المحاولات بالفشل، ويذكر هنا أن ميليشيات النظام كانت تتقدم بسبب الطيران والكثافة النارية لكنها سرعان ما تتراجع بفاتورة باهظة من الخسائر بالأرواح، ويشارُ هنا أنّ القوات المهاجمة في معظمها من قطعان الشبيحة، وتدلل هذه الهجمات الفاشلة على فشل الإجرام الروسي في تحقيق مبتغاه، فالهجمة الروسية مهدت لهذه الهجمات، وفشل الهجمات فشل للحملة الروسية.
ولا نعتقد أنّ النظام قادر على تحقيق نصر مزلزل في داخل الأحياء، وهذا ما يفسر كثرة دعوات الاستسلام من النظام والقوى الدولية لأنهم يدركون صعوبة حرب الشارع وفاتورتها الباهظة.
دي ميستورا وسيط دولي أم طرف في النزاع؟
دي ميستورا يدعو فتح الشام للخروج من حلب
دعا (المبعوث الدولي) دي ميستورا جبهة فتح الشام التي قدّرَ عدد مقاتليها بـ 900 مقاتل للخروج من حلب الشرقية، وبدا لافتاً استعداد دي ميستورا مرافقة مقاتلي الجبهة للوجهة التي يريدونها خارج حلب، وتأتي دعوة دي ميستورا وفق زعمه لأسباب (إنسانية) تتمثل بتجنيب المدنيين في حلب المحرقة الروسية.
تبدو دعوة دي ميستورا إنسانية في الظاهر، لكن عند ربطها بالأحداث السورية نجدها تندرج في إطار حرب إركاع السوريين للاستبداد، وعلى دي ميستورا الإجابة على أسئلة كثيرة قبل طرح مبادرته الخبيثة، ومن هذه الأسئلة: هل سيؤدي خروج فتح الشام لوقف القصف على حلب، ومنع المجازر؟ هل المستوصفات والبنى التحتية والأبنية المدنية التي قُصفت ملك لفتح الشام أو يتواجد بها مقاتلو فتح الشام؟ أيبرر القانون الدولي إبادة شعب لمجرد وجود جماعة ( إرهابية )؟ أدمر الأسد داريا بعشرة آلاف برميل، وهجر ربع مليون لأن فتح الشام بها؟ لماذا لم يبدِ دي ميستورا استعداده مرافقة القوافل الإنسانية لتصل لمستحقيها؟ ولماذا لم يبد استعداده مرافقة الميليشيات الطائفية الإرهابية الإيرانية لإيران، والعراقية للعراق، واللبنانية للبنان، والباكستانية لباكستان، والأفغانية لأفغانستان؟ هل ستذهب جبهة فتح الشام لأمريكا حتى تقصف المنطقة التي يذهبون إليها أم سيذهبون لمنطقة سورية أخرى تُدمر لاحقا،للذريعة ذاتها؟
إنها دعوة مسمومة تندرج في إطار عملية التغيير الديمغرافي، وشرعنة العدوان الروسي وحرب الإبادة ضد الشعب الروسي، كما تندرج في إطار زرع الفتنة بين صفوف الثوار تماما، كالفكرة الروسية التي تدعو لفصل المعارضة المتشددة عن المعتدلة، كما تكشف نوايا المجتمع الدولي تسليم حلب للأسد. لكنها تكشف في الوقت عن يأسهم وعجزهم عن السيطرة على حلب بالقوة. فلجؤوا للخداع.
الأسد يتعهد باستمرار إبادة السوريين
قال الأسد في مقابلة له: إن مهمته هي استعادة السيطرة على جميع أنحاء سوريا، وذكر في المقابلة ذاتها أنه يتعهد بمواصلة القتال حتى إخراج جميع المسلحين من حلب.
قد لا يحمل كلام الأسد جديداً لكن جدّته تأتي من تناقضه (ظاهرياً) مع موقف روسيا وموقف دي ميستورا، فالأسد لا يميز بين معارضة إرهابية وأخرى معتدلة وبذلك تسقط دعوة الروس بالتمييز بين الإرهابيين والمعتدلين. كما لا يميز الأسد بين المسلحين الذين ينتمون لجبهة فتح الشام وغيرها في حلب الشرقية وبذلك تسقط دعوة دي ميستورا جبهة فتح الشام للخروج من حلب فالأسد سيتمر بالإبادة حتى خروج آخر سوري معارض من حلب الشرقية.
وتصريح الأسد يؤكد أن كل المبادرات الروسية والدولية ما هي إلا مراحل تمهد لبقاء الأسد، وسحق الصوت المعارض لسلطته، وعبر وزير إعلام النظام عن ذلك صراحة عندما قال: كل الفصائل والعصابات الموجودة في سوريا هي عصابات إرهابية، وبالتالي فإن كل الخطط والجهود السياسية مهل تُعطى للأسد للقضاء على الثورة السورية بدعوى محاربة الإرهاب، وبالتالي صك بتدمير سورية، وإبادة شعبها.
سورية حقل لتجارب الروس
وزير الدفاع الروسي: الطائرات الروسية استخدمت لأول مرة بسوريا صواريخ “إكس 101
لم يجد الرئيس الروسي بوتين سابقاً حرجاً بالتصريح أن سورية فرصة ومسرح جيدين لتدريب المقاتلين والسلاح الروسي في الشعب السوري، وهذا وزير دفاعها يفاخر اليوم بتجريب أسلحة جديدة، وما يزيد الألم أن الخبراء العسكريون أجمعوا أن السلاح الجديد المستخدم لا يجوز استخدامه في المناطق السكنية فضلاً عن عدم حاجة روسيا لهكذا أسلحة في معاركها في سورية لكنّه الاستهزاء بالدم السوري.
وهذا يدل على فقدان أدنى معايير الحس الوطني، بل يعد سكوته عن تصريحات الروس خيانة عظمى يجب محاسبته عليها، ويستمر النظام في نهجه الخياني بتوقيع اتفاقية جعل فيها من سورية بلداً محتلاً بشكل رسمي، فالصلاحيات الممنوحة للجنود الروس في حميميم وغيرها أسوأ من الاتفاقيات الاستعمارية القديمة.
لقد حوّل النظام روسيا من حليف لمحتل، وهذا ما ظهر حتى الآن، وما خفي أعظم ناهيك عن الاتفاقيات الموقعة مع إيران، فلم تعد المقاومة السورية ثورة ضد نظام مستبد إنما ثورة ضد محتل ونظام خائن جلب المحتلين من أجل كرسي لم يبق منه إلا رسمه.
ماذا لو منحت نوبل للخوذ البيضاء؟
لجنة نوبل للسلام تستبعد القبعات البيضاء، وتمنحها للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تقديراً لجهوده من أجل تسوية النزاع المسلح في بلاده.
لا شكّ أن جائزة نوبل سياسية بالدرجة الأولى، والجانب الإنساني لاحق للجانب السياسي، وعليه فإنه لو أعطيت للخوذ البيضاء فسيكون لذلك جملة مكاسب سياسية للثورة السورية منها:
اهتمام الإعلام العالمي السياسي وغير السياسي بالحدث السوري، وحيثيات منحها لهذه الجهة، وسيسلط الإعلام الضوء على الثورة السورية. وهذا ما لايريده ساسة الغرب، فهم يريدون أن يفهم المواطن الغربي أن يفهم ما يحدث في سورية على أنه حرب أهلية من جهة، وحرب ضد الإرهاب من جهة ثانية، وبالتالي يترك لهم هامش المتاجرة بالقضية السورية.
وتعد الجائزة توثيقاً تاريخياً عالمياً للمرحلة، إذ سيذكر التاريخ كيف حمل قسم من السوريين أرواحهم على أكفهم لانتشال الأطفال والنساء من أنقاض البيوت التي هدمت فوق رؤوسهم بفعل القصف لا الزلازل، ولا يختلف اثنان أن منح الجائزة للخوذ البيضاء سيكون بمثابة إقرار ولو ضمني بعدالة الثورة السورية.
لم يأخذ أصحاب القبعات البيضاء نوبل للسلام لكنهم أخذوا قلب كل إنسان شريف في مقابل عملهم الإنساني العظيم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.