الرقة تذبح بصمت
اليوم الأوّل للدوام في المدارس، ينحصر هذا الوصف فقط في مناطق سيطرة النظام فيما يوجد آلاف الطلّاب خارج الدائرة التعليميّة، والمئات من المدارس تتعرّض للقصف بشكل يوميّ وممنهج، او مناطق تم تحويل المنهاج فيها الى تمجيد لقائد جديد، فواحدة من كلّ خمس مدارس سوريّة تضررت أو دُمّرت أو تمّ تحويلها لملجأ للعائلات النازحة.
تتعتبر محافظة الرقّة السوريّة من أكثر المحافظات التي استُبيحت فيها حرمة التعليم، حيث كانت الرقّة أّول من استقبل الضيوف من مناطق الجوار مع بداية الثورة السوريّة من أبناء دير الزور والريف الحلبيّ وحمص، وتمّ العمل على تفريغ الكثير من المدارس من محتوياتها وتأهيلها لاستقبال النازحين، وبعد تحرير الرقّة عمل أبناؤها بالتعاون مع فصائل قوى المعارضة على النهوض بالتعليم من جديد غير آبهين بالقصف اليوميّ الذي يطال المدينة من قبل طيران النظام، إذ عملوا على افتتاح المدارس من جديد، وتشجيع الطلبة على الالتحاق بها من خلال تأمين احتياجاتهم من الكتب والمستلزمات المدرسيّة، ليأتي اليوم الأسود الذي أغار فيه النظام على مدرسة عامر ابن الطفيل ” التجاريّة” مودياً بحياة العشرات من الطلبة من أبناء الرّقّة، هادفاً من تلك العملية بثّ الرعب في نفوس الطلبة ليحول بينهم وبين إكمال تعليمهم، ليأتي تنظيم داعش لينسف العمليّة التعليميّة بشكلّ كليّ، واضعاً يده على قسم من المدارس ليجعل منها سجوناً و مقرّات ومعسكرات تدريبيّة لجنوده، مجبراً العوائل النازحة القاطنة في تلك المدارس على الخروج منها، فيما أغلق القسم المتبقي مبدئيّاً ليعاود افتتاحها من جديد بأفكار تناقض واقع التعليم والتي لاقت استنكارا من القسم الأكبر من الأهالي الذين رفضوا بدورهم إرسال أبنائهم إلى المدارس، ممّا أدى لتخلّف الكثير من الطلبة عن تلقي التعليم.
وبحسب تقرير اعددناه نُشر مسبقاً والذي حمل عنوان ” #من_حقهم_ان_يتعلموا “. أنّ أكثر من عشر مدارس في محافظة الرقة مدمّرة بشكل كامل، وأكثر من مئة مدرسة مغلقة والتي حوّل قسم كبير لخدمة أهداف التنظيم، فيما يوجد أكثر من 60000 طالب موزّعين على المراحل الثلاث الإبتدائيّة والإعداديّة والثانويّة دون دراسة محيلاً قسم كبير من هؤلاء الطلبة إمّا جنود ضمن صفوف التنظيم، أو مهجّرين في بلدان الجوار ودول أوروبا في وقت من المفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة.
وفي ريف الرقة الشمالي الخارج عن سيطرة داعش لا يختلف الوضع كثيراً، فوحدات حماية الشعب ” YPG ” المسيطرة على المنطقة قامت بفرض منهاج جديد، فيما رفض المعلمين تدريس المنهاج الجديد للتلاميذ ورفض مدراء المدارس اجبار المدرسين على الحضور في وضع يلخص الوضع التعليمي في شمال الرقة.
وفي السياق طرد المعلمين الجدد الذين تم تعيينهم من قبل وحدات الحماية الطلاب العرب من ثانوية تل ابيض بعبارة “اذهبوا الى مدارس داعش” بحسب الناشط احمد الحاج صالح.