لماذا ترفض الولايات المتحدة كشف الاتفاق؟، قوات سورية الديمقراطية الوجه الآخر لداعش، خيال النظام يسقط طائرتين، وإسرائيل تنفي، وتكذب الخبر، الهدنة الكذبة، البي بي سي تفقد مهنيتها ومصداقيتها في سورية.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
السويرون يعانون من تعامل العرب !
ألف سوري يعيشون ظروفاً لا إنسانية في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، و”العفو الدولية” ترسم صورة قاتمة عن أوضاع العالقين في “مخيم الركبان”
طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الأردنية بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية لنحو 75 ألف سوري عالقين على حدودها الشمالية الشرقية في مخيم الركبان، مرة جديدة يأتي الوجع من الحكومات العربية، فلم تكتف الحكومة الأردنية بمنع دخول اللاجئين السوريين بدعوى الحفاظ على أمن البلاد إذ تمنع وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية، وذلك يضع أكثر من إشارة استفهام، ولا بد من الإشارة أن السوريين في الأردن يشعرون بالراحة، ووجدوا صدراً رحباً من إخوتهم الأردنيين النشامى، وسبق الشعب الأردني حكومته بأشواط بعيدة.
وبالعودة لموقف الحكومة الأردنية التي حاولت مسك العصا من المنتصف فلم تتخذ مواقف صلبة ضد النظام، ولم تقدم دعماً للمعارضة، وما قدمته فرضه علاقات الأردن مع دول الخليج والولايات المتحدة.
ويوحي موقف الحكومة من اللاجئين في مخيم الركبان جزءاً من الموقف الرسمي الحقيقي للحكومة الأردنية، ويؤكد وجود قنوات اتصال خاصة مع النظام السوري، فالحكومة الأردنية خلافاً للشعب الأردني لاتؤيد ولا تتعاطف مع الثورة السورية، ويرجع ذلك لخشية الأردن من انتقال الثورة بطريقة مختلفة إليهم في حال نجاح الثورة وفق ما يرغب السوريون، وهذا ما يفسر الضغوط على فصائل الجبهة الجنوبية من قبل غرفة الموك.
ينبغي على الحكومة الأردنية التحرر من الهواجس الأمنية، والفصل بين السياسي والإنساني، ولا سيما أن 80% من سكان مخيم الركبان تقريباً من النساء والأطفال، كما أنّ الإرهاب لن يقف إذا منع سكان مخيم الركبان من دخول الأردن أو ضُيِّق عليهم، فالأردنيون في صفوف داعش كثر، ووصلوا لمناصب رفيعة، ويثبت ذلك أن ذريعة الإرهاب ساقطة، وبالتالي فإن وراء الأكمة ما وراءها.
ويستمر تساقط المرتزقة
الثوار يقتلون قائد لواء “فاطميون” الأفغاني في معارك اللاذقية.
اعترفت وسائل الإعلام الإيرانية بمقتل علي عطائي قائد لواء فاطميون، ويذكر هنا أنّ علي رضائي مقرب من قاسم سليماني الشيطاني، ويدلل كثرة تساقط قادة الميليشيات الطائفية مؤخراً على عدة أمور أبرزها تعاظم دور الميليشيات الطائفية في سورية، وانهيار الجيش السوري مما يعني أن سورية تتعرض لاحتلال عسكري مباشر.
ويتميز الاحتلال الإيراني بأنه احتلال يخرّب النسيج الوطني، ويزرع الفتنة الطائفية بين أبناء البلد الواحد خلافاً لاحتلال آخر يوحد أبناء الوطن الواحد، وجنسية المقتول الأفغانية تدلل أن النظام السوري لم ولن يترك قاذورة ووسخة من أصقاع الدنيا إلا ويستعين بها لقتل السوريين، وتخريب النسيج الوطني وتدمير البلد، وجنسية من يستعين بهم النظام، وتوجهاتهم الطائفية تفضح النظام، والقومجيين الذين يؤازرونه ويناصرونه.
البي بي سي تفقد مهنيتها ومصداقيتها في سورية
عساف عبود مراسل بي بي سي يظهر مبتسماً في صورة تذكارية مع مقاتلي النظام فرحاً بحصار نصف مليون سورية.
تتوالى سقطات قناة البي بي سي بشكل مفضوح، فتغطية البي بي سي تفتقد لأدنى معايير المهنية بدءاً من عدم إرسال البي بي سي مراسلين للمناطق المحررة، واكتفائها بتبني صوت النظام عبر مراسلين مأجورين لمخابرات النظام، ولن نقف عند ابتسامة عساف عبود إنما نتحدث عن تقريره للقناة عقب سيطرة النظام مجدداً على طريق الراموسة، فزيارة عساف تحت حماية القوات الحكومية أمر مبرر لكن أن يُجمّل عساف الصورة عبر التدجيل فذلك أمر غير مقبول، فظهر في التقرير سيارات مدنية تمر من الطريق علماً أن وقت إعداد التقرير لم يكن الطريق سالكاً بعد رغم سيطرة النظام عليه، مما يثبت التمثيليات التي يفبركها عساف مع مخابرات النظام، ناهيك عن المصطلحات المستخدمة التي تضلل وتخدع، فتحدث عساف عن إعادة حصار النظام للمسلحين بينما الحقيقة الأكبر تتمثل في حصار نصف مليون مدني، ومعلوم في عالم الإعلام أن ذكر الحقائق ناقصة أخطر من الأكاذيب لأن الأكاذيب تفضح نفسها بنفسها.
ويجزم مراسل البي بي سي دائماً أن القذائف التي تسقط في مناطق النظام من فعل المسلحين، ويتجاهل نفي “المسلحين” لها، كما يتجاهل ذكر مجازر النظام، ومن باب التضليل أيضاً يقول: قصفت القوات الحكومية مواقع المعارضة المسلحة، ومن يسمع العبارة يعتقد أن هناك حكومة شرعية تقصف متمردين مسلحين عليها بينما الحقيقة تقول بأن نظاماً مجرماً قصف مشفًى أو سوقاً شعبياً.
لم تسئ البي بي سي إلا لنفسها، فشمس الحقيقة لا يحجبها غربال عساف عبود، وقناة البي بي سي، فهناك كثير من الأصوات الحرة، والقنوات النزيهة التي تنقل الحقيقة.
قوات سورية الديمقراطية الوجه الآخر لداعش
كشف قائد لواء التحرير المنشق عن “قوات سورية الديمقراطية” أنّ القيادات الفعلية كلها من حزب العمال، وفيهم إيرانيون وأتراك.
لم يأت القائد المنشق بجديد. فما ذكره حقيقة يعلمها معظم السوريين، لكن مجيء الاعتراف من شخصية قيادية في قوات سورية الديمقراطية أغلق الباب على أولئك المضللين، وأثبت الحقيقة الغائبة عن الجميع؛ بأن الكرد بريئين من أفعال حزب العمال الكردستاني تماماً كبراءة السنة من تنظيم داعش الإرهابي.
استغل حزب العمال الكردستاني الفوضى الحاصلة في سورية والمظلومية التي تعرض لها الكرد عقوداً للسيطرة على الشارع الكردي، ومارس الفعل الداعشي نفسه من إقصاء وتهميش وقتل لتخلو له الساحة الكردية ليمارس عربدته على الكرد والعرب معاً، ولا يختلف بذلك عن داعش التي مارست عربدتها ضد أهل السنة بداية.
ويختلف الإرهابان بأن إرهاب حزب العمال وجد له دعماً من قوًى دولية، بخلاف الإرهاب الداعشي الذي وجد القوى الدولية تنشئ تحالفاً عسكرياً ضده، ويشكل الإرهابان خطراً على سورية. فالإرهابان يستهدفان الوطن السوري، ووحدة سورية، والإرهابان قدّما خدمات جليلة للنظام السوري، وما يزالان.
ونعتقد أن التدخل التركي لن يؤدي لانشقاق الفصائل العربية المنخرطة ضمن ما يسمى قوات سورية الديمقراطية فحسب، بل قد نجد انشقاقاً للأخوة الكرد، فلا يرضى وطني شريف أن يحكمه كردي إيراني أو تركي هدفه تمزيق الوطن السوري.
خيال النظام يسقط طائرتين، وإسرائيل تنفي، وتكذب الخبر
قام طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة الواحدة صباح يوم 13-9-2016 بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة فتصدت وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرة حربية جنوب غرب القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع.
ما سبق كان بياناً لقيادة جيش النظام السوري، هذا البيان الذي نفته إسرائيل جملةً وتفصيلاً
وقد علق أحد المعارضين على الخبر؛ سأقف إلى جانب النظام وأترك المعارضة لو فكّر النظام بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية فكيف إسقاطها حقيقة؟!.
تعليق المعارض الساخر يوضح حقيقة النظام مع اسرائيل، واستحالة إقدام النظام السوري على أي شيء يمس الأمن الإسرائيلي، ولو اعتدت إسرائيل وقصفت وقتلت. حتى حق الرد لم نعد نطالب به، وبات الإعلام المقاوم يعتذر عن القذائف التي تسقط فوق الجولان، ويصفها بالخاطئة أو العشوائية.
ويبقى السؤال: لماذا يكذب النظام كذبة بهذا الحجم؟
تندرج الكذبة في إطار سيل الأكاذيب الجارف، هذه الأكاذيب التي يحاول النظام من خلالها رفع معنويات حاضنته ومقاتليه من جانب، وتشويه سمعة الثوار من جانب آخر، فيمكن وصف معظم مؤيدي النظام بالحمقى الذين يتبنون خطاب الممانعة والمقاومة، والعداء لإسرائيل، وبالتالي فالنظام يمثل العمود الفقري في هذا المحور حسب فهمهم وزعمهم.
وهذا العدو يؤيد الإرهابيين الذين يسعون لتدمير سورية، ويذهب النظام وإعلام الممانعة بعيداً في شطحاته عندما يتحدث عن تنسيق عسكري رفيع بين إسرائيل وجبهة النصرة.
مشكلة النظام والإعلام الموالي وجود إعلام آخر يفضحه ويعريه خلافاً للعقود الماضية كما أنه لم يعد يجيد حبك الأكاذيب نظراً لتسارع الأحداث من جهة، وخضوع الإعلام بشكل مباشر للأمن من جهة ثانية، من امتنع، ومنع إطلاق رصاصة على إسرائيل طوال نصف قرن، وسكت عن مئات الغارات والاعتداءات يستحيل إقدامه على ضرب إسرائيل بورود. فكيف يسقط طائرة، فالتجربة أثبتت أن الطيران الأسدي لا يجيد إلا قصف السوريين وقتلهم.
الهدنة الكذبة
وزارة الدفاع الروسية: الجيش السوري وحده من ينفذ اتفاق التهدئة في سورية.
يختصر الخبر السابق ماهية الحل المراد في سورية، فالانتقال السياسي الذي تريده روسيا يقوم على بقاء الأسد، وإبادة معارضيه ولو كلف ذلك تهجير كل السوريين.
تفوّق الروس في كذبهم ودجلهم على النظام السوري، ولا عجب في ذلك، إنما العجب بإصرار روسيا على طرح نفسها كوسيط محايد بينما هي في الحقيقة حليف حديدي بل محتل مباشر لسورية.
يعرف السوريون والعالم كذب الروس ودجلهم، فالمعارضة لا تمتلك طائرات تخترق من خلالها الهدنة، وتسقط ذريعة الرد على الأعمال العدائية التي يتبجح بها النظام حين نعلم أن كثيراً من المناطق التي قصفها الطيران الروسي السوري بعيدة عن مناطق الاشتباك كأورم الكبرى والأتارب والرستن وغيرها كثير استهدف فيها الطيران الروسي مدنيين، الهدنة كذبة روسية دولية يُراد منها تطويق الثورة، وزرع الفتنة بين صفوف الثوار، وانتقاء الجبهات والتفرد بالفصائل الثورية فصيلاً فصيلاً.
لتكون الهدنة سارية ينبغي وجود قوة دولية رادعة تعاقب مباشرة مصادر النيران التي تخترق الهدنة، وليس ذلك صعباً، فإسرائيل ترد على مصادر النيران العشوائية التي تستهدفها، فكيف بقوة مدعومة دولياً.
لماذا ترفض الولايات المتحدة كشف الاتفاق؟
مجلس الأمن يلغي جلسة طارئة بشأن الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية، جاء إلغاء الجلسة وفق ما قاله المندوب الروسي تشوركين بسبب رفض واشنطن نشر اتفاق الهدنة.
يكشف ما سبق جملة أمور مهمة تثير المخاوف لدى السوريين من جهة، وتبعث على السخرية من جهة أخرى، فكيف تدعو الولايات المتحدة مجلس الأمن لمناقشة اتفاق لا تريد كشف بنوده؟! إنه أمر غريب مثير للشفقة والسخرية إذ بدت الولايات المتحدة كمن ارتكب عاراً يخشى الفضيحة.
وإخفاء الولايات المتحدة بنود الاتفاق عن حلفائها في المنطقة والعالم سينعكس سلباً عليها مستقبلاً، إذ ستفقد ما بقي لها من مصداقية لدى الحلفاء الذين سيشعرون أن الأمريكان تاجروا بهم.
كما يكشف هشاشة وضعف إدارة أوباما المتذبذبة المترددة، فلم تتخذ إدارته قراراً حازماً في كل المشاكل التي تعصف في العالم، ولجأت لسياسة الترحيل والقبول بالأدنى مما ضخم المشاكل، وغياب الحسم أدى لانقسام الإدارة على نفسها، فالخارجية الأمريكية ترى إمكانية التعاون مع الروس من أجل حل سياسي، في حين ترى وزارة الدفاع استحالة التنسيق العسكري مع الروس، وضرورة الحسم العسكري مستندين للواقع على عكس الخارجية التي تستند لتجارب فاشلة، ووعود روسية كاذبة.
ويبقى الجانب الأخطر الذي تخشاه المعارضة السورية متمثلاً بجر الروس الولايات المتحدة لضرب المعارضة السورية، وتمزيق صفها الداخلي مما يعني أوتوماتيكياً ضعف الثورة، وازدياد قوة الأسد، وبالتالي تبخر الثورة، وبقاء الأسد رئيساً على جماجم السوريين ومدنهم وقراهم المدمرة.
ينبغي وعي المرحلة جيداً، ورفض أي مطلب سوى قتال الأسد وداعش، وينبغي التركيز على الخارطة السياسية المسقبلية في كل نقاش، والمطالبة بإخراج المقاتلين غير السوريين من سورية وفي المقدمة الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية، والمرتزقة الكرد من حزب العمال الكردستاني، وداعش، وبعد ذلك تطالب المعارضة بإخراج الأجانب إن كان في صفوفهم أجانب.
لا شكّ أن الاتفاق يصب في مصلحة الأسد بشكل واضح لا لبس فيه، وهذا ما يفسر فرح الروس وحماستهم له خلافاً للأمريكان المنقسمين على أنفسهم الخجلين من كشفه لعواره وسقطاته.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.