قدمت ميليشيات PYD (والتي تسترت بغطاء ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية قسد) نفسها منذ بروزها للواجهة على أنها مشروع “وطني متنوع”، وذلك بوضع بعض من أهالي المناطق التي تسيطر عليها كواجهات وقيادات، للتغطية على ممارساتها والتمويه على مخططها المستقبلي.
يؤكد الكثير من أبناء المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود التركية (ريف الرقة الشمالي والحسكة الغربي)، والواقعة تحت سيطرة هذه الميليشيات أن الهدف من ذلك، هو إدراك هذه الميليشيات لعدم شرعيتها، ومحاولتها كسب الشرعية بتوظيف شخصيات تكون في الواجهة وتسليمها المناصب بدون أن يكون لها أي سلطة أو قوة.
عشائرية!
الناشط “أبو جاد الحسكاوي” وهو عضو اتحاد شباب الحسكة، يقول “إن نزعة هذه الميليشيات إلى تحقيق مصالحها ومشاريعها الانفصالية البعيدة كل البعد عن الوطنية السورية، يدفعها لاستخدام بعض الشخصيات من شيوخ العشائر وواجهات المجتمع القبلي المعروفة في المنطقة، مضيفاً أن هذه القوات تجد ضالتها فيهم لعدة أسباب، أهمها تغييب فئة الشباب المثقف والمتعلم، وبالتالي إلغاء دورهم الرافض لمشاريعها المؤدلجة بأجندات قومية وسياسة”.
ويؤكد الحسكاوي خلال حديثه لبلدي نيوز أن هذه الميليشيات تدعي بترويجها لهذه الشخصيات، أنها تقدم نموذجا ديموقراطياً بتقديم شخصيات تمثل رأي الأكثرية في المناصب القيادية، لكن هذه الميليشيات تقدم أشخاصاً ذوي مراكز اجتماعية فقط، ولا يوجد بينهم رجل يمكن اعتباره “صاحب رأي” مؤثر في المنطقة، وإن وجد فيكون من الشخصيات المعروفة بالتبعية لنظام الأسد.
“عبد السلام”، وهو أيضاً أحد أبناء المنطقة، أكد أن هذه الميليشيات لم تأتِ بجديد؛ بل تتبع ما كان يتبعه نظام الأسد قبلها، فهي تعرض نفسها بشكل ديموقراطي لكن “ديموقراطية على منهاج الأسد “، مضيفاً أن تعويم هؤلاء هو نفسه ما كان يفعله تنظيم “الدولة” إثر سيطرته على المنطقة، حيث جاء بشيوخ العشائر وحشرهم في مجالس كبيرة ليقدموا البيعة له، على شاكلة “الأعراس الوطنية” أيام نظام الأسد، وإن اختلفت الأشكال والأفكار.
ويؤكد “عبد السلام” أنه لا خيار أخر لهذه الميليشيات غير تلك الشخصيات، بسبب خلو الساحة من المعارضين لمخططاتهم، بسبب الاضطهاد الذي مارسوه على معارضيهم.
المصدر : بلدي نيوز