وثيقة الانتقال السياسي لادور للأسد في المرحلة الانتقالية، التحالف يستهدف قادة فتح الشام، أردوغان: تركيا مستعدة للتعاون مع واشنطن لاستعادة الرقة، من جرابلس لأعزاز، وماذا بعد؟!
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
التحالف يستهدف قادة فتح الشام
قضى القائد العام لجيش الفتح أبو عمر سراقب، وعدد من قادة جيش الفتح نتيجة غارة جوية استهدفت اجتماعاً لقيادات الصف الأول، وتأتي عملية الاستهداف لقادة جيش الفتح بعد ما اعلنت الولايات المتحدة انها ستتابع استهداف فتح الشام “النصرة سابقاً” رغم اعلانها الانفصال عن القاعدة.
ويبقى السؤال المهم: لماذا يستهدف التحالف قادة جيش الفتح فيما يترك ميليشيات ايران وحزب الله اللبناني.
وتزامن استهداف قادة جيش الفتح مع استشهاد قادة الصف الأول لأحرار الشام باليوم نفسه عام 2014م، وجاءت عملية الاستهداف بعد أخبار تم تداولها عن قمرين صناعيين أمريكيين يجوبان المنطقة منذ 11 يوماً قبل عملية الاستهداف مما يؤكد أن الأمر مخطط له.
وثيقة الانتقال السياسي لادور للأسد في المرحلة الانتقالية
الهيئة السياسية العليا للمفاوضات طرحت وثيقة للانتقال السياسي في سورية تستمر 18 شهراً، انتقال لا دور للأسد فيه.
إذ تنص الوثيقة على رحيل الأسد بعد ستة شهور من المفاوضات لتبدأ المرحلة الأولى لعملية الانتقال السياسي عبر هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وقال رياض حجاب: منسق الهيئة العليا للمفاوضات : المرحلة الأولى من عملية الانتقال السياسي تتطلب الالتزام بهدنة في سورية، والمرحلة الثانية من رؤيتنا المرحلة الانتقالية التي تمتد لمدة عام ونصف العام، وتتضمن تأسيس هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة دون الأسد، والمرحلة الثالثة تكون فيها الولاية المدنية والعسكرية للحكومة المنتخبة.
وأكد حجاب أنّ الهدف من المرحلة الانتقالية الحفاظ على سيادة الدولة واستقلالها.
تبدو خطة الانتقال السياسي واضحة المعالم ومتماسكة ومنسجمة مع القرارات الدولية مما يدل على استعانة الهيئة بخبرات سياسية دبلوماسية، وبدا واضحاً الدعم الذي تلقته الوثيقة الدولية من السعودية وتركيا وقطر والاتحاد الأوربي، وظهر التأييد للوثيقة كبيراً من خلال التصريحات والاجتماعات البينية والمشتركة.
ويبقى الموقف الأمريكي خلافاً للظاهر المعلن، إذ تقف الولايات المتحدة عثرة أمام هذه الوثيقة، فما زالت الرؤية الأمريكية ظاهرياً على الأقل ضبابية، إذ ترفض كل المشاريع، وترفض طرح مشروعها، مما يؤكد الرأي القائل بأن أمريكا تدير الصراع، ولا ترغب بإنهائه.
تبدو الولايات المتحدة محرجة أمام حلفائها بالإقليم، وأمام الحلفاء الأوربيين الذين أحرجتهم الإدارة الأمريكية مراراً، وكلنا يذكر المواقف الفرنسية والسعودية والتركية الحادة، هذه المواقف التي كبلتها الولايات المتحدة، ومنعتها من دعم حقيقي للثورة السورية، مما أدى لتمادي الأسد في قمعه، وازدياد التطرف الداعشي والكردي على حد سواء، وتراجع القوى المعتدلة، تقف الحلول السياسية على مفترق طرق، ويبدو أنها ستبقى واقفة بانتظار الإدارة الأمريكية الجديدة.
أردوغان: تركيا مستعدة للتعاون مع واشنطن لاستعادة الرقة
فاجأ تصريح أردوغان الجميع، فتركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تختلف عما قبلها، حيث يمضي الأتراك للعب دور فاعل على الأرض بعد أن كانوا يكتفون بالتصريحات الإعلامية السياسية، وأعاد الزخم التركي العسكري حسابات الولايات المتحدة الأمريكية التي عوّلت كثيراً على الوحدات الكردية وحدها في الحرب على داعش، ولا سيما أنّ تركيا أثبتت فاعليتها وفاعلية الثوار بالحرب على داعش خلال أسبوعين فقط عبر السيطرة على مساحات واسعة بين جرابلس والراعي.
وما يزيد الإرباك الأمريكي رفض أنقرة أن تكون وحدات الحماية الكردية القوة الأساسية في عملية طرد داعش من الرقة، وتحاول الولايات المتحدة عبثاً التخلص من هذا المأزق من خلال أملها بعمل مشترك بين الجيش التركي وقسد التي يشكل الكرد عمودها الفقري.
يدرك المتابعون للمشهد العسكري استحالة الطرح الأمريكي، بل تحمل الأيام صراعاً دامياً بين الثوار المدعومين تركيّاً وبين القوات الكردية، وسيبدأ ذلك الصراع فيما نرى بعد سيطرة الثوار على مدينة الباب، إذ يرفض الكرد الانسحاب من غرب الفرات أي منبج، ويرفض الثوار بالمقابل بقاء أي مقاتل كردي.
وهناك صراعات قادمة شرق الفرات أيضاً، وتصريح أردوغان حول استعداد بلاده المشاركة في تحرير الرقة يوحي بذلك، كما أنّ المناطق العربية كتل أبيض وصرين وسلوك وغيرها ترفض حكم القوات الكردية والمرتزقة المتعاونين معها.
حركة النجباء الطائفية تصرح علناً إرسال ألف مقاتل إلى مدينة حلب
ينطوي الخبر على دلالات ومؤشرات كثيرة رغم أنه خبر اعتيادي غير مفاجئ، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تعترف فيها حركة النجباء علناً بإرسال مقاتلين لدعم الأسد، ومحاربة الثوار، وهذا الإعلان يؤكد على ضعف جيش الاسد، ووصوله حد الاهتراء، فلم يعد لهذا الجيش وجود وتأثير يذكر، وبات عبارة عن مرتزقة وميليشيات طائفية، وأثبتت معارك حلب وحماة ذلك، فالمناطق التي تقع تحت سيطرة جيش النظام تتساقط في غضون ساعات وأيام لتأتيَ الميليشيات الطائفية والطيران الروسي لتعديل الكفة.
وخبر النجباء رسالة واضحة للسوريين عن استعداد النظام للتعاون مع كل قوى الشر للبقاء في الحكم، فأدبيات هذه الميليشيات وإيديولوجيتها السياسية تتناقض مع ما يدعيه النظام السوري من أنه نظام قومي علماني، فالنظام السوري حقيقة لا يمت للعلمانية والقومية العربية بشيء، إنما هو نظام مافيوي طائفي.
لم يكتف النظام السوري بتدمير سورية الحاضر بل يحاول تدمير سورية المستقبل عبر تدمير النسيج الوطني القائم على التنوع، فقد رهن النظام في سبيل الحفاظ على الحكم سورية لميليشيات طائفية لا تؤمن بمبدأ العيش المشترك لأبناء الوطن الواحد.
إنّ حركة النجباء وأمثالها تمثل الأخ الشرعي لتنظيم داعش الإرهابي بل الداعم الرئيس والمبرر لداعش وأمثاله.
حلب تحت سلاح الجوع مجدداً
تمكن النظام السّوري من إحكام الطوق على أحياء حلب المحررة بعد استعادة السيطرة على الكليات العسكرية والتلال وحي الراموسة.
بعد معارك طاحنة خاض فيها الثوار معارك بطولية كبدت النظام أكثر من 1600 قتيل، وبعد مئات الطلعات وآلاف القذائف الصاروخية استعاد النظام السيطرة على النقاط التي خسرها سابقاً ليعيدَ فتح طريق الراموسة، ويحاصر حلب مجدداً.
ولا يتخوف الشارع الحلبي من إعادة الحصار بمقدار تخوفه من الأسباب التي مكنت النظام من استعادة السيطرة، فمن فتح الطريق في المرة الأولى قادر على فتحه مرة ثانية، ويخشى الشارع الحلبي من خلافات بين الثوار أدت لهذه النتيجة، فيشكك كثيرون أن تكون القوة النارية، وسياسة الأرض المحروقة العامل الذي مكّن قوات النظام والميليشيات الداعمة من التقدم، ويزداد التخوف من أن سبب الخلاف الضغوط الخارجية.
إذ يرى عدد من هؤلاء أن القوى الدولية لا ترغب بإنهاء النظام في حلب، لأن ذلك يسرّع في نهاية النظام وفق رؤية الثوار لا وفق ما تريده القوى الدولية، فمورست ضغوط من قوى إقليمية على بعض الفصائل التي استجابت فكانت هذه النتيجة.
تبقى هذه مجرد تكهنات وهواجس يأمل الشارع الثوري أن تكون بعيدة عن الحقيقة لأنها إن صحت فذلك يعني استمرار حصار حلب، والموت البطيء للثوار والمدنيين على حد سواء، وبالتالي توقيع اتفاق استسلام مع النظام لاحقاً. فحلب لا يمكن تحريرها، وفك الحصار عنها من قبل فصيل واحد، وتحتاج لجهود الجميع دون استثناء، وهذا ما ستكشفه الأيام والشهور القادمة.
اللعب مع الكبار
تحرير الكليات العسكرية في الراموسة، ثم الانسحاب منها بعد شهر هي لعبة امريكية بإمتياز.
قامت امريكا بالإيحاء لبعض الدول الاقليمية بدعم الثوار بالسلاح والخطط العسكرية لتحرير الكليات من يد النظام على أثر قيام طائرات النظام بإنتهاك قواعد اللعبة السياسية المرسومة والمخططة امريكيا في محافظة الحسكة، وحاول النظام وبدعم روسي كبير استعادة الكليات فكانت النتيجة فشل ذريع وخسارة اعداد كبيرة من جنوده وضباطه في تلك المعارك اليومية الى ان اعترفوا بعجزهم عن تحرير الكليات، الأمر الذي أجبرهم بالإنصياع التام والعودة للأمريكي ليخلصهم من الضياع الذي قد يواجههم بعد فتح معركة تحرير حماة.
وبالأستعانة بالدول الداعمة للثورة لإجبار الثوار على الإنسحاب من الكليات العسكرية لإعطاء رسائل للروسي وغيره من الدول الداعمة لبشار بأن الأمريكي لايزال يتربع على القمة وهذا بالطبع لن يكون ليحدث إلا بعد مباركة العم سام بهدف إعادة ضبط الإيقاع لبشار الذي اراد ان يلعب مع الكبار في محافظة الحسكة.
في النهاية عندما يتفق الكبار يذهب الصغار بين الاقدام.
من جرابلس لأعزاز، وماذا بعد؟!
الثوار بمساعدة تركية يتمكنون من السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جرابلس لأعزاز.
بفترة زمنية وجيزة، وبخسائر بسيطة جداً على كافة الصعد، إذ لم يتطلب طرد داعش حرباً امتدت لأربعة شهور في عين العرب، وثلاثة شهور في منبج، ولم يتطلب طرد داعش تدمير جرابلس والراعي كما حصل في عين العرب ومنبج، ولم يتطلب تهجير المكونات الأصلية لأبناء المنطقة، ولم تحدث سرقات واعتداءات على الممتلكات، لقد كان تحريراً بما للكلمة من معنى رغم بعض الأخطاء الفردية التي لم تعكر الجو العام.
تحرير جرابلس له ما بعده، فقد أثبت أن الثوار مازالوا قادرين على العطاء، وتحقيق الإنجازات حال توفر الدعم البسيط مقارنة مع ما يقدم لغيرهم، فالكرد لم يطردوا داعش من عين العرب إلا بعد تدميرها، وكذلك النظام في تدمر.
وأعاد تحرير جرابلس تركيا وبقوّة للساحة السورية، فالمصالح التركية في سورية تختلف عن المصالح الأمريكية والروسية، فالتاريخ المشترك، والحدود الممتدة لقرابة 900كم تجبر تركيا على لعب دور مختلف.
ولا ينطلق الأتراك من واجب الجيرة، إنما من الخوف من طبيعة القوة التي باتت تسيطر على الشريط الحدودي، فتركيا تخوض حرباً عمرها أكثر من 34 عاماً مع هذا التنظيم الإرهابي الانفصالي، وبالتالي فالقضية تتعلق بالأمن القومي التركي، ومن حسن حظ السوريين توافق وحدة سورية مع الأمن القومي التركي.
سيطرة الثوار على الشريط الحدودي بين جرابلس وأعزاز أصاب المشروع الانفصالي في مقتل، وخطوة في هدم مشروع تقسيم سورية.
ولم تأت مساعدة الجيش التركي إلا بعد فشل الانقلاب، مما يعني تغيراً ما في الشأن التركي عقب تطهير المؤسسة العسكرية، وبالتالي اختلفت نظرة القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا لتركيا، ويلحظ المتابع ذلك من ردود الفعل، فلم يكن بمقدور تركيا إدخال دبابة لسورية قبل الانقلاب.
وتبقى تجربة جرابلس مرهونة بالسيطرة على مدينة الباب إذا سيلغي ذلك الوجود الكردي غرب الفرات، وسيجعل الثوار بمواجهة النظام، ولا شكّ أن هذه التطورات ستلعب دوراً على طاولة المفاوضات.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.