الثوار على أبواب حماة، الميليشيات ذراع إيران الشيطانية، نزيف القادة يؤرق داعش، المعضميّة ومدن ريف دمشق على خطا داريا؟!
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”
الميليشيات ذراع إيران الشيطانية
قال قائد ميليشيا “بدر” هادي العامري: “نفتخر بأن قوّة الحشد الشعبي لا تضاهيها قوّة في العراق”
يوضح تصريح العامري الحال المأساوية التي وصل لها العراق العربي، وقبله لبنان حيث تمسك الميليشيات زمام الأمور، وتجعل الدولة رهينة لها، فعندما تغيب الدولة كسلطة عليا حاكمة فلا شكّ أن القانون سيغيب والعدالة ستفقد، والسيادة ستصبح ضرباً من الترف الذي لا داعي له، فالدولة لا تتزعمها المؤسسات إنما أمراء حرب.
وما يؤسفُ لهُ أنَّ اليمنَ وسورية لحدٍّ يسيران في طريق الخراب ذاته، وأدت سيطرة الميليشيات الطائفية على زمام لتخريب النسيج الوطني، وارتفاع منسوب الإرهاب، فالفعل يستوجب ردة الفعل، إذ ترفع هذه الميليشيات شعارات طائفية، وتمارس سلوكيات إرهابية تجاوزت حدود الدولة، فالميليشيات العراقية واللبنانية تمارس إرهابها وتطرفها في سورية واليمن.
وتكمن خطورة الميليشيات الطائفية بأنها صنيعة الخارج، وذراع خبيثة للسيطرة على البلاد العربية عبر تدميرها، ولا تخفي هذه الميليشيات ولاءها لإيران، بل لا تخفي أنها تأتمر بأمر الولي الفقيه الذي دمر إيران وشعبها قبل البلاد العربية.
فلا تكمن خطورة الميليشيات بأنها تتبع المذهب الشيعي، إنما تكمن بتوظيف المذهب الشيعي لأغراض سياسية دنيئة تخدم العدو الخارجي، إذ تسعى إيران جاهدة لتحويل الشيعة لمرتزقة يخدمون المشروع الفارسي، تماماً كداعش التي ترفع شعار السنة، مع فارق أن داعش لا ترتهن للخارج ظاهرياً على الاقل، خلافاً للشيعة المأجورين الذين باعوا وطنهم ودينهم للأجنبي الإيراني، وتخلوا عن أهم الأسس التي قام عليها المذهب الشيعي القائم على نصرة المستضعفين والمظلومين، إذ مارست هذه الميليشيات أبشع أنواع الظلم.
الثوار على أبواب حماة
أربعة أيام كانت كافية لتحرير أكثر من 24 حاجز وقرية ومدينة أبرزها طيبة الإمام، حلفايا، صوران، معردس.
بات الثوار على تخوم مدينة قمحانة في شمال حماة، ولم تعد تفصلهم عن مدينة حماة، ومطارها إلا بضعة كيلومترات، وكشفت معارك حماة هشاشة قوات النظام، واهتراء جيشه، إذ لم يعد ثمة وجود فعلي للـ “الجيش السوري” على الأرض، وكذلك الجو فلولا الطيران الروسي لانتهى النظام.
لم يعد من تبقى من قوات سورية تمتلك إرادة القتال، وبدا ذلك واضحاً في حلب ضمن معركة الكليات التي تحاول الميليشيات استرجاعها، وفشلت في ذلك رغم تحقيقها بعض التقدم نتيجة كثافة النيران والقصف الجوي.
خطوات قليلة تبعد الثوار عن تحرير حماة ، وليست المهمة سهلة إذ يصعب تحقيق ذلك دون السيطرة على جبل زين العابدين الذي تحوّل لقلعة عسكرية. ناهيك عن قمحانة التي تعد السيطرة عليها أصعب من حماة نفسها نظراً لثقل الشبيحة في هذه المدينة.
وستسهم معركة حماة في حال اكتمالها بتخفيف الضغط عن ثوار حلب الذين يتعرضون لهجمة ارتدادية شرسة من الطيران الروسي والميليشيات الطائفية إذ أربكت معركة حماة النظام وجعلته في حيص بيص إذ سيتمكن الثوار من قطع خطوط الإمداد عن حلب في حال الوصول لجسر المزارب، فضلاً عن انهيار القوات الموالية، فقوات النظام منهارة منذ زمن بعيد.
المعضميّة ومدن ريف دمشق على خطا داريا؟!
يجري وفد من الفرقة الرابعة بحضور ضباط روس مفاوضات مع أهالي المعضمية لخروج الثوار.
يظهر جلياً أنّ عملية تهجير سكان وثوار داريا فتحت شهية النظام لتطهير سورية من السوريين، وتبدو عمليات التهجير مدعومة من الأمم المتحدة بداية، وما عمليات الندب واللطم التي يدعيها مسؤولوا الأمم المتحدة إلا لذر الرماد في العيون بدليل رعاية الأمم المتحدة لهذه العمليات المتعارضة مع مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة.
وحضور ضباط من الجيش الروسي دليل على ارتهان القرار السوري للخارج بدايةً، ودليل آخر على دور روسيا الخبيث، فعمليات تدمير المدن بهذا الشكل الوحشي، وتهجير أهلها سياسة روسية يطبقها النظام السوري على السوريين، وقد فعلت روسيا ذلك في الشيشان عندما اتبعت سياسة الأرض المحروقة، وهجّرت سكان القرم وغيرهم إلى سيبيريا ناهيك عن عمليات الإبادة.
قد ينجح النظام السوري في تنفيذ مسعاه، ويهجر مدينة واثنتان وعشر، ولكنه لن ينجح كما نجح الروس لأنه لن يستطيع تهجير وإبادة كل سورية، فالثورة السورية ثورة السوريين، والأيام دول، والحرب سجال، ولن تنتهي عند مدينة أو قرية.
نزيف القادة يؤرق داعش
أعلنت وكالة “أعماق” الناطقة باسم داعش مقتل “أبو محمد العدناني” المتحدث الرسمي باسم داعش أثناء تفقده قوات التنظيم في ريف حلب.
يستمر نزيف داعش على مستوى المقاتلين والقادة، وقد أثر هذا النزف كثيراً على قدرات التنظيم القتالية، ناهيك عن الآثار المعنوية التي تحتل حيزاً مهماً لا يقل أثراً عن الجانب العسكري، وليس خفياً أن العدناني وعمر الشيشاني كانا أبرز الدعامات لتنظيم داعش في سورية، ولو لم يبايعا تنظيم الدولة حينها لكان التنظيم في سورية ربما في خبر كان.
وأحيط مقتل العدناني بالغموض كشأن مقتل بقية القادة، وكشأن التنظيم نفسه، إذ زعم الأمريكان قتلهم للعدناني، ليفند الروس لاحقاً هذا الزعم، ويدعون قتلهم للعدناني مع أربعين عنصر آخر، وكأننا أمام قصة علاء الدين والأربعين حرامي، وهناك تسريبات عن قتله على يد أبي لقمان والي الرقة السابق نتيجة خلافات حادة حول إدارة الملف العسكري في ريف حلب، إذ تعرض التنظيم لانتكاسات كثيرة تهدد وجوده في ريف حلب.
أياً يكن القاتل والسبب، فإنّ نزف القادة يعطي مؤشراً لقرب انتهاء السيطرة على الأرض، فمن يتابع واقع إدارة المعارك يلحظ مدى فقر التنظيم وتأثره بفقد النخب والقادة، فما يميز التنظيم الإرهابي ليس شجاعة مقاتليه واستعدادهم للتضحية وحسب إنما التكتيك والتخطيط، وهذا ما يفقده التنظيم مؤخراً.
المنطقة الآمنة من جديد
قال الرئيس التركي أردوغان: تركيا تريد رؤية منطقة آمنة في سورية. لكن الدول الكبرى لم توافق بعد.
لم يعد الحديث عن المنطقة الآمنة حلماً، فالسلطات التركية ترسم هذه المنطقة واقعاً على الأرض رغم معارضة الدول الكبرى. فما زالت الدول الكبرى ترفض هذه المنطقة لأسباب عدة، ومن هذه الأسباب ممارسة الضغط على تركيا وابتزازها.
وقد وعت الحكومة التركية ذلك لكنها لم تكن تملك الإرادة. أما الآن فاللحمة التي تحققت بين السلطتين السياسية والعسكرية في تركيا عقب تطهير الجيش غيّرت الموازين، وأدركت القوى الكبرى هذه الحقيقة، وهذا ما يفسر اللغة الدبلوماسية اللينة التي تتعامل بها مع تركيا الآن.
ودخول المدرعات التركية مؤخراً للراعي عقب دخولها السابق لجرابلس يؤكد الإصرار التركي على فرض المنطقة الآمنة،. وتمّ تطهير مساحة نصف مليون كيلو متر مربع تحوي أكثر من 60 مدينة وبلدة وقرية ومزرعة، ويُلاحظ العمل على محور استمالة العرب الذين غُرر بهم وانضموا لقوات سورية الديمقراطية، وقد بدأت الخطوة تؤتي أكلها فعلاً، وهذا سيعيد الأرض لأهلها، ويعيد الزخم الثوري للريف الشرقي الذي وقع بين فكي داعش وقسد.
القضاء اللبناني يتهم ضباطً سوريين
القضاء اللبناني يوجه اتهاماً لضابطين سوريين بتهمة تفجير مسجدين في طرابلس عام 2013م.
جاء قرار الاتهام بعد تحقيقات مطولة استمرت قرابة ثلاث سنوات، فجاء قرار الاتهام احترافياً بامتياز بعيداً عن التسييس كحال معظم الملفات اللبنانية.
لن يضيفَ قرار الاتهام جديداً، فكل المؤشرات تؤكد أنّ هذه التفجيرات الدنيئة لا يقوم بها إلا النظام السوري وأزلامه. ثبوت وقوف النظام السوري وراء التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة أكثر من خمسين شهيد وسبعين جريح لن يدفع الأطراف اللبنانية لمراجعة حساباتها فقد قتلت بعض الأطراف أضعافاً مضاعفة لهذا الرقم في سورية، وأشعلت حرباً مذهبية مقيتة بدعمها للأسد.
ولن يدفع القوى العربية والدولية لتغيير مواقفها، فالأسد يقتل يومياً أكثر من خمسين بريئاً في سورية دون أن تطاله يد الحساب.
وقرار الاتهام لن يجعل المجرم وراء القضبان، فعشرات العمليات وفي مقدمتها عملية اغتيال الحريري تركت دون حساب. لعل الفائدة الوحيدة التي يحصلها اللبنانيون تتمثل بالحفاظ على ما تبقى من مؤسسات والتمسك بها ريثما تتم استعادة الدولة التي خُطفت من ميليشيا، وذلك لن يكون إلا بانتصار الثورة السورية، ووقوف المجرم الكبير وراء القضبان، فشاءت الأقدار ارتباط مصير اللبنانيين بما يحدث في سورية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.