الرقة تذبح بصمت
تزداد الإنشقاقات في صفوف تنظيم داعش مع ازدياد تقوض مساحة سيطرته٬ وتجفيف منابع الانضمام إليه٬ كنتيجة لما تشهده الساحة العسكرية من تطورات في الأشهر الأخيرة٬ وتغيرات يومية في القرارات الدولية٬ ولا تتوقف تلك الانشقاقات عند عناصر التنظيم من المقاتلين٬ لتشمل عدد من قيادات التنظيم٬ ولم تعد الصورة التي حاول التنظيم جاهداً رسمها٬ عن قوته وتمدده وهيمنته واقعية٬ فهي اليوم لا تعكس حقيقة ما يعيشه داعش في الواقع من خلافات داخلية تطرح تساؤلات عن إمكانية انفراط عقده من الداخل.
فبحسب مراسل “الرقة تذبح بصمت”٬ “تم خلال الأسبوع الماضي انشقاق السعودي أبو طيف٬ وهو أمير ما يسمى بديوان الدعوة في مدينة الطبقة٬ مع ٧ من عناصره”٬ ويعتبر أبو طيف من قيادي النواة الأولى لتشكيل التنظيم في الرقة٬ والذي كان يتمتع بالسلطة في صفوف التنظيم في مدينة الطبقة.
ولم تكن حادثة انشقاق “أبو طيف”٬ هي الأولى من نوعها في شهر آب ٢٠١٦٬ فقد سبقها انشقاق ٦ من مقاتلي التنظيم من عشيرة “السخاني”٬
وبحسب مراسل “الرقة تذبح بصمت” قد تشهد الأشهر القادمة المزيد من الانشثقاقات٬ وذلك كنتيجة لتقوض مساحة سيطرة التنظيم٬ في الشرق الحلبي٬ وخسارته لمساحات واسعة في العراق لصالح مليشيات الحشد الشعبي٬ وتعد تلك المساحات الغنية بالنقط من أهم مصادر الدخل للتنظيم٬ والذي نتج عن خسارتها تخفيض رواتب مقاتلي التنظيم بحسب مصادر من داخل ديوان الجند التابع للتنظيم.
كما ستكشف الأيام القادمة عن خلافات كبيرة داخل صفوف التنظيم، بسبب الأيديولوجية واللغات والثقافات المختلفة للتنظيم، وإن كان لا يزال الحديث في هذه المرحلة عن خلافات محلية وليس عن ظاهرة واسعة٬ وبحسب محليين قد نشهد في المرحلة المقبلة انشقاق تنظيمات صغيرة عن داعش وسيطرتها على مناطق خاصة بها، كنتيجة للخلافات بين صفوف القيادات والعناصر وتكرار الانسحابات في عدد كبير من الجبهات مع المليشيات الكردية وكتائب الجيش الحر المدعوم من قبل الجيش التركي.