الرقة تذبح بصمت
لم يكن والد الطفل البريطانيّ أول أب تفاجئ برؤية ابنه المنتمي إلى تنظيم داعش٬ وهو يعدم رهائن أكراد تابعين لمليشيات وحدات الحماية الشعبية٬ مع مجموعة من أقرانه من دول مصر وكردستان وتونس وأوزبكستان، فكثر هم الآباء الذين تفاجؤوا برؤية أبنائهم وهم يقومون بممارسة أشنع وأبشع الأعمال الإرهابيّة، إذ عمد التنظيم منذ بداية تشكيله إلى الاعتماد على الأطفال كريكزة يقوم عليها لإنشاء دولته المزعومة٬ ساعياً لتربية جيل من المتطرفين المحقونيين جينياً بإديولوجيا الإرهاب٬ مستخدماً أبشع طرق الاستغلال لهم بحاجتهم للمال وعوز عائلتهم لإيجاد لقمة العيش٬ وذلك من خلال دفعه رواتب شهريّة وتقديم معونات غذائيّة.
حيث استخدم التنظيم الأطفال المجنديين بداية في نوبات الحراسة وعلى الحواجز وفي الأمور اللوجستية كتوزيع الطعام, ليتطوّر الأمر فيما بعد، بإقحام هؤلاء الصبية في جبهات القتال مهدداً عوائلهم بقطع قوتهم في حال رفضهم لتواجد أطفالهم بين صفوف التنظيم٬ ساعياً إلى تغطية النقص في العدد الذي تعاني منه جبهاته.
وأصبح التنظيم يُطلق على هؤلاء الغلمان اسم ” أشبال الخلافة ” مشبعاً إياهم بكلمات أنّ نصر الدين سيكون على أيديهم، وأنّ الله اختارهم من بين الخلائق لرفع رايته ، وأن العبور إلى باقي أنحاء العالم سيكون بهم ومن خلالهم.
ويتوزّع هؤلاء الأطفال على عدّة تصنيفات:
فمنهم من يكون من أبناء أعضاء التنظيم، ممّن هاجروا وذويهم إلى مناطق التنظيم٬ ومنهم من هم من أبناء المناطق التي يسيطر عليها داعش٬ ومنهم من يكون قد تمّ اختطافه من أحد المناطق التي سيطر عليها التنظيم مسبقاً ثمّ انسحب منها.
كما يخصص التنظيم عدداً من المعسكرات المُنشأة لتدريب غلمانه، ولعلّ الرقّة عاصمة التنظيم تحتوي على أكبر عدد من هذه المعسكرات إذ أشارت إحدى التقارير بأنّه يوجد ما يُقارب (5) معسكرات في الرقّة لتدريب الأطفال، يدربون فيها على حمل الأسلحة بكافة أنواعها٬ والحصول على التعليم الشرعي بحسب فكر التنظيم.
هذا ويستخدم التنظيم الأطفال كجواسيس بين المدنيين٬ معتمداً عليهم في نقل الأخبار٬ أو حتّى بين عناصر التنظيم نفسه، والهدف من استخدامهم لهكذا مهام هو عدم إثارة الشكوك حولهم، وكذلك جعلهم طعم لأعمالهم الانتحاريّة، وخاصّة استهداف حشود المدنيين.