الرقة تذبح بصمت
تنكمش رقعة سيطرة تنظيم داعش بشكل يومي، وفي كلا الطرفين السوريّ والعراقيّ، فما إنّ يخسر التنظيم شبراً في سوريا، ليخسر متراً في العراق، ليمنى بخسارة جرابلس السورية والقيارة العراقية في نفس اليوم.
فهذا العامّ لم يكن حليف تنظيم داعش على عكس عامّ 2014 الذي حقّق فيه امتدادا واسعاً على مساحات كبيرة وذات ثقل اقتصاديّ هامّ، فالتنظيم خسر في هذا العامّ أبرز خطوط التماس وأهمها مع تركيا، والتي تعد بوابة لتنامي ثروته البشريّة، وكانت جرابلس آخرها حيث تمكّنت قوات من الجيش الحرّ بدعم تركيّ من تحرير وانتزاع جرابلس من براثن التنظيم، مرغمين الأخير على التراجع إلى الرقّة، وكما أنّ جرابلس لن تكون الخسارة الأخيرة لتنظيم، فقد سبقتها مدن من قبلها انتزعت منه ونذكر من أبرز هذه المدن:
مدينة عين العرب في الريف الحلبيّ حيث قدّم التنظيم أبرز وأشرس مقاتليه من انتحاريين وخطوط دفاع أولى، فما كانت النتيجة إلّا أن مُني بأكبر خسارة بشرية، قدرت بنحو 1500 مقاتل، وذلك لشدّة ما تعرضوا له من غارات حالتهم وعين العرب إلى رماد وأطلال.، وتأتي من بعدها مدينة تل أبيض الواقعة في ريف الرقّة الشماليّ والتي كانت أولى المدن المهمة التي تمّ انتزاعها من داعش على أيدي ميليشيات الحماية الكرديّة المدعومة بسلاح الجوّ الأميركيّ، أمّا المدينة الثالثة هي منبج حيث أنّ التنظيم قاوم فيها لفترة ثم عمد إلى تسليمها لمليشيات الحماية، وذلك خوفاً من خساراتٍ أُخَر.
هزائم متتالية يتلقّاها التنظيم بشكلٍ دوريّ في سوريا والعراق لتحوله من دولة باقية وتتمدّد إلى باغية وتتبدّد.