تسارع الأحداث في الشمال السوري في الآونة الأخيرة، دفع للواجهة ببوادر أزمة كبيرة سببها مجموعة التطورات التي حصلت بسبب تحركات ميليشيا “قسد”، المكونة أساساً من ميليشيا “الوحدات الكردية”، وسيطرتها على مساحات واسعة من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة”، التي نجم عنها عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق بحق العرب في تلك المناطق، والتي اعتبرت عمليات تغيير ديموغرافي منظمة.
من هنا أطلقت فصائل الجيش الحر، معركة “درع الفرات”، والتي بدأت بداية من مدينة “جرابلس” السورية، والتي تهدف لتحرير المدينة والمنطقة المحيطة بها وصولاً حتى إعزاز، وإعادة الوضع الديموغرافي للمنطقة إلى حقيقته وطبيعته قبل عمليات التهجير، ومنع أي مشروع لتقسيم سوريا عرقياً.
معركة مصيرية
حول أهمية إطلاق عملية “درع الفرات” وتحرير مدينة “جرابلس” من تنظيم “الدولة” في الوقت الراهن، يقول “أبو شاكر قارصلي” قائد القاطع الشرقي للجبهة الشامية “انطلقنا من مدينة جرابلس لطرد داعش، وسنتابع جنوباً، ونعتزم أن نستكمل معركتنا لدحر كل القوى ذات المشاريع الانفصالية، والتي تهدف إلى تقسيم سوريا”، ويؤكّد (قارصلي) أن “عدوّنا الأول هو نظام الأسد، ولكننا لا نملك أن نتغاضى عن الدور الذي تمارسه أدواته في المنطقة (داعش) و(وحدات الحماية الكردية) والتي تعمل على إنهاء وحدة الأراضي السورية، وتغيير ديموغرافية المنطقة”.
كما أكد (قارصلي) أنّ عمليات التهجير والتطهير العرقي الواسعة النطاق دعتهم لإطلاق عملية (درع الفرات).
وفي سؤال لنائب رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السيدة (نغم الغادري)، حول موقف الائتلاف من المشاركة التركية في العملية قالت: “من الضرورة بمكان أن تكون هذه المشاركة مؤقتة، ومن باب الدعم اللوجستي والمؤازرة فقط وأنّ مقاتلي الجيش الحر، هم من يتولون العمليات القتالية”، وهو ما أكّد عليه الائتلاف في بيانه الصادر اليوم.
في السياق ذاته، أكّد القائد العسكري (أبو شاكر قارصلي)، أنّ غرفة عمليات درع الفرات هي من طلبت المؤازرة التركية، بسبب عجزها عن إدخال الآليات العسكرية، لافتاً إلى أنّ الدعم من تركيا هو عبارة عن بعض الآليات العسكرية، كالدبابات والمجنزرات، وكاسحات الألغام، والمدفعية، مؤكّداً على أن العناصر المشاركين في العملية هم من الجيش الحر، وأن الدور التركي لا يتعدى المؤازرة في بدايات المعركة.
وفي تعقيب على أهمية الدور المحوري للجيش الحر في عملية (درع الفرات) تذكّر نائب رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، بأنّ “أول المناطق التي دحر منها داعش هي المناطق الشمالية في ريفي إدلب وحلب، المتاخمة للحدود التركية، على يد الجيش الحر، ولو أنّ الجيش الحر حظي بالدعم اللازم آنذاك لوفّرنا على سوريا الكثير من المشاكل التي تعترض عملية التحرير اليوم”، وتؤكد الغادري أنّه لو توفر الدعم للجيش الحر لتمكّن من طرد داعش والنظام، ولوفّرنا فاتورة الدم السوري الذي يراق في كلّ مناسبة، وعلى يد الجميع، ولتمكنّا من تحرير سوريا كاملة.
المعركة مستمرة
يؤكد المشاركون في غرفة عمليات درع الفرات أنهم ماضون في معركتهم، وأنّ الفصائل مجتمعة على هدف واضح، يتمثل في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والبنية الديموغرافية لهذه المناطق، وإسقاط كلّ مطلب انفصالي، وأنهم سيتجهون جنوباً نحو منبج.
دعم سياسي
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد أصدر بياناً أكّد فيه دعمه للجيش الحر الذي بدأ هجوماً على مدينة جرابلس لتحريرها من تنظيم “الدولة”، ولإبعاد خطر الإرهاب والتنظيمات حليفة للنظام عن تلك المنطقة.
ورحب الائتلاف، من خلال البيان، بما أسماه “الدعم الذي تقدّمه تركيا والتحالف للعملية العسكرية في جرابلس”، مؤكّداً على أن تلك المشاركة مؤقتة ومحدودة الهدف.
المصدر : بلدي نيوز