الرقة تذبح بصمت
منبج تباد، وتذبح على رؤوس الأشهاد ، سلاح الأنفاق يؤرق النظام ، أحقاً يقتل الثائر طفلاً؟! ، متى يرحل؟ ، الاتفاق على سرعة اجتثاث داعش ، وغيرها تقرؤونها في ” قراءة في أحداث الاسبوع “.
منبج تباد، وتذبح على رؤوس الأشهاد
أكثر من مئتي شهيد معظمهم نساء وأطفال ضحايا قصف قوات التحالف قرية التوخار شمال منبج.
ليست مجزرة “التوخار” يتيمة، فلها أخوات تتوالد يومياً، وتترافق المجازر مع حصار خانق مفروض على المدينة من قرابة 50 يوماً. وغدت الحرب على “داعش” مبرراً لحرق منبج مع أهلها، فقد تم تدمير ست مساجد، وسبع مدارس، وعدد من المشافي، ناهيك عن دمار الأبنية والبُنى التحتية، ولعل الضحايا الأبراء أكثر ما يؤلم ويغيظ، فتشير الأنباء الواردة من منبج لتجاوز عدد الضحايا 600 حتى تاريخه ويتخوف مما هو أسوأ مع قادم الأيام.
ويتساءل أهل منبج ما الفائدة من تحرير منبج وطرد داعش إذا لم يبقَ هناك منبج؟! ما الفائدة من استبدال احتلال بآخر؟! لماذا يصر التحالف على دعم قوات الحماية، ويمتنع عن دعم ثوار منبج؟!
أسئلة توضح إجاباتها عبثية المعركة، بل نتائجها الكارثية المستقبلية على منبج فغيرها، فهذه الطريقة في ” التحرير” تولد أحقاداً وجروحاً يصعب أن تندمل مع مرور الأيام، مما يخلق المناخ المناسب لداعش، ولما هو أسوأ من داعش، فهل وعى التحالف وحلفاؤه هذه الحقيقة، أم أنهم يسعون من خلال هذه الطريقة في الإدارة لذلك؟!
سلاح الأنفاق يؤرق النظام
تفجير مبنى فرع المرور في حلب، ومقتل 35 عنصراً من مرتبات الحرس الجمهوري. عملية نوعية استغرق العمل لها زمناً طويلاً، وجهداً كثيراً حتى وصل الثوار لهذه النقطة وتفجيرها، ولا شكّ أنّ لهذه العمليات أثر معنوي كبير على مقاتلي النظام الذين يؤرقهم هاجس الخوف من الموت في كل لحظة، ولكن يبقى أثر هذه العمليات محدوداً من الناحية العسكرية ما لم يترافق مع عمل عسكري ميداني على الأرض.
فقد أخذ حفر النفق من الثوار كثيراً، وبالتالي ينبغي الانتقال لمرحلة أخرى لا تقتصر على إيقاع القتلى في صفوف النظام، ولا سيما في هذه الأيام التي تشهد فيها حلب الحرة حصاراً، أي ينبغي إضافة لما سبق استثمار الأنفاق في التسلل لخطوط النظام الخلفية والتقدم في عمق حلب المدينة حيث تتضاءل فاعلية الطيران، إذ قدّم الثوار كثيراً من الشهداء دون أن يتمكنوا من فتح طريق الكاستيللو نظراً للقتال في مناطق مفتوحة يكون للطيران فيها كلمة الفصل.
أحقاً يقتل الثائر طفلاً؟!
وسائل إعلام (مؤيدة ومعارضة) تتناقل خبر ذبح الثوار لطفل على جبهة الملاح يبلغ من العمر 19 عاماً؟!
نزل الخبر كالصاعقة على الشارع الثوري، ولو لم يكن المشهد مصوراً لما صدّق الشارع الثوري الخبر، فلا يمكن لثائر خرج من أجل الحرية أن يقتل طفلاً، ولا يمكن لمن حارب الدواعش خوارج العصر أن يقوم بفعلهم.
بادر الوسط الثوري على اختلاف مستوياته لإنكار هذا الفعل لأنه يتنافى مع أبسط مبادئ الثورة والقيم الإسلامية والإنسانية ولكن سرعان ما تكشفت الحقائق، وثبت بالأدلة والوثائق أنّ المقتول لم يكن طفلاً وإن أوحى منظره بذلك، فهو شبيح متعاقد مع المخابرات الجوية يبلغ 19 عاماً ولا عبرة بالشكل، إنما الحكم على الفعل، وقد نعته مواقع النظام بلفظ “الشهيد المجاهد” وظهر في صور تثبت أنه مجرم قاتل خلافاً لما ذكرته وسائل الإعلام.
وحتى لا يصطاد أحدٌ بالماء العكر، فإننا ندين بداية الأحكام الميدانية ونطالب أن تصدر من القضاء، وندين القتل ذبحاً فهو سلوك بعيد عن ديننا وأخلاقنا وقيم ثورتنا، ولكن في الوقت عينه كشفت الحادثة نفاق كثير ممن يدعون الثورية الذين بادروا لإدانة الثوار بأقذع العبارات قبل أن يبحثوا عن الحقيقة، وكانت الإجابة على سؤال واحد تكفي لوضع النقاط على الحروف: أيعقل أن يأخذ أبّ مهما كان متهوراً وقاسياً ابنه لأسخن الجبهات حيث القتال على أشده بمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة؟!
كشفت الحادثة أنّ كثيراً من الأقلام مأجورة، وتسلقت الثورة لتحقيق مكاسب معينة، وتنفيذ أجندة خارجية، فلم تنبس هذه الأقلام لإدانة مقتل أكثر من مئتي طفل وامرأة ورجل أبرياء قتلوا في بيوتهم لا على خطوط الجبهات في ريف منبج، ولم يكتبوا جملة على قتل طفل في هذا الأسبوع على يد قوات الأسايش التابعة لقوات البيدا في عين العرب، ويبدو أنّ الثورة ماضية حتى تعرّي المنافقين وتفضحهم.
انفجارات ضخمة تهز معامل الدفاع
خطأ تقني، بهذه الكلمة علّق إعلام النظام على خبر تفجيرات معامل الدفاع، انفجارات عنيفة زادت عن ثلاثين انفجاراً في أكبر مصنع للبراميل المتفجرة في سورية، ومن شدة الانفجارات سمع أهل حلب وجزء كبير من ريفها أصواتها، وشاهد قسم من أهالي إدلب وهج الانفجار ولهيبه مما يدلل على ضخامة الانفجار.
وتكتم النظام على حجم الخسائر المادية والبشرية واكتفى بذكر خبر الانفجار الناتج عن خطأ تقني حسب زعمه في حين أكدت المعارضة نقلاً عن مصادر موثوقة مقتل أكثر من 120 ربعهم ضباط عدا الجرحى، إضافة لانفجار 4 مستودعات براميل متفجرة كان سيمطر بها النظام أهلنا، وخزان كيروسين، وسبع إلى ثمان طائرات كانت رابطة.
ولا يستبعد هنا فرضية العمل الفدائي، فربما قام بالتفجير أحد الأبطال انتقاماً للضحايا الأبرياء، ومنعاً لسقوط أبرياء آخرين، وأراد هذا البطل أن يبقى عمله خالصاً لله، فيصعب تصديق فرضية الخطأ التقني.
وأياً يكن سبب التفجير فإنه شكل فرحة عارمة لأهالي حلب وإدلب، وكان أشبه بالهدية والمنحة الربانية.
متى يرحل؟
بعد أول لقاء جمع وزير خارجية أمريكا مع وزير خارجية بريطانيا الجديد قال وزير خارجية بريطانيا: القوى الغربية متفقة على ضرورة رحيل الأسد.
يبدو كلام وزير الخارجية البريطاني جميلاً، ويلامس الدخول في بداية حلٍّ حقيقي، فرحيل الأسد لا يعني حل المسألة السورية، إنما رحيله بداية الحل، فالمسألة السورية تشعبت كثيراً، وتتطلب جهوداً محلية وإقليمية ودولية. ويبقى السؤال: هل فعلاً يبدأ الغرب والعالم بالخطوة الأولى (رحيل الأسد) نحو الحل؟ يشير الواقع الميداني أن ذلك مازال بعيداً، فما زال الغرب رغم معرفته طرق الحل يتجاهل متعمداً الدخول في حل حقيقي، فللغرب حساباته الخاصة.
الأسد يشتري الموظفين للالتحاق بجيشه
بشارالأسد يصدر قانوناً حول جواز إلغاء قرار إنهاء خدمة العامل لدى الجهات العامة بقرار من رئيس مجلس الوزراء، أصدر بشار الأسد القانون رقم 14 لعام 2016 حول جواز إلغاء قرار إنهاء خدمة العامل لدى الجهات العامة بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح من وزير الدفاع والوزير المختص.
لا يفتأ النظام السوري من محاولات إحراق السوريين في دوامة الموت مستخدماً سياسة العصا والجزرة، ومحارباً السوريين البسطاء في لقمة عيشهم. فقد فصل النظام السوري سابقاً الموظفين الذين رفضوا اللحاق بالخدمة الاحتياطية غير مكترث بمصيرهم ومصير أسرهم، وهو اليوم يغريهم بالعودة لوظائفهم شريطة التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.
ما زال النظام السوري مصرّاً على جعل المواطن السوري إمّا قاتلاً أو مقتولاً رغم كل هذه السنوات، ويؤكد هذا القانون على العقلية العفنة التي تحكم النظام السوري، واستحالة إصلاحه، فصلاحيته انتهت وغير قابل للإصلاح، وأي محاولة لإصلاحه تعني نهايته الحتمية، وهذا ما يفسر رفض النظام لأية محاولة إصلاح.
لماذا تُستهدف المساجد من الجميع؟!
استهدف الطيران الروسي ستة مساجد في يوم واحد في مدينة إدلب، واستهدف التحالف مثلها في منبج، في حين يجري خريجو الكليات العسكرية في مصر عرضاً لتخرجهم يظهرون فيه وهم يهاجمون مجسماً لمسجد وذلك بحضور السيسي.
لا شكّ أنّ مجرد ذكر المسجد يستنفر العواطف الدينية، فكيف إذا تعرضت هذه المقدسات لاعتداءات همجية ولا سيما إذا عرفنا أن هذه المساجد لا تشكل هدفاً عسكرياً، فمن المعروف أن كافة الفصائل تتجنب التجمع للصلاة في المساجد حتى لا تكون هدفاً سهلاً، وحتى لا يتأذى المدنيون من أية عملية قصف بسببهم.
وعليه فإن قصف المساجد لا يخدم حقيقة إلا أصحاب الفكر المتطرف، فالآخر يصور الحرب على أنها حرب دينية، وبالتالي ينبغي الدفاع عن المقدسات. فلماذا يصر الآخر على تدمير وتشويه المقدسات، ودفع الشعب نحو التطرف؟.
أردوغان يعلن حالة الطوارئ
أعلنت الحكومة التركية حالة الطوارئ في تركيا لمنع حدوث أية محاولة انقلابية مستقبلية، ولتسريع ملاحقة الإرهابيين.
تختلف تركيا قبل الانقلاب عنها بعد الانقلاب، فكما يُقال ربّ ضارة نافعة إذن مكّن فشل الانقلاب بداية الأتراك من تجذير التجربة الديمقراطية، وغدا الانقلاب على التجربة الديمقراطية مسقبلاً شبه مستحيل بعد أن عرف الشعب التركي قوّته، كما ساعد الانقلاب الحكومة التركية على تطهير مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش من الكيان الموازي، وتهدف حالة الطوارئ فيما تهدف لتسريع عملية التطهير.
ولا يختلف اثنان أن القرار السياسي التركي سيختلف عمّا قبله، فلم تعد الطبقة السياسية تخشى العسكر، وستسهم عمليات التطهير بجعل الجيش تحت إمرة الشعب أي خاضعاً للسلطة السياسية المنتخبة بعد أن كان يتلاعب بالسلطة السياسية.
ومن هنا فلا نستبعد تدخل عسكري تركي في الشأن السوري، فلن تكترث تركيا كثيراً بعد الآن بالدعم أو الفيتو الأمريكي.
الاتفاق على سرعة اجتثاث داعش
اجتماع وزاري شارك فيه ممثلو 30 دولة في واشنطن ناقش الحرب على داعش في سورية والعراق. وأكد المجتمعون على ضرورة السرعة في استعادة السيطرة على مدينتي الرقة والموصل معقلي داعش في العراق وسورية.
يبدو أنّ الحرب على داعش تستمر بالسير على الطريق الخطأ، فلم يقدم التحالف حتى تاريخه شيئاً يطمئن العراقيين والسوريين على حدّ سواء، فما زال التحالف يعتبر نزع الأرض مقياساً لدحر داعش متناسياً أنّ نزع الأرض جزء بسيط من النصر على داعش. فلم يشهد العرب السنة ثماراً من هذه الحرب إلا تدمير مدنهم وتهجيرهم وخضوعهم لسلطة ميليشيات (طائفية، كردية) لا تقل سوءاً عن داعش الإرهابي، فما الفائدة من التحرير إذا كان يعني حرفياً التهجير والتدمير وهذا ما حصل في الفلوجة والرمادي وما يحصل في منبج، ويخشى أهالي الموصل والرقة أن يشملهم السيناريو نفسه.
ولا تخدم هذه الطريقة في التحرير حقيقة إلا داعش والمتطرفين أمثال داعش، فالتحالف الذي عجز عن تأمين النازحين من أهالي منبج والفلوجة بل وأهالي بلدة القيارة قليلي العدد عاجز بلا شك عن تأمين نازحي الموصل والرقة مستقبلاً، ولم يقدم التحالف نموذجاً مشرقاً من حيث إعمار المدن المحررة وتعويض الأهالي نموذجاً يشجع الأهالي على حرب داعش.
تتطلب الحرب على داعش دعم القوى الوطنية التي يقبلها الشارع ويتماهى معها لا دعم قوى متطرفة ينظر لها الشارع كقوى محتلة. وتدفع هذه الطريقة في الحرب على داعش نحو مزيد من التطرف، ونخشى أن يأتي ما هو أسوأ من داعش، فداعش مرض عضال له أسبابه، ولا يمكن الشفاء منه دون معالجة الأسباب التي أوصلت إليه، وبالتالي ننصح الغرب والتحالف توفير مجهوده وماله.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.