خاص – الرقة تذبح بصمت
أثارت ظاهرة النساء المقاتلات في صفوف تنظيم داعش، والتي يطلق عليهن اسم “المجاهدات” الكثير من التساؤلات، نتيجة لوجودهن الملفت للنظر في صفوف التنظيم، إضافة لإكتشاف العديد من الشبكات العاملة على تجنيد الفتيات والنساء في عدة دول، كما تثير ظاهرة الداعشيات أسئلة عديدة تتجاوز حدود عملهن كمقاتلات في صفوف التنظيم، إلى أعدادهن ودوافعهن للإنضمام، وقبولهن العيش في بئية خطرة، ومستقبل وجودهن وتأثيره على بنية التنظيم.
ولا تعد سوريا والعراق المنبع الوحيد للنساء الداعشيات، فدول شمال أفريقيا وعلى رأسها تونس تعد من أكثر الدول المصدرة للنساء المنظمات إلى التنظيم، إضافة إلى مصر والسعودية، كما انضمت العديد من النساء من دول أوربا الغربية “فرنسا، بريطانيا، ألمانيا” والتي تعود غالبيتهن إلى أصول مهاجرة.
وتعتبر الشريحة العمرية بين ال ١٨-٢٥ سنة من أبرز الشرائح العمرية إقبالاً على التنظيم، ما يشكل خطراً على البئية المصدرة للنساء، وتهديداً مباشراً على أمنها القومي.
خديجة داري “٢٢ سنة” وهي بريطانيا درست الإعلام وعلم النفس في إحدى جامعات لندن، غردت على تويتر “أريد أنّ أكون أول امرآة بريطانيا تقتل إرهابياً أمريكياً أو إرهابياً بريطانياً”، خديجة التي اعتنقت الإسلام في عمر ال ١٨ سنة، لتنتقل وزوجها في عام ٢٠١٢ إلى سوريا وتنظم لصفوف تنظيم داعش، ولا تعتبر “داري” البريطانيا الوحيدة التي أعلنت انضمامها للتنظيم، حيث أشارت إحصائيات المعهد البريطاني للحوار الإستراتيجي السياسي، أنّ النساء الأوربيات في صفوف التنظيم يُشكلن سُدس عدد المقاتلين الغربيين في صفوف الأخير.
فيما يستخدم التنظيم النساء المنخرطات في صفوفه، في عملية التجنيد والترويج حيث يقوم بتزويجهن لمقاتليه محاولاً بذلك اخراط مقاتليه في المجتمع الجديد وخلق نظام أسري يربط عناصره من خلاله بالكيان الجديد، هذا وتعمل العديد من الداعشيات في صفوف الكتائب النسائية ككتيبة “الخنساء” التابعة لجهاز “الحسبة”، والمسؤولة عن مراقبة إلتزام النساء بقوانين التنظيم ومعاقبتهن في حال المخالفة، إضافة إلى عملهن في تجنيد نساء آخريات.
وتستخدم شبكات التجنيد النسائية وسائل التواصل الإجتماعي في عملها للإيقاع بالفرائس الجديدة، عن طريق جذب الفتيات، ثم العمل بشكل فردي على كل فتاة للمبايعة والإنتقال للعيش في مناطق سيطرة التنظيم.
ليبقى داعش من أذكى التنظيمات الإرهابية جدباً لمنتسبيه، مستخدماً المغريات في إيقاعهم مستغلاً الثغرات النفسية والمادية لجذبهم نحو عالمه الجديد.