خاص – الرقة تذبح بصمت
يقال “لكل شيء أصبح هناك تطبيق”، ولم يستثن تنظيم “داعش” نفسه من هذا القول، فعمد عبر وكالاته الإخبارية التي توصف بـ”الهوليودية” إلى تصميم تطبيقات تعتمد على الهواتف النقالة، إضافة إلى أخرى صمّمها أنصاره.
وأولى التنظيم ماكينته الإعلامية أهمية كبيرة، في محاولة منه لمواكبة طليعة التكنولوجيا باعتبارها سلاح العصر الفتاك، فصمّم أول تطبيقاته وهو “وكالة أعماق الإخبارية” في تشرين الثاني\نوفمبر ٢٠١5 بهدف الترويج لعملياته العسكرية ونشاطاته المدنية كوسيلة لنشر فكره وتجنيد المقاتلين في صفوفه.
وفي كانون الثاني\يناير ٢٠١٦، عمل التنظيم على تصميم تطبيقه الخاص الذي حمل اسم “إذاعة البيان” ووفر تحديثات إخبارية يومية عن فرق التنظيم الإقليمية وبثاً للقرآن الكريم والأناشيد الدينية، كما عمد إلى تحديث تطبيق “أعماق” ليصدره باللغة الإنكليزية في نيسان\أبريل الماضي، فضلاً عن إصدار تطبيقات دعائية دعوية ناطقة باللغات الفرنسية والتركية خلال الأشهر الفائتة.
ولا تعد هذه التطبيقات وسائل استقطاب للأنصار ومنصات للتجنيد فحسب، بل إنّ التنظيم استخدمها لتوفير قنوات مستقرة لبثّ الدعاية الإعلامية خارج شبكات التواصل الإجتماعي والتي يحارب مسؤولوها صفحات التنظيم وحساباته عبر إغلاقها باستمرار.
ولم تتوقف آلة التنظيم الدعائية عند هذا الحد، بل عملت على تصميم التطبيقات المعتمدة للأطفال والمّوجهة لمن تسمّيهم “أشبال الخلافة”، فظهر أوّلها في أيار\مايو الماضي تحت اسم “تطبيق الحروف” والذي يروّج إلى رسائل جهادية ويربط بين الحروف وكلمات جهادية تقابلها.
وفي وقت يُحسب فيه للتنظيم نجاحه في خلق أسلوب مباشر ودائم للتواصل مع أتباعه، يؤخذ عليه أنّه أصبح عرضة للإختراق بشكل أكبر.
ويعتبر “الأندرويد” أحد أهم المصادر التي تمكّن التنظيم من الترويج لتطبيقاته، فشروط النشر والرقابة الخاصة به أقل تشدداً من تلك التي يعتمدها الـ App Store والذي يستخدم سياسة رقابية عالية تعمل على خلو تطبيقاته من المواد المسيئة، كما يستخدم مبرمجو التنظيم قواعد وموارد مختلفة ما يظهر أنواع جديدة من نقاط الضعف في تلك التطبيقات.
وبعيداً عن منصة الرقابة فيمكن للمطورين والمبرمجين إنشاء وتثبيت تطبيقات “الأندرويد” دون نشرها في متجر Google play ما يسمح لهم بتجاوز خطوط الرقابة الموضوعة في الأول. ويحمل نشر التطبيقات بهذه الطريقة منافع واضحة لـ”داعش”، فوجود مجموعة من التطبيقات الفاعلة المرتبطة بالتنظيم يروّج للجماعة أمام أتباعها ويثبت بأنها قادرة على إدارة عملياتها الإعلامية بشكل متعدد الأوجه، كما وتسهم تلك التطبيقات بإسباغ صورة الدولة الشرعية على التنظيم، الذي يبرهن من خلال هذه التطبيقات على أنه يستطيع تجنب الإجراءات الأمنية القائمة ونشر دعايته أمام أنصاره من خلال الالتفاف على طرق النشر والترويج، لكنّها في الوقت نفسه تجعل أنصار التنظيم وعناصره عرضة للإختراق والكشف.وبالنظر إلى تاريخ التنظيم في استخدامه لشبكات التواصل الإجتماعي وفتح الحسابات بعيد إغلاقها يظهر جلياً استعداد لتعريض