خاص – الرقة تذبح بصمت
تعيش المنطقة الشمالية في الرقة والواقعة تحت سيطرة مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي YPG وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية، حالة من التمييز والتفريق بين سكّانها، بعكس ما تدعيه تلك القوات، حيث أن للأكراد وقراهم ميزات تٌحرم منها غالبية أهالي المنطقة من العرب والتركمان.
وعملت قوات YPGمنذ سيطرتها على سد تشرين الواقع على نهر الفرات، على إصلاح شبكات التيار الكهربائي في المنطقة وإيصال الكهرباء إلى مدينة عين العرب ثم مدينة تل أبيض شمال الرقة وبعض القرى الكردية الموجودة هناك، فضلاً عن تأمين التيار الكهربائي لهذه المناطق على مدار الساعة في وقت تُحرَم فيه القرى العربية المحاذية للقرى الكردية أو التي تمر خطوط التيار الكهربائي عبرها من الكهرباء فتقطع عنها لأكثر من عامين.
ويقول أحمد وهو أحد سكان المنطقة الشمالية لـ “الرقة تذبح بصمت”: “عملت قوات YPG التي تسمى محلياً بالحزب على إصلاح الأضرار الكبيرة في شبكة التيار الكهربائي لمدينة عين العرب وإيصالها لها وكذلك توصيل التيار الكهربائي لمدينة صرين والعلي باجلية وتل أبيض والقرى الكردية غربي تل أبيض، بينما لم تعمل على توصيل الكهرباء إلى قرى عين عيسى أو تل أبيض بالرغم من أن عمليات الإصلاح ليست كبيرة والشبكة غير متضررة جداً ولا تحتاج إلى المجهود الذي تطلّبه إصلاح شبكة عين العرب، كما أنّ الكهرباء في المناطق التي تم توصيل التيار إليها متوفرة على مدار الساعة بينما تغرق المناطق الأخرى في ظلام دامس، ويمتد هذا التفريق ليشمل الخدمات فتجد أن المستوصفات والمشافي متواجدة فقط في المناطق والقرى الكردية كما تُمنع المنظمات من العمل في غير هذه المناطق، فتجد أهاليها يستطيعون التنقل بحرية بين القرى والبلدات في وقت يُمنع فيه أهالي القرى العربية من التحرك أو دخول مدينة تل أبيض إلا بموجب سبب مقنع، إلى جانب منع دخول الدرجات النارية التي يقودها العرب فقط، بمعنى أنّ للكردي معاملة لا يملكها العربي، وتجد ذلك فقط لدى الميليشيات بينما لا تلمسه عند الأهالي الكرد في المنطقة الشمالية، لكنّ هذه القوات تحاول تعزيز الشرخ بين مكونات المنطقة عن طريق ممارساتها”.
من جانبه يقول أبو علي وهو مزارع من ريف تل أبيض: “صادرت قوات الحزب مئات الهكتارات بريف تل أبيض بدعوة أنها صودرت من الإقطاعيات الكردية في ستينيات القرن الماضي، فيما تجد أنّ الكرد الذين وزعت عليهم الأراضي بموجب نفس القرار لم يقم أحد بمصادرة أراضيهم أو إرجاعها إلى أهلها من عرب المنطقة، وكذلك الأمر في موضوع الحبوب والسماد الذي يوزع على المزارعين، إذ تجد أنّ للمزارعين الكرد النصيب الأكبر إن لم يكن كامل الكميّات بينما توزع كميات قليلة على بعض المزارعين العرب من باب إظهار ما يسمونه العدالة بين الناس”.
ويشير ذلك إلى أنّ حال المناطق الشمالية لم يختلف كثيراً عمّا كان عليه حين سيطرة التنظيم، فكان الأخير يهتمّ بالقرى الأكثر ولاءً له ويهمّش المناطق الأخرى، لنجد أنّ كلّا من داعش وypg يسعيان إلى تعزيز التفرقة بين مكونات الرقة وتعميق الشرخ بين أهلها.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.