خاص – الرقة تذبح بصمت
الجزء (4)
أما عبد الرحيم الجرادي، المعروف باسم أبي مجاهد، فهو أيضاً من قرية مليحان الواقعة جنوب تل أبيض والتابعة لسلوك، وهو من أمراء داعش الأوائل، ويقطن بلدة سلوك نفسها، ومعه أحد أشقائه من أمراء داعش أيضاً، ويدعى عبد المحسن الجرادي (أبو زيد)، وهو الرجل الثاني في أسرة الجرادي من حيث الترتيب، ويعرف عنه بأنه شخص بسيط أرعن، بارع في مجال النصب والإحتيال في أعماله التجارية، وقد ساعده على ذلك أنه صاحب محل جملة في بلدة سلوك قبل الثورة، وكذلك التحق بكتيبة القادسية في بداية الأمر، إلا أنه لم يشارك في أية معركة أبداً، ومن أشهر ما ذاع عنه في المنطقة أنه قام بمشاركة أخوته في قتل شخص يدعى (علي الخلو) خطأ كما يدعون.
كذلك ظهر من أسرة الجرادي، من سكان سلوك خالد الجرادي (أبو رياض)، وهو من أشهر خبراء تفخيخ السيارات لدى داعش في موقع صوامع سلوك وتم تعيين عبد الرحيم الجرادي إدارياً لدى المدعو (فيصل البلّو) في تل أبيض، وكان في الحقيقة جاسوساً لأبي لقمان على فيصل البلو والي تل أبيض آنذاك، ومراقباً على الأموال والسرقات، وكانت مكافأته بأن قام أبو لقمان بإرساله الى إدلب حيث تم إعداده هناك في مهمة سرية، وبعد عودته تم تعيينه مسؤول المبيعات والسرقات وتصريفها برفقة أخويه أبي زيد وأبي حمزة، وسجله في السرقات طويل وكبير. تم نقله لاحقاً إلى الرقة، وعين مسؤولاً لداعش في كنيسة البشارة بعد تحولها إلى مركز أداري وأمني ودعوي في نفس الوقت، وأسندت إليه في فترة ما مهمة منح صكوك التوبة المختومة من داعش للتائبين العائدين اليها.
أما علي عبد الله العواد الجبوري، أبو صهيب الجبوري، فهو أمير وشخصية أمنية خطيرة، ويمكن وصفه بأنه شخصية تافهة شديدة النزوع للإجرام، وليس لديه أي علم شرعي أو ثقافة، يحب المال والتكسب بكافة الطرائق، ويستغل الشرع كثيراً من أجل مكاسبه الشخصية، ويشتهر عنه بأنه لشدة ساديته كان يأخذ المحكومين بالإعدام لدى داعش إلى الهوتة، فيطعنهم بآلة أو بسلاح أبيض ويتركهم ينزفون للتلذذ بمنظرهم وهم يتعذبون قبل أن يرميهم في الهوتة.
وقد عُيِّنَ أبو صهيب هذا في وقت سابق أميراً على مجلس العشائر بعد اجتماع داعش مع واجهات عشائرية (قبل سيطرة الميليشيات الكردية على تل أبيض)، وتظاهر مراراً وكذباً أكثر من مرة بأنه ترك التنظيم ولزم البيت (وهذه عادة باتت مألوفة لدى كثير من الأمنيين لاستعادة تأهيلهم الإجتماعي وتمكينهم من التغلغل بين الناس)، لكنه كان يظهر من جديد في كل مرة بصفة جديدة بين قيادات داعش الأمنيين. يعتقد بأن هذا الرجل قد تورط مع المجرم خلف ذياب الحلوس في كثير من الجرائم، وتروج كثير من السرديات عن استعداده لأن يقتل أقرب المقربين منه في سبيل مصلحته الشخصية، وأبو صهيب الجبوري ينسب نفسه أحياناً إلى عشيرة المشهور، مع أن المشهور ينتمون إلى عشيرة البكارة وليس الجبور كما يدعي، ويظن بعض أهل منطقة تل ابيض بأنه مهاجر من أصل عراقي. أما شقيقه طارق عبدالله العواد الجبوري، أبو جلال الجبوري، فهو المرافق الشخصي ولفترة طويلة لخلف ذياب الحلوس (أبو مصعب).
بقي أن نذكر بعد الأخوين علي وطارق الجبوري، وقبل ختم الحديث عن البنى الأهلية لداعش في بلدة سلوك، المدعو خليل حمد الجاسم، وهو من قرية المعاجلة القريبة من سلوك، ويدعى (أبو ابراهيم النائب) من عشيرة بني زيد، وهو خريج أدب عربي من جامعة تشرين، ومن علاماته الفارقة أنه بلا شعر حواجب، وقد التحق بكتيبة القادسية، ثم أصبح عنصراً في جبهة النصرة مع أنه لم يشارك في أية معركة أبداً. كذلك عين أميراً على مضافة قرية محيسن أيام جبهة النصرة، وأميراً لمعسكر الجبهة في المناخر، حيث شكا من جلافته وسوء طباعه جميع عناصر المعسكر الذين بادلوه الكراهية. كان أميراً للمعسكر وأمنياً في الوقت نفسه، ومسؤولاً عن التعذيب والجلد داخل سجون المعسكر، قد تم نقل المعسكر إلى العكيرشي وبقي أميراً عليه مع المهاجر السعودي أبي محمد الجزراوي سيء السمعة والصيت ثم نقل مرة أخرى إلى سجن السد لكثرة الشكاوي والتذمر منه و من سوء معاملته.
وقد أصبح من الفريق الأمني الخاص في المحافظة على الرغم من أنه لا يمتلك أية مؤهلات تؤهله لتلك المهمة، ومعه في الفريق الأمني الخاص أحد اشقائه واسمه صالح حمد الجاسم الملقب (أبو آدم)، والذي شارك مثله في الكثير من جرائم الإغتيالات والتصفيات الجسدية، وكان أيضاً ممن يعتمد عليهم أبو لقمان وأبو حمزة رياضيات، و لديه ـ مثل أخيه أبي ابراهيم ـ ولاء و طواعية عمياء لأبي لقمان، مما جعله من قيادات الصف الأول في داعش لبعض الوقت. بعد ذلك عين أبو ابراهيم النائب أميراً على الرقة عن ريف المحافظة لفترة من الوقت، ونائباً لأبي لقمان، مما سبب ضجة كبيرة في داعش لأنهم يرونه غير أهل لهذا المنصب أبداً، فهو مشهور بأنه شخصية بلا مواهب تذكر، وكل مافي الأمر أنه صاحب ولاء مطلق لأبي لقمان، وهذا ما رفع رصيده و جعله من الخواص في داعش. وكان أبو ابراهيم النائب من ضمن فريق الاعتقال الذي شارك في خطف القياديين أبي أسماء وأبي الزهراء بأمر مباشر من أبي لقمان (وهما قياديان في جبهة النصرة)، وله سمعة سيئة بغيضة وتاريخ أسود إجرامي، خارجي النزعة والتفكير والعقيدة، وتكفيري بامتياز، يذهب أينما يذهب أبو لقمان، ويُرى معه دائماً من شدة الولاء المبالغ به، حتى لقد كان يُظن أولَ ظهور جبهة النصرة من بعض أفرادها ومن شدة ملازمته وولائه لأبي لقمان بأنه الأخ الشقيق له.
ومن مشاهير البدو في منطقة سلوك أيضاً لابد أن يذكر محمد الشوكان الملقب بـ (أبي جاسم)، أبرز شخصيات قرية الشوكان القريبة من سلوك، هو وشقيقه العنصر في المكتب الأمني في سلوك خليل الشوكان المعروف بلقب (أبي عبد الرحمن)، والذي من مهامه التي أسندت إليه مراقبة الحدود التركية، القريبة من قريته، حيث يذكر له في إحدى المرات أنه استطاع أن يلقي القبض على ما يقارب من عشرة أشخاص حاولوا الإنشقاق عن داعش ودخول الأراضي التركية، فساعد في القبض عليهم وإعدامهم جميعاً.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.