خاص – الرقة تذبح بصمت
يحاول تنظيم داعش مؤخراً رأب صدع كبير أصاب أهم أجزائه المتمثل بالمهاجرين، كنتيجة للخلافات الكبيرة بين عناصره من المهاجرين وأقرانهم من العرب وبخاصة من الجنسية العراقية. وعمل التنظيم على هذا الهدف عن طريق إحداث “مكتب المهاجرين” ومهمته الرئيسية هي تتبع مشاكل المهاجرين ومحاولة حلها بسرعة منعاً لتطورها كي لاتكون سبباً لانشقاقات أو ربما اشتباكات بين عناصره.
ويتولى إدارة هذا المكتب أمراء من الأجانب من جنسيات لم تُعرف بعد لكنها تستثني العراقيين حتماً كون المهاجرين يعتبرونهم أحد أسباب تلك المشاكل، إضافة إلى شخصيات سورية قيادية بينها أبو لقمان (علي الشواخ) والذي يعتبر العقل المدبر للتنظيم في سوريا وأمير الأمنيين في التنظيم ككل.
كذلك فإنّ إقصاء المكتب الأمني العام ومنعه من التدخل بشؤون المهاجرين، هي إحدى مهام مكتب المهاجرين، حيث بات المكتب الأمني يتعامل مؤخراً مع المهاجرين بكثير من الشك والتخوف من تبعيتهم لأجهزة مخابرات دولية، وبخاصة أنّ الضربات التي تلقاها التنظيم عبر الطائرات دون طيار استهدفت عناصره وقادته من المهاجرين الذين لا يعلم بأمرهم أو تحركاتهم سوى أقرانهم من المهاجرين. وكانت حادثة مقتل عدد من عناصر التنظيم أصحاب الجنسية الهولندية وما تبعها من حالة عصيان نفّذها العناصر الهولنديون أحد الأسباب لإنشاء هذا المكتب، إلى جانب محاولة انشقاق قام بها مجموعة من عناصر التنظيم مؤخراً على خلفية حالة الإحباط والتراجع التي يمر بها التنظيم عموماً وفقدانه مزيداً من الأراضي والخسائر الكبيرة في المقاتلين من الصف الأول والدفع بالمهاجرين إلى الخطوط الأمامية والتي تشهد وجوداً لأمراء التنظيم من الجنسية العراقية.
وآخر هذه الحوادث، إرسال ثمانية من المفرج عنهم من الكتيبة الهولندية لجبهات حلب ودير الزور الأكثر سخونة بهدف التخلص منهم ودرءاً لخطر نمو طموحاتهم القيادية كما فعل سابقاً أبو عمر الشيشاني الذي شكل نفوذه خطراً على صلاحيات أمراء التنظيم من العراق إضافة إلى التفاف كافة المقاتلين الأجانب حوله كونه كان يشكل لهم عامل حماية من تدخل أي جهة بشؤونهم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.