خاص – الرقة تذبح بصمت
تستمر الانشقاقات في صفوت تنظيم داعش, يوماً إثر يوم, وذلك كنتيجة لما تشهد الساحة العسكرية في الفترة الأخيرة، من خلط للأوراق في صفوف التنظيمات والفصائل العسكرية، حيث أكد مراسل “الرقة تذبح بصمت”, عن قيام التنظيم باعتقال مجموعة من المقاتلين الأجانب, بعد وشاية من أحد أفراد المجموعة للمكنب الأمني الخاص بالمقاتلين, ويؤكد المصدر عن أن المجموعة تتكون من عناصر أجانب من جنسيات غير عربية, فيما لم تكن تلك الحالة الأولى للانشقاق ضمن التنظيم, والتي سبقها انشقاق عدد من القيادات الداعشية, وقيام بعضهم بسرقة الأموال, كأبي عبيدة المصري, مسؤول ديوان الزكاة في دير الزور, والذي قام بسرقة ٤ مليون دولار, والفرار بها.
فيما أكد المراسل , عن قيام التنظيم بالإفراج عن ٨ من المجموعة الهولندية, ونقلهم إلى جبهات القتال في دير الزور وحلب, حيث حاولت المجموعة الهولندية, والتي كانت تتخذ من بناء “الفروسية” في الرقة مقراً لها, والمؤلفة من ٧٥ عنصراً, بمحاولة انشقاق جماعية, كما اتهمهم التنظيم, وذلك على إثر محاولة المجموعة الأمنية في التنظيم اعتقال أحد المقاتلين الهولنديين, ومحاصرة المبنى الخاص بالمجموعة والذي نجم عنه عملية تبادل لإطلاق النار, ومقتل عدد من عناصر المكتب الأمني.
فيما تعكس الإنشقاقات المتتالية, إضافة إلى تشكيل المكتب الخاص بمتابعة “المهاجرين”, والتابع للمكتب الأمني الأعلى بشكل مباشر, حالة التخبط التي يعيشها التنظيم, والذي يواجه عاصفة تهز بيته الداخلي, والذي يعد المقاتلون الأجانب العمود الفقري له, وذلك لعدة أسباب تتعلق بالسياسات المالية وبالعقلية المنتهجة للتنظيم في تعامله مع بعض العناصر، وتميز بعضهم دون الأخر, وتجلت الخلافات والنزاعات أيضا بين مسلحي التنظيم المحليين والمسلحين الأجانب القادمين إليه من الخارج في المعاملة التمييزية التي يحظى بها العناصر غير المحليين، من حيث الأوضاع المعيشية التي يعيشونها والرواتب الشهرية التي يتلقونها وتوزيع السبايا والغنائم, ليجد “داعش” نفسه في مآزق شديدة خارجية وداخلية، ستؤثر عليه بلا شك تأثيراً مباشراً.
ويبدو أن المنتمين للتنظيم باتوا يعيشون حالة من التململ بسبب الصدمة التي يعيشونها على أرض الواقع بخلاف ما اجترحته لهم أحلامهم الطوباوية عن تلك الهالة التي أحاطت بالتنظيم ليصطدموا بأوضاع معيشية بائسة وتنظيم استبدادي استشرى فيه الفساد والنهب والاختلاسات.