معلومات عن خلايا نائمة لدى التنظيم تراقب الذين يؤثرون في الرأي العام
في حادثة باتت تتكرر بشكل لافت في الفترة الأخيرة، تعّرض الصحافي السوري المعارض لتنظيم داعش محمد زاهر الشرقاط، لمحاولة اغتيال في منطقة غازي عنتاب، جنوب تركيا، ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة، نقل على أثرها إلى المستشفى، وهو الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول الأمن في هذه المنطقة الناشطين الموجودين في هذه المنطقة يعيشون في قلق وخوف دائمين من إمكانية استهدافهم في أي لحظة في ظل التهديدات المستمرة التي يتعرضون لها.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أن شخصا ملثما مجهولا أطلق الرصاص على الشرقاط (36 عاما)، لافتة إلى أن الحادث وقع يوم الأحد، وأن الشرطة تقوم بالتحري عن الحادث، قبل أن يعود التنظيم ويتبنى العملية، بحسب ما نقلت: «وكالة أعماق» الناطقة باسمه، وقالت نقلا عن مصدر خاص «إن مفرزة أمنية تابعة للتنظيم أطلقت النار، الأحد، على الشرقاط الذي يقّدم برامج معادية لـ(داعش)».
وأوضح، الناشط، في «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي، أن شرقاط، الذي لا يزال في العناية المركزة، كان يعمل في قناة «حلب اليوم» التلفزيونية المعارضة مقّدم برامج، انطلاقا من كونه رجل دين معارضا للتنظيم، لافتا إلى «الشرق الأوسط» أّن شرقاط كان خطيب جامع في منطقة الباب في حلب قبل أن يغادرها إلى غازي عنتاب، إثر سيطرة التنظيم عليها. وأضاف: «في الفترة الأخيرة نتعرض لتهديدات جدية ووصلتنا معلومات أّن لدى «داعش» خلايا نائمة يراقبون الناشطين الذين يؤثرون في الرأي العام ضّد التنظيم، لاستهدافهم في تركيا وحتى أوروبا، في ظل عجزهم عن استهدافهم داخل سوريا». وقال أبو محمد: «لدينا أزمة ثقة مع الجهاز الأمني التركي المسؤول عن هذا الموضوع نتيجة رفضه الدائم الإفصاح عن أي معلومات حول التحقيقات التي تتم في الجرائم التي سبق أن استهدفت ناشطين يعملون ضد «داعش»، وأصبحنا نشعر بشكل دائم أن حياتنا باتت بخطر، كما أّننا سبق أن طلبنا منهم مراقبة بعض الأشخاص ممن يحوم الشك حولهم، لكننا لم نلق تجاوبا في هذا الإطار».
وشّكك أبو محمد بعمل القوى الأمنية التركية انطلاقا من وقائع عّدة، أهّمها، بحسب تأكيده، أّنها «أعلنت عن إلقاء القبض على 3 أشخاص متهمين باغتيال المخرج والصحافي السوري المعارض ناجي الجرف الذي قتل في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن لم يكشف عن أي تحقيقات في القضية ومن يقف خلف هؤلاء، خاصة أنه بعد محاولة اغتيال الشرقاط، تأّكدت المعلومات التي كانت لدينا من وجود خلايا منتشرة لرصد الناشطين»، مضيفا: «علما بأنه وفي قضية مقتل الناشطين إبراهيم عبد وفارس حمادة، اللذين قتلا أيضا قبل أشهر قليلة، أعلنت السلطات التركية أّن المتهمين، بعضهم غادر إلى سوريا وأحدهم ذهب إلى ألمانيا، وهو ليس صحيحا، لأن الأخير سافر قبل يوم من الجريمة وكان معروفا بنشاطه ضّد (داعش)».
وفي حين أّكد أبو محمد وجوب أن تتولى السلطات التركية حماية الناشطين الذين يلجأون إليها، لفت إلى أّن سبب استهداف الناشطين بشكل خاص في منطقة غازي عنتاب، هو كثافة السكان في هذه المنطقة التي يلجأ إليها معظم السوريين، ما يسّهل حركة المنتمين للتنظيم لمراقبة الناشطين.
وفي رسالة داخلية، وّجهتها رابطة الصحافيين السوريين لأعضائها، يوم أمس، بعد الإعلان عند محاولة اغتيال الشرقاط، طلبت فيها من الصحافيين المتواجدين في تركيا عموما، وغازي عنتاب خصوصا، توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن المقاهي والمطاعم السورية في هذه المدينة لأنها مليئة بأناس يترصدون تحركات المستهدفين. وقبل الشرقاط، كان المخرج السوري ناجي الجرف قد تعرض في شهر ديسمبر الماضي، لعملية اغتيال في مدينة غازي عنتاب، جنوب شرقي تركيا، بمسدس كاتم للصوت، والجرف (38 عاما) ناشط سياسي معروف بمعارضته للنظام السوري ومناهضته لتنظيم داعش، يتحدر من مدينة السلمية في ريف حماه الشرقي (وسط). وأخرج أفلاما وثائقية عديدة عن الأزمة السورية، وُنشر له على موقع يوتيوب فيلم وثائقي حول «داعش وسلوكياته في مدينة حلب قبل طرد التنظيم منها».
المصدر : aawsat.com