خاص – الرقة تذبح بصمت
أصدر تنظيم داعش مؤخراً قراراً جديداً يقضي بمنع المسيحيين والأرمن المتبقين في الرقة من مغادرة المدينة تحت أي ظرف يذكر، وابقائهم تحت الإقامة الجبرية دون أن يكون هناك أي توضيح لهذا المنع أو أسبابه، وجاءت هذه الاجراءات في الوقت الذي يحتفل فيه مسيحيو الرقة والعالم أجمع بعيد الفصيح المجيد، بينما تغيب مظاهر الاحتفال بهذا العيد عن مسيحيي الرقة بشكل نهائي للسنة الثالثة على التوالي.
الجدير بالذكر أنه كان يعيش بالرقة سابقاً الألاف من المسيحيين والأرمن متوزعين بين الريف والمدينة، نزح قسم منهم من الرقة اثناء معارك تحرير المدينة من قبضة النظام، بينما خرج القسم الأكبر عقب سيطرة التنظيم، أما من بقي منهم فقد تمت مصادرة أملاكهم وإجبارهم على الاختيار بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة والخروج منها.
علماً أن غالبية المسيحيين الذين قرروا البقاء داخل الرقة هم من الفقراء والعاملين بمهن بسيطة ولا يملكون تكاليف النزوح خارج المدينة، وهم يعانون من قرارات وممارسات التنظيم الذي قام بمصادرة دور العبادة الخاصة بهم وإجبارهم على دفع الجزية بالرغم من أنهم محرومون من ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية، ناهيك عن مضايقات عناصره التي تصل لدرجة إكراههم على النطق بالشهادتين تحت ذريعة دعوتهم للإسلام.
وعلى صعيد آخر، أصدر التنظيم قراراً بمنع الممرضات من العمل في المشافي العامة بشكل نهائي وبكل الأماكن مهما كان السبب، وامتد القرار ليشمل مشافي القطاع الخاص وحتى عيادات الاطباء. كما منع التنظيم الأطباء الذكور من معالجة النساء وحصر المعالجة والكشف الطبي للنساء لدى الطبيبات فقط، واللواتي تعاني الرقة من قلة اعدادهن وقلة الخبرة لدى الكثيرات منهن وعدم توافر جميع الاختصاصات.
وفي سياق متصل، فقد أوعز التنظيم أن الدورات الشرعية التي كان يخضع لها الأطباء والصيادلة والمهندسين وسائقي سيارات الأجرة العمومية لم تعد تقتصر على هذه الفئات فقط بل باتت إلزامية لجميع المدنيين، في خطوة يسعى التنظيم من خلالها إلى الاحتكاك بمزيد من المدنيين بغية تجنيد عدد منهم في صفوفه.