خاص – الرقة تذبح بصمت
تشهد مدينة الرقة خلال هذا الاسبوع موجه نزوح جديدة لأهالي مدينة تدمر والسخنة وريفهما باتجاه المدينة وريفها، نتيجة المعارك الدائرة بين تنظيم داعش من جهة وقوات النظام والمليشيات المرافقة لها من جهة اخرى.
فقد اشتدت وتيرة الغارات التي نفذها الطيران الروسي على مدينة تدمر الامر الذي تسبب بهروب الغالبية من سكان المدينة قبل الهجوم البري الاخير، مما دفع الكثير من العائلات للخروج الى اطراف المدينة لكن مع التقدم البري اضطرت تلك العائلات المغادرة الى الرقة.
وتشهد مدينة الرقة تواجد الالاف من العائلات بعضها يبحث عن منزل للإيجار ممن لديهم القدرة لذلك واخرون لجئوا الى المدارس حيث سمح لهم التنظيم بالإقامة فيها ليرتفع بذلك اعداد مراكز الايواء بالرقة، حيث يتواجد عدد من المدارس التي يقطنها الكثير من العوائل من مدينة تدمر والذين لجئوا اليها في وقت سابق. في ظل هذا لا يتواجد في الرقة أية مراكز دعم او منظمات اغاثية من اجل مساعدات تلك العائلات، ولا يساعد التنظيم تلك المدارس بأي شيء سوى السماح لهم بالإقامة، حيث منع التنظيم سابقاً النازحين من الاقامة في المدارس.
بعض العائلات الوافدة لم يستقر بها الحال في الرقة بل كانت الرقة نقطة عبور لهم حيث توجهت تلك العوائل الى مناطق سيطرة الجيش الحر بريف حلب وادلب والبعض منها لديه النية المسبقة للنزوح نحو الاراضي التركية لكن الخروج نحو تركيا من الرقة صعب للغاية حيث تمنع مليشيات وحدات حماية الشعب الــYPG الاهالي من دخول المناطق الشمالية الا بموجب تزكية من احد ابناء المنطقة.
وكانت الرقة خلال عامي 2012- 2013 استقبلت اكثر من مليون نازح من محافظة دير الزور وريف حلب وبعض المناطق الاخرى، وقدمت لهم كل المساعدة عن طريق العشرات من الجمعيات والمنظمات والتي اغلقها التنظيم عند سيطرته على المدينة، وحال مدينة الرقة اليوم ان نسبة النازحين فيها باتت اكثر من نسبة السكان الاصليين وبات النازحون بحال مادية ربما تكون افضل حال من اهالي المدينة التي ارهقتهم قرارات التنظيم وضرائبه.