خاص – الرقة تذبح بصمت
تعيش مدينة الرقة منذ سيطرة تنظيم داعش عليها في كانون الثاني عام ٢٠١٤، أحوالاً توصف بالمأساوية نتيجة تضييق الأخير على سكانها عن طريق إرهابهم والتدخل في أصغر حيثيات حياتهم اليومية، فضلاً عمّا تشهده المدينة من ارتفاع كبير بأسعار المواد الأساسية من محروقات ومواد غذائية وغياب معظم أشكال الرعاية الطبية ما أدى إلى إنحدار مستوى معيشة المدنيين هناك.
ويعيش سكان الرقة حالة من الهلع والخوف بسبب الضربات الجوية الفرنسية التي أعقبتها أخرى روسية اتخذت فيها روسيا سيطرة التنظيم على المدينة واتخاذها عاصمة له ذريعة تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”، لتستهدف مواقع مدنية في معظم هجماتها وتدمر عدداً من المرافق الحيوية كالجسور وخطوط الكهرباء ومحطات المياه موقعة عشرات الضحايا بين المدنيين دون استهداف واضح للتنظيم الذي نقل مقراته سابقاً نحو الأحياء السكنية واتخذ المدنيين دروعاً بشرية كي يظهر لهم سوء غيره وليس لإيقاف القصف الروسي المبارك بموافقات دولية بحجة وجود الإرهاب.
في المقابل، أطلقت مجموعة ناشطين مدنيين من محافظة الرقة حملة بعنوان “دمنا ليس رخيصاً” عملت على توجيه الرأي العام ولفت النظر إلى المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي وطيران النظام والتحالف الدولي بحق المدنيين منذ أشهر عدة، إلّا أنها قوبلت بخذلان ولامبالاة كبيرين.
ومع بدء محادثات جنيف ٣ ودعوة ستيفان دي مستورا الأطراف السورية لإيجاد حل وموقف المعارضة الذي لاقى قبولاً كبيراً لتحمله مسؤولياته تجاه رغبات الشعب السوري، وجد السوريون عموماً ومدنيو الرقة خصوصاً أملاً كبير في أقل متطلباتهم وهي الدعوة لوقف إطلاق النار والقصف على مختلف المناطق، إلا أنّ هذا الأمل تحطم مع أول يوم من المفاوضات، حين شن الطيران الروسي غارات مكثفة على مدينة الرقة أدت إلى استشهاد عدد من المدنيين ودمار كبير في البنية التحتية.