أزمة صحية خطيرة تهدد الرقة وريفها

خاص – الرقة تذبح بصمت

شهدت محافظة الرقة مؤخراً بوادر أزمة صحية خطيرة ناتجة عن انتشار أمراض وأوبئة عدة تهدد حياة السكان، بينها داء السحايا الذي يصيب الأطفال بصورة رئيسية يوعدّ من الأمراض المعدية، حيث ارتفعت مؤخراً أعداد المصابين به فتمّ تسجيل نحو 90 حالة ظهرت عليها أعراض ارتفاع حرارة مفاجئ وصداع وتيبس عنق وبكاء مستمر عند الأطفال، فيما يمكن الوقاية منه بغسل الأيدي جيداً والعناية بالنظافة العامة.
ومن الأوبئة الأخرى، داء السلّ الذي ينتشر بشكل تدريجي في الرقة ويشكّل النازحون نسبة 35% من المصابين به، في ظل موجات النزوح الكبيرة من مناطق ريف حلب الشرقي وبخاصة مدينتي تادف والباب، حيث وصلت مئات العائلات تحمل معها المرض خلال فترة قصيرة، وتمثّلت أعراضه بسعال حاد يستمر ثلاثة أسابيع أو أكثر ترافق مع خروج دم مع السعالو نقص في الوزن وتعرق ليلي، في حين أنّ الوقاية منه تكون باستخدام المناديل للمصابين والعناية بالنظافة العامة لغيرهم.

أمّا بالنسبة لانفلونزا الخنازير الذي انتشر بشكل واسع خلال الأسابيع القليلة الفائتة فتركزت الإصابات به في المناطق الغربية والشمالية فيما لم تغب عن بقية المناطق حيث تم تسجيل أكثر من 40 حالة، فيما يحاول الأهالي الذهاب للعلاج إلى مناطق سيطرة النظام والتي يمنعهم التنظيم من السفر اليها بينما يكتفي هو بتوزيع بروشورات خاصة تحذرهم من الإصابة.

وانفلونزا الخانزير (H1N1) هو مرض فيروسي يصيب الإنسان وقد يؤدي للموت في معظم الحالات التي لا تتقلى العناية الصحية العالية، وتشابه أعراضه تلك الخاصة بالإنفلونزا العادية ولا يمكن تشخيصها من خلال شكاية المريض فقط، بل هي بحاجة للتشخيص المخبري، وتعتمد الوقاية منه على تجنب السفر للمناطق الموبوءة والتواجد في التجمعات البشرية الكبيرة إضافة للعناية بالنظافة العامة.

كذلك، تشهد الرقة وريفها وبخاصة المناطق الشمالية انتشاراً كبيراً لللاشمانيا، حيث سجل خلال العام الفائت قرابة خمسة آلاف حالة إصابة،أكثر من ثلثيها كانت في منطقة سلوك وقراها شمالاً، فحاولت إحدى المنظمات التدخل لوقف انتشاره وعلاج المصابين لكن التنظيم أوقف عملها بشكل كامل الأمر الذي أدى إلى ظهور المرض مجدداً، في وقت توافدت فيه عائلات كثيرة من الريف الشماليّ إلى مناطق أخرى في المحافظة لتنقل المرض معها.

وتتجسد أعراض اللاشمانيا بظهور جروح متقرحة على الجلد بشكل دائري غالباً، إذ تنشط الحشرة المسؤولة عن نقله في الفترة ما بعد الظهر حتى الصباح، ما يتطلب حماية المناطق المكشوفة من الوجه واليدين من لسعات الحشرات، إضافة إلى التخلص من القوارض والتي تعد المستودع الرئيس للحشرة المسؤولة عن المرض.

وفي ظل تدهور الوضع الصحي في الرقة، تقف المنظمات الدولية عاجزة أمام انتشار هذه الأمراض حيث يمنع التنظيم عملها ويكفّرها في وقت لا يتدخل فيه هو للحد من انتشار هذه الأمراض، فاهتمامه ينصب في جمع الأموال وكسب المزيد من المقاتلين في صفوفه، بينما يعايش المدنيون القابعون تحت سيطرته خطر سكاكينه التي تنال منهم لأبسط الأسباب إلى حانب قصف الطيران المتعدد الجنسيات والمرض الذي ينهش أجسادهم.