خاص – الرقة تذبح بصمت
تتجه أنظار العالم إلى مؤتمر جنيف 3 كونه يحمل أولى بوادر الحل السياسي ويجمع المعارضة مع النظام، بعدما كان النظام يهمش المعارضة ولا يعترف بوجودها معتبراً أن كل معارضيه جماعات إرهابية وحملة سلاح، بينما هو يجلس اليوم رغماً عنه أمام وفدٍ من المعارضة السياسية ويُجبر على الإعتراف بوجودها.
وانقسمت صفوف السوريين بين مؤيد للمفاوضات وأيّ حل سياسي قد ينتج عنها وبين مرجّح للحل العسكري، إلا أن النسبة الأكبر ساندت الوفد المفاوض بعد رؤية موقفه الحازم وتبنيه رؤية ملايين السوريين الذين يريدون إنهاء المعاناة وازالة نظام الأسد، ففي مدينة الرقة تتلخص المعاناة الحقيقية إذ يراقب الأهالي المفاوضات عن كثب فبينما يناقش العالم حل التفاوض مع الأسد، يتمركز في الرقة شريك آخر له يقتسم معه الإجرام ويكمل على الأرض ما يعجز طيرانه عن فعله.
بدوره، أجرى فريق “الرقة تذبح بصمت” استطلاعاً للرأي حول مواقف المدنيين في مدينة الرقة من مؤتمر جنيف، شمل فئات عمرية مختلفة، فتفاوتت آراؤهم إلا أن غالبيتهم كانوا يبحثون عن حل ينهي معاناتهم بأي طريقة كانت، فقال رامي 29 سنة وهو مدرس سابق في المدينة، إنّ “مفاوضات جنيف3 هي أولى الخطوات في طريق الحل في سوريا والتخلص من نظام الأسد المجرم وانتهاء نظام الأسد يعني انتهاء داعش أيضاً فهو المغذي الرئيسي لهم”، فيما رأت سناء طالبة جامعية سابقة، أنّ “جنيف3 هو مضيعة للوقت ولن يختلف كثيراً عن جنيف 2 المشابه لجنيف واحد، وربما سيكون تمهيداً لجنيف 4 الذي سيقرر انعقاده بعد سنة ما يعني استمرار القتل في البلاد”.
أمّا سعد 45 سنة، فتحدث عن احتمالية أن يكون جنيف هو نقطة تحول لصالح الثورة السورية “جنيف 3 حتى وإن فشل فهو النصر السياسي الأول الذي نحصل عليه، الآن بات النظام مجبراً على مفاوضة من كان يعتبرهم في الأمس جراثيم ومندسين، هذا تحول مهم بالنسبة لنا، نريد التخلص من الأسد كي تذهب معه الجماعات الإرهابية”.
بدورها، قالت ليلى 38 سنة “لا يهمني من يحضر جنيف يهمني ماذا سينتج عنه، يهمني أن يتوقف القتل وأن تنسحب المليشيات الارهابية المساندة للأسد وأن تتوقف روسيا عن قصف المدنيين، يهمني كثيراً أن يأخذ العالم بعين الاعتبار معاناة ملايين السوريين”، فيما اعتبرت نور 32 سنة، أنّ “جنيف سينجح إن استطاع إدخال المساعدات الغذائية لمضايا ومخيم اليرموك وديرالزور والغوطة وإعادة الحرية لعشرات آلاف المعتقلين وإيقاف القصف، وإن لم يستطع تحقيق جميع هذه الحقوق سيدفع العالم إلى الخيار المسلح ما يعني مزيد من القتل والدمار وربما تطرف جماعات أخرى”.
وعلى الرغم من الأداء السيئ للمبعوث الدولي ديمستورا وشعور العالم بانحيازه الى نظام الأسد وروسيا، إلا أن الهيئة العليا للمفاوضات لاتزال تستطيع التحكم بزمام الأمور والتمسك بمطالب الشعب على الرغم من الضغوطات الدولية التي تتعرض لها، فاستطاعت حتى اليومحصد كثير من التأييد ودعم النشطاء الذين أطلقوا هاشتاغ #لجنة المفاوضات العليا تمثلني.