خاص – الرقة تذبح بصمت
تتعرض مدينة الرقة وريفها لهجمات شرسة شبه يومية يشنّها الطيران الروسي، تستهدف التجمعات السكنية لتوقع عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين بحجة قصف مقرات تابعة لتنظيم الدولة والذي نقل سابقاً جميع مقراته وأفرغهامن المعدات والعناصر نحو الأحياء السكنية.
وشهدت مدينة الرقة خلال الشهر الفائت، موجة نزوح كبيرة بسبب الهجمات الروسية إضافة إلى أسباب أخرى بينها ارتفاع الأسعار الكبير في مناطق التنظيم والانهيار الحاد في قيمة الليرة السورية وما يفرضه الأخير من ضرائب وأتاوات على المدنيين.
وتوجّه النازحون نحو ريف المحافظة كون التنظيم قد منعهم من المغادرة باتجاه مناطق النظام أو الدول المجاورة، في محاولة لاستخدامهم كدروع بشرية لحمايته من الطيران، وبهدف الضغط مادياً على المدنيين لإفقارهم وبالتالي دفعهم للإنخراط في صفوفه، في ظل اقتراب المعارك من مراكز سيطرته في الرقة، حيث تتقدم قوات الحماية الكردية وبعض كتائب الجيش الحر نحو المدينة ومناطق الريف الشرقي لحلب والتي تشهد بدورها معارك طاحنة بين التنظيم مع قوات سوريا الديمقراطية.
أم محمد، ٥٥ سنة، إحدى سكان مدينة الرقة، قالت لـ “الرقة تذبح بصمت”، “حاولت وعائلتي الفرار من مناطق سيطرة التنظيم لأكثر من مرة، وعندما نجحنا بالخروج نحو ريف الرقة الشمالي، ووصلنا إلى مدينة تل أبيض، تنفسنا الصعداء، ظناً منا بأن ما تبقى هو اليسير لنا بعد خروجنا من مناطق سيطرة التنظيم، وعند وصولنا للحدود التركية حاولنا مراراً العبور نحو الجانب التركي، إلا أنه تم منعنا من قبل حرس الحدود الأتراك، الذين قاموا بإطلاق الرصاص الحي باتجاهنا، وعندما أصابنا العجز نتيجة للبرد القارس والتعب الشديد، قررنا العودة إلى الرقة نحو سجن التنظيم الأكبر”.
ويعدّ ارتفاع الأسعار الشديد وغياب مصادر التمويل سبباً رئيسياً في زيادة الهجرة بالنسبة للمدنيين فقد سجلت أسعار المواد ارتفاعاً كبيراً في ظل إحتكار التنظيم لعدد من السلع الغذائية كالسكر ومنع التجار من استيراده ليصل سعر الكيلو الواحد إلى ٥٠٠ ليرة.
أسعار بعض السلع في مدينة الرقة ومحيطها:
مازوت: 130 ليرة
بانزين: غير نظامي 225 ليرة سوريا, نظامي 450 ليرة
جرة الغاز: 10000 ليرة
ورق الشاي: 2000 ليرة
سمنة: 1200 ليرة
فروج: 1100 ليرة للكيلو
سكر: 500 ليرة
رغيف الخبز: 30 ليرة
لحم خاروف: 2300 ليرة
كوسا: 650 ليرة
رز: 500 ليرة
بندوة: 600 ليرة