خاص – الرقة تذبح بصمت
كغيره من الجماعات المتطرفة، يعمد تنظيم داعش إلى زج الأطفال في حربه ضد أعدائه فلطالما كان هؤلاء أحد الأدوات التي يتحرك بها التنظيم وتجعل له الغلبة في بعض المعارك ربما، لذلك عمد إلى توسيع معسكرات تدريبهم واستخدام وسائل جذب عدة لتجنيد أكبر عدد ممكن منهم.
معسكرات “أشبال الخلافة” باتت تتواجد اليوم في كل مدينة يسيطر عليها التنظيم بعدما كانت حصراً على مدن معينة وبأعداد محدودة، إلا أن المكاسب التي حققتها للتنظيم جعلته يركز بشكل أكبر على معسكرات الأطفال، فعلى الرغم من ضعف خبرتهم القتالية إلا أنّ استخدامهم كعنصر جذب للبقية وتجنيدهم في عمليات انتحارية هدفها استنزاف طاقة الطرف المقابل إضافة لوجود عنصر بشري يشارك في أي عملية للتنظيم تجعل له قدرة التفوق العددي.
ولم تعد هذه المعسكرات تعني تلك المخيمات المحروسة والتي يجري فيها التدريب، فالكتب التي أصدرها داعش تشكّل فكر معسكرات متنقل يتم حقن عقول الأطفال به يومياً، حتى الشوارع باتت معسكرات على حسب ما وصف “أبو عبدالله ” أحد المدنيين في الرقة الذي قال، “لا يحصر خوفي على أبنائي بذهابهم إلى معسكرات داعش فقط، فكل لحظة يعيشها الاطفال هنا هي معسكر حتى في خروجهم إلى الشارع يتلقاهم عناصر التنظيم لبث الأفكار المسمومة في عقولهم وقد يتطور الأمر في بعض الأحيان لتعليمه بشكل سريع على أحد الأسلحة التي يحملها عناصر التنظيم”.
ووجد تنظيم داعش ضالته لدى الأطفال بعد امتداد معاركه مؤخراً على عدة جبهات في سوريا، معظمها ضد الجيش الحر وبعضها ضد قوات النظام، فكل معركة تحتاج إلى عدد من الإنتحاريين، حسب شريعة قتال التنظيم، إذ يبدأ هجومه على أي منطقة بعدة انتحاريين تمهيداً لدخول عناصره بعدها والذي يكون غالبهم من الأطفال كونهم يحملون اندفاع وعدم خوف من الموت.
وعلى الرغم من توسع رقعة التنظيم في أنحاء سوريا، إلا أن نقاط الاشتباك مع النظام السوري تتناقص يومياً على عكس معاركه ضد الجيش، فالتنظيم الذي سيطر على ديرالزور منذ سنة لم يستطع التقدم باتجاه آخر نقاط النظام والتي لا تتجاوز مساحة سيطرة قواته 15 كيلومتراً مربعاً، يعجز عن التقدم باتجاه هذه المناطق على الرغم من استطاعته السيطرة على القسم الأكبر من المحافظة التي كان يسيطر عليها الجيش الحر سابقاً.
ويختلف السلاح الذي يستخدمه التنظيم ضد قوات النظام عن السلاح المستخدم ضد عناصر الجيش الحر، فالكيماوي الذي استخدمه لقصف مواقع للجيش الحر، لم يسجل أي استخدام له ضد النظام.
ويأتي هجوم داعش على نقاط تابعة للنظام كرد على هجوم أو اقتراب الأخير من مناطقه لتوجيه رسالة إلى قوات النظام بأن الرد سيكون سريع وليس في المنطقة نفسها، فمع اقتراب النظام من الريف الحلبي يشن داعش هجمة على معاقل النظام بديرالزور، حيث ترتفع وتيرة هذه الهجمات كلما ارتفعت وتيرة هجمات النظام وتتوقف مع توقفها بعد تقديم عدد من الاطفال كقرابين لها.