تعيش المنطقة الشمالية من محافظة الرقة, ظروفاً إنسانية صعبة للغاية, وتردي الخدمات الأساسية إلى درجة كبيرة, وما تمارسه وحدات حماية الشعب الـ YPG, من انتهاكات مستمرة ضد المدنيين, ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتهجير للقرى والإعتقال التعسفي, وفرض حضرٍ للتجوال, واعتقال المئات من أبناء المنطقة دون تهم واضحة.
فيما يحاول لواء ثوار الرقة, كسب الحاضنة الشعبية شمالاً, بعد تراجعها نتيجة الممارسات التي ارتكبها مقاتلوه تجاه المدنيين بالمنطقة الشمالية, والتي لا تقل عن ممارسات وحدات حماية الشعب الــYPG سوءاً.
وفي هذا المجال قام اللواء بجمع العديد من وجهاء المنطقة الشمالية للتشاور معهم, بهدف تجنيد أبناء المنطقة في صفوف اللواء, ليضمنوا هم من ناحية البقاء بالمنطقة في حال تحركت قوات لواء ثوار الرقة باتجاه الرقة في إطار أي عملية عسكرية قادمة.
ومن جهة أخرى قام اللواء بتعزيز قواته, لتكون حالة توازن مع وحدات حماية الشعب في المنطقة, وللحد من الإنتهاكات التي تمارسها الوحدات بقرى الريف الشمالي, والسبب الأهم هو التهرب من محاولات وحدات حماية الشعب في فرض التجنيد الإجباري على أبناء المنطقة الشمالي في صفوفها.
حيث عمدت الوحدات إلى فرض التجنيد الإجباري على أكراد المنطقة الشمالية, بشكل كامل أو أنّ ان يقوم الشخص بتقديم مصدقة تأجيل لمن لا يستطيع الإلتحاق في الوقت الحالي, أما العرب ومنهم عرب منطقة رأس العين فإن الفترة التي كان مقرراً أنّ يكونوا بها في صفوف الوحدات هي 6 أشهر, وتمددت فيما بعد إلى تسعة أشهر, وتتميز القوات العربية التي تعمل ضمن صفوف وحدات حماية الشعب وتحت لوائها بلباس خاص يميزها, وجاري العمل في منطقة تل أبيض التي تخضع بصورة مباشرة للوحدات إلى تطبيق مشروع التجنيد.
أما في المناطق الأخرى من الريف الشمالي, فإنها تخضع بصورة غير مباشرة لسيطرة قوات الجيش الحر, وفي بعضها لسيطرة الجيش الحر وقوات الحماية معاً, لذلك فإن إمكانية تطبيقها من قبل الوحدات صعبة للغاية, فلذلك يسعى لواء ثوار الرقة والعشائر إلى أنّ يقوم اللواء بتطبيقها لكي لا يضطروا إلى الإنضمام في صفوف الوحدات.
يذكر أنّ الوحدات قد قامت بإصدار تعميم في مناطق الإدارة الذاتية, والتي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الــYPG بخصوص التأجيل, عن أداء الخدمة الإلزامية أو الإعفاء عنها والغرامات الخاصة والتي تشابه بصورة كبيرة إجراءات النظام.
من جهة أخرى تتابع الوحدات حفر الخندق المحيط بمدينة تل أبيض ومده باتجاه مدينة عين عاروس, ويتميز هذا الخندق بأبعاده الكبيرة والتي تشابه بصورة كبيرة أبعاد الخنادق بين الدول, وليس الغرض منها حماية المنطقة من أي هجمات من المحتمل أنّ تقوم بها قوات تنظيم داعش فقط.