شنت طائرات التحالف الدولي غارات شبه يومية على محافظة الرقة، استهدفت بصورة أساسية مقار تنظيم “داعش” في المدينة وريفها، كما استهدفت سيارات تابعة للأخير على الطرقات العامة ليكون الحدث الأبرز استهداف معسكرات التنظيم بريف الطبقة.
كذلك، شنت الطائرات الروسية أولى غاراتها على مدينة الرقة، لتستهدف أحياء سكنية هناك، موقعة نحو 65 شهيداً مدنياً، في وقت استمرت فيه الاشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة ووحدات حماية الشعب الــYPG من جهة أخرى، شمال المحافظة قرب تل السمن والهيشة وجنوب مدينة عين عيسى، حيث يعمل التنظيم على إطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه المناطق الشمالية.
في المقابل، واصلت وحدات حماية الشعب حملاتها في مصادرة وهب أملاك أهالي قرى ريف تل أبيض واعتقال عشرات من الشبان والضغط على الأهالي لتهجيرهم من المنطقة فضلاً عن الاستمرار في منع أهالي مدينة سلوك من العودة إلى منظقتهم وخروج تظاهرة سلمية للتنديد بممارسات هذه القوات تجاه أهالي المدينة، في حين نفّذ تنظيم داعش حملة مصادرة للمنازل في الرقة، في محاولة منه لتأمين المسكن لعناصره وبخاصة الوافدين من المنطقة الشمالية.
وشهد الشهر نفسه، استمرار الانشقاقات في صفوف التنظيم والتي كان ابرزه شخصياتها خلف الحلوس أمير تل أبيض سابقاً، إذ ضيق التنظيم كثيراً على عناصره من المنطقة الشمالية فحملهم مسؤولية سقوط المنطقة الشمالية.
تشرين الأول 2015
تشكيل جيش العشائر التابع للواء ثوار الرقة ليشكل كلاهما جبهة ثوار الرقة والتي أعلنت أنّ مهمتها الأولى تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش الأمر الذي لم يلق قبولاً كبيراً من قبل وحدات حماية الشعب، ما دفع التنظيم لفرض التجنيد الإجباري على قرى الريف الشمالي والتي لاتزال تحت سيطرته، في ظل استمرار الغارات الروسية على الرقة، والتي استهدفت بصورة أساسية الاحياء المدينة أو المناطق الخالية إلى جانب غارات التحالف الدولي التي ترافقت مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة والريف، تزامناً مع قيام سلاح الجو الفرنسي باستهداف أطراف مدينة الرقة بعشرات الغارات.
شمالاً، اتبعت مليشيات وحدات حماية الشعب سياسة تجريف القرى حيث أقدمت على هدم عدد من المنازل في بعض القرى ومنها قرية بئر عاشق والفاطسة، فيما أعلن عن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية التي تضم الفصائل المتواجدة شمالاً، في ظل قيام القوات الامريكية بإلقاء السلاح لهذه القوات المشكلة حديثاً والتي دار خلاف كبير حول مدى ارتباطها بالنظام.
من جانب آخر، أقدم تنظيم داعش على اغتيال الزميل ابراهيم عبد القادر والصديق فارس الحمادي في مدينة أورفا التركية، إذ تبنى التنظيم العملية وتوعد الحملة وأعضائها بالقتل، في حين خسر العديد من قادته وأمرائه إثر غارات لطائرات بدون طيار.
تشرين الثاني 2015
استمرار معاناه أهالي المنطقة الشمالية من ممارسات وحدات حماية الشعب والتي واصلت الضغط على بعض القرى ومنع أخرى من عودة أبنائها كمدينة سلوك والتي تحوي نحو 24 ألف نسمة، إلى جانب مواصلتها عملية النهب الممنهجة لمنازل ومحال المدينة.
بدوره، واصل العدوان الروسي شنّ غاراته على الرقة المدينة والتي عملت على تدمير البنى التحتية ومنها الجسرين الواقعين على نهر الفرات والمشفى الوطني، ما أدى إلى خروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل، فضلاً عن سقوط عشرات الشهداء من المدنيي، بينما استمر تحليق طيران التحالف الدولي وغاراته على الرقة المدينة والتي تركزت على مواقع لتنظيم داعش، كما أعلنت قوات التحالف قتل القيادي في تنظيم داعش المعروف باسم جون عبر غارة بطائرة بدون طيار، في حين تابع الطيران الفرنسي غاراته على الرقة والتي لم تحقق الكثير من التغيير أو التأثير على التنظيم، الذي استمر بمنع صالات النت بالرقة والريف في محاولة منه لعزل المنطقة عن العالم الخارجي، وسط ارتفاع أسعار المحروقات وظروف إنسانية سيئة.
كانون الاول 2015
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية استعادة المزيد من الأراضي عليها من تنظيم داعش، كسد تشرين بريف حلب الشرقي، قبل أن يقوم التنظيم بهجوم معاكس على ريف تل أبيض وعين عيسى، حيث استطاع الوصول إلى مركز مدينة عين عيسى لساعات، لتستعيد وحدات حماية الشعب ولواء ثوار الرقة صدّه وإيقاف تقدّمه بعد اشتباكات خلّفت قتلى في صفوف الطرفين.
كذلك شنت الطائرات الروسية غارات على مركز مدينة الرقة استهدفت شارع 23 شباط وخلفت دمار كبيراً كما أسفرت عن استشهاد عدد من المدنيين، بينما استمرت طائرات التحالف الدولي بشن الغارات على مواقع للتنظيم واغتيال العديد من القادة بصفوفه.
ومارست وحدات حماية الشعب ضغوطاً كبيرة على جيش العشائر من أجل حله كونه يشكل تهديداً لوجودها شمال الرقة على خلفية الاستنفار بسبب بيان أصدره الأخير عقب مقتل عدد من عناصره على يد مليشيات وحدات الحماية.