خاص – الرقة تذبح بصمت
الثلث الثاني من العام
أيار 2015
شهد هذا الشهر تشديداً من قبل تنظيم داعش على الدروس الدينية التي تحمل فكرة والمسابقات في الأحياء والقرى وكذلك نشاط ديوان الزكاة لجمع الضرائب تحت بند الزكاة من المحال التجارية وعدم الإعتراف بأي زكاة دفعها صاحب المحل سابقاً وتوزيع أغلب تلك الأموال على عوائل مقاتلي التنظيم بشكل خاص.
واستمرت طائرات التحالف الدولي باستهداف مواقع لتنظيم داعش وارتكبت أول الأخطاء حين استهدفت أحد حواجزه ما أدى إلى مقتل عدد من العمال الزراعيين المتواجدين قرب الحاجز، فيما تركزت القصف عبر طائرات بدون طيار على شخصيات قيادية في صفوف التنظيم ومنها أسامة الكراش وأبو رعد ويسات وغيرهما من قيادات الصف الأول، في حين قام التنظيم بالتحليق بطائرات ميغ من مطار الطبقة العسكري ولمسافة ومدة محدودة في أولى خطواته لاستخدام وتجريب سلاح الجو.
كذلك شهد هذ الشهر تقدماً للقوات المشتركة شمالاً على حساب تنظيم داعش وسيطرتها على مزيد من القرى وتقهقر عناصر التنظيم بسبب ضربات طائرات التحالف الدولي، وبدء معركة حرق الأراضي من كلا الطرفين، إذ بدأ التنظيم عمليات التحصين في محيط المدينة في إشارة إلى تخوفه من تقدم القوات المشتركة نحو الرقة المدينة في ظل إعلان غرفة بركان الفرات معركة تحرير تل أبيض.
حزيران 2015
تزايدت خسائر التنظيم شمال الرقة فبدأ يفقد السيطرة على المنطقة ككل، بينما ضربت طائرات التحالف معظم التعزيزات التي أرسلت شمالاً ناهيك عن هروب عوائل عناصر التنظيم ومقاتليه وإعلانه النفير العام، لكن البداية كانت بخسارة التنظيم لمدينة سلوك ثم تل أبيض وعين عيسى ليصبح شمال محافظة الرقة بشكل كامل تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الــYPG، وسط نزوح كبير جداً لأهالي المنطقة الشمالية، حيث نزح قسم منهم نتيجة العمليات العسكرية فيما هرب القسم الآخر من ممارسات وحدات حماية الشعب وغيرها من الفصائل المتواجدة في المنطقة، حيث جرى اعتقال المئات ونهب المنازل والممتلكات وإجبار العديد من أهالي القرى على الخروج من منازلهم بحملة ممنهجة من قبل وحدات حماية الشعب الــYPG.
بدورها، ارتكبت طائرات التحالف الدوليّ شمالاً عدداً كبيراً من الأخطاء عبر استهداف سيارات تقل مدنيين ومنازلهم شمالاً فخلفت ما يقارب 20 شهيداً، في ظل قيام التنظيم بتهجير الأكراد من الرقة باتجاه تدمر قسراً والإستيلاء على أملاكهم وتوافد أعداد كبيرة من النازحين من تدمر والسخنة والريف الشمالي واكتظاظ المدارس بمئات العوائل.
تموز 2015
استمرت ضربات طيران التحالف على الرقة وارتكابها مجزرة راح ضحيتها خمسة مدنيين إذ استهدفت سيارة عبر طائرة بدون طيار قرب مدرسة حميدة بالرقة، كما دمّرت كامل الجسور التي تربط مدينة الرقة بالريف الشمالي والشرقي والغربي لمنع التنظيم من إرسال التعزيزات للجهة الشمالية كما واستهدفت غارات أخرى آليات تابعة للتنظيم كانت تعمل على تحصين مواقعه على أطراف المدينة، تزامناً مع قيام التنظيم بتعزيز دفاعاته حول مدينة الرقة عبر حفر الخنادق والمتاريس الترابية، كما قامت مليشيات الــYPG بمزيد من عمليات التهجير الممنهجة ومصادرة الأملاك ونهب منظم لمدينة سلوك ومنع للأهالي من العودة للمدينة.
كذلك منع التنظيم نواشر النت في المدينة ليبقي على النت فقط داخل المحلات في محاولة منه للتضييق على المدنيين، فيما تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس الإيدز بالرقة لمهاجرة تونسية.
في المقابل، برزت خلافات حادة بين المهاجرين والأنصار على خلفية سقوط الريف الشمالي من يد التنظيم الذي حمّل أمراء القاطع الشمالي المسؤولية عنه ما دفع لفصل عشرات منهم، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات مسلحة.
آب 2015
استمرت غارات طيران التحالف الدولي على الرقة، فاستهدفت كلاً من مدينة الرقة والطبقة ومواقع تابعة للتنظيم في الريف، في ظل ثبات جبهات القتال بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الــ YPG.
من جهة أخرى، استمرت الانتهاكات التي تمارسها وحدات حماية الشعب بحق أهالي المنطقة الشمالية، من اعتقال وتهجير وسلب ممتلكات بالعنف وتضييق على حركة المدنيين وحظر ليلي للتجوال، ومن جهة ثانية استمر التنظيم في فرضه الضرائب على المياه والاتصالات وتطبيق أحكام الإعدام بحق العديد من المدنيين بتهم شتى، وسط بوادر منع مشاهدة التلفاز عن طريق خطب الجمعة كون التنظيم يتولى إدارة كافة الجوامع في المحافظة، فضلاً عن ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية والتموينية وأسعار الخبز حيث وصل سعر رغيف الخبز 20 ل.س.
من جهتها، اعتقلت وحدات حماية الشعب مجموعة من نساء مدينة سلوك على خلفية وقفه احتجاجية من أجل عودة الأهالي للمدينة الممنوعين عنها منذ أشهر ورفض من قبل لواء ثوار الرقة والفعاليات الثورية لقرار ضم تل أبيض والمنطقة الشمالية إلى كانتوني عين العرب ورأس العين واعتماد مبدأ الإدارة الذاتية في المنطقة وفرض مشروع الــYPG عليها بالقوة.