خاص – الرقة تذبح بصمت
لم يختلف العام 2015 كثيرا عن العام الذي سبقه بالنسبة لأهالي مدينة الرقة، وبالرغم من أنه قد حمل في نصفه الثاني الأمل في التحرر من تنظيم داعش إلا أن هذا الأمل قد تلاشى لدى المدنيين بسبب النموذج الذي قامت ميليشيات وحدات حماية الشعب YPG بتقديمه وفرضه على المناطق التي سيطرت عليها شمال الرقة بعيد انسحاب التنظيم منها، وسنحاول فيما يلي إيجاز أهم الأحداث التي حصلت خلال العام 2015.
الثلث الاول من العام
– كانون الثاني 2015
استهل التنظيم العام 2015 بقرار منع النساء من السفر خارج مدينة الرقة، وشدد الاجراءات التي تتعلق بسفر النساء مما ساهم في الحد من حركة النساء بصورة كبيرة، وبرزت حالة من التململ والاحتجاج لدى المدنيين إثر هذا القرار ولكن التنظيم عمد إلى قمع هذه الاحتجاجات في مهدها بالعنف والترهيب.
أعلن التنظيم عن نيته افتتاح المدارس وتوظيف عدد من المدرسين فيها شرط الخضوع لدورات خاصة يديرها التنظيم بنفسه، إلا أن هذه المدارس لم تلقى القبول المنتظر من طرف الأهالي الذين امتنع قسم كبير منهم عن ارسال أولادهم إلى تلك المدارس.
كما وشهد هذا الشهر انهاء عمل فريق الهلال الاحمر العامل في الرقة، والذي كان له دور كبير في تأمين المواد الضرورية لمراكز تعقيم المياه وإعانة النازحين والإشراف على بعض حملات التلقيح والمراكز الصحية المجانية.
مقتل العديد من عناصر التنظيم في معارك عين العرب، فضلاً عن حالات الانشقاق والهروب من صفوف التنظيم بسبب ضراوة المعارك في المدينة.
قام التنظيم ببث مقطع فيديو يظهر إعدام الرهينة الياباني الاول وتوجيه رسالة من الرهينة الثاني إلى حكومة اليابان.
استمرت غارات طيران التحالف الدولي على عدة مواقع في محافظة الرقة، ولا سيما المناطق القريبة من مدينة عين العرب.
– شباط 2015
عاود طيران النظام استئناف غاراته الجوية على الرقة مستهدفاً المدنيين كعادته في منطقة حزيمة شمال المدينة.
قام تنظيم داعش بقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل مدينة الرقة، وقد كانت “الرقة تذبح بصمت” أول وسيلة إعلامية تكشف عن هذه العملية وذلك قبل أن يعلن التنظيم عنها بحوالي الشهر، وقد سارع طيران التحالف الدولي وسلاح الجو الأردني بشكل خاص إلى تكثيف غاراته على مواقع التنظيم في الرقة انتقاماً لمقتل الطيار الاردني.
نفذ التنظيم جملة من الاعدامات بحق العديد من المواطنين في الرقة بتهم مختلفة، ومنها التعامل مع النظام أو التعامل بالسحر أو التعاطي والإتجار بالمخدرات، وذلك في محاولة من التنظيم إلى فرض حالة من الخوف على المدنيين عبر تنفيذ تلك الإعدامات في الساحات العامة داخل المدينة.
أعلن لواء ثوار الرقة أن مدينة تل أبيض ومحيطها منطقة عسكرية وسط حالة من النزوح لبعض أهالي الريف الشمالي باتجاه تركيا.
تنظيم داعش يستنفر العشائر في المنطقة الشمالية ويطالب بتجنيد أبنائهم في صفوفه لوقف زحف الفصائل الكردية ولواء ثوار الرقة.
ألزم التنظيم جميع المعلمين في الرقة بالإستتابة لديه، وهدد بمصادرة أملاك المعلمين المتخلفين عن هذه الإستتابة.
– اذار 2015
اشتداد وتيرة المعارك بين قوات تنظيم داعش من جهة ووحدات حماية الشعب ولواء ثوار الرقة من الجهة الأخرى، والتنظيم يحصن القرى والمدن في الريف الشمالي عن طريق حفر الخنادق وإقامة السواتر في محاولة منه لمنع سقوطها بيد القوات المهاجمة، وتشديد الإجراءات الأمنية بالتزامن مع حركة الانشقاقات المستمرة في صفوف التنظيم.
قام التنظيم بتهجير القرى الكردية الواقعة في ريف عين عيسى وتل أبيض، وقد التجأ قسم كبير من هذه العوائل إلى الرقة فيما فر الباقون باتجاه مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
التنظيم يشرف على نقل الحبوب من المنطقة الشمالية باتجاه مدينة الرقة، وييسر عمليات عبور شاحنات الحبوب من مناطق سيطرة النظام بالحسكة نحو مدينة طرطوس.
استمرار الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم ومقاره بالرقة وريفها، فضلاً عن قيامها بإلقاء المناشير الورقية التي تحذر الأهالي من مساندة التنظيم والإنضمام إلى صفوفه.
التنظيم يقوم بالإشراف على عمليات تهريب المدنيين باتجاه الأراضي التركية في محاولة منه لضبط هروب عناصره بين جموع المدنيين.
استمرار معاناة المدينة من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وغيابها بشكل كامل عن قسم كبير من المحافظة.
– نيسان 2015
وفاة عدد كبير من الأطفال المصابين بمرض التلاسيميا في الرقة نتيجة توقف المركز المختص عن تقديم الخدمات والعلاج لهؤلاء الأطفال، ومنع المركز من تلقي المساعدات من الجهات المحلية أو الدولية إلا عن طريق التنظيم وتحت إشرافه.
ازدياد أعداد المدنيين المتوافدين يومياً على مطبخ الرقة الإغاثي، بينما كان التنظيم مشغولاً بإصدار القرارات التي تأكد على منع الرجال من حلاقة الذقن ولبس السراويل الضيقة ولا سيما “الجينز” منها، والإعلان عن المزيد من الدورات الشرعية لأصحاب الحرف والمهن وحتى خطباء المساجد بالرقة.
التنظيم يشدد على العسكريين المنشقين عن صفوف النظام والمقاتلين السابقين في فصائل المعارضة ويخضعهم لدورات شرعية، سعى من خلالها لإقناعهم بالعودة إلى حمل السلاح والإنضمام إلى صفوفه.
قام التنظيم بوضع قفص حديدي في ساحة مدينة الطبقة من أجل وضع المخالفين لأحكامه داخلها.
استمرار الغارات من قبل الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي على مواقع التنظيم في الرقة وريفها، بينما ارتكب طيران النظام مجزرة بأحد الأسواق الشعبية جنوب مدينة الطبقة.
تقدم فصائل القوات المشتركة ( الجيش الحر + وحدات حماية الشعب ) وخسارة التنظيم للمزيد من القرى في الريف الشمالي للرقة.
قام تنظيم داعش بنشر قرار يتضمن أوامر من قائد التنظيم بالعمل على سك العملة الجديدة الخاصة به، كما قام بإصدار عدد من المطبوعات والكتيبات التي تتضمن شرح وتفصيل فئات ومقادير العملة التي ينوي سكها.
التنظيم يشدد الخناق على مشائخ الطرق الصوفية ويكثف حملات ملاحقتهم وتنفيذ احكام الاعدام بحقهم.