خاص – الرقة تذبح بصمت
خسر تنظيم داعش مناطق وتحول من مهاجم ومنهزم إلى مدافع طيلة عام 2015. لا يزال التنظيم يحتل مدينة الرقة ويتخذها عاصمة له مع ازدياد الدمار الذي لحق بالمدينة الصغيرة جراء غارات طيران التحالف والنظام السوري وفي الربع الأخير من العام انضم الطيران الروسي لسماء الرقة والذي ركز ضرباته الجوية على البنى التحتية والأسواق العامة كجسر المنصور وشارع 23شباط في وسط المدينة.
كما تحول التنظيم طيلة العام لعارض أفلام ومخرج إصدارات تندرج تحت شعار ” ما يطلبه الحمقى ” كان أبرزها إصدار يحمل عنوان” شفاء الصدور “عن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في شهر شباط من العام ,بمبنى الأمن السياسي في المدينة. بعد سقوط طيارته ال F16 إثر خلل فني في نهر الفرات.
وإصدارات أخرى عن إعدام صحفيين أجانب وعمال إغاثة وقطع رؤسهم أمام الكاميرا كالصحفيين اليابانيين كنجي غوتو والصحفي هارونا في الشمال السوري ويرجح ناشطون المكان في مدينة دابق بريف حلب الشمالي الشرقي لما لها من خصوصية لدى التنظيم. وانتهك التنظيم طيلة العام حقوق الإنسان من خلال سبي النساء وقتل الرجال والاستيلاء على الممتلكات وتهجير واعتقال لحق بالطائفة اليزيدية شمال العراق في منطقة سنجار وقراها وعمليات الاغتيال والقتل والخطف بحق مدنيين ونشطاء في مناطق سيطرته وخارج مناطق سيطرته.
كان أبرزها إعدام أول فتاة سورية في مدينة خشام بريف دير الزور الشرقي, وغيرها من الإعدامات الميدانية في الساحات العامة بمدينة الرقة وريفها وريف حلب ومدينة وقرى محافظة دير الزور.
كما تحول “داعش” هذا العام من مهاجم يحتل مناطق من الثوار ويسيطر على أٌخرى كان يحتلها النظام السوري إلى مدافع عن مناطق سيطرته ومنسحب منها كمدينة تل أبيض الحدودية في ريف الرقة الشمالي حيث انسحب التنظيم في شهر حزيران من العام ولأسباب مجهولة مع سلاحه الثقيل نحو مدينة الرقة تاركاً المدنيين تحت وطأة حكم وحدات حماية الشعب, وانهزم من مدينة عين العرب ( كوباني) بعد أربعة أشهر من المعارك التي أدت لخسارة التنظيم, وانسحابه المفاجىء إيضاً من مدينة صرين و وكانت اخرها الانسحاب من منطقة سد تشرين في الريف الشرقي الشمالي من محافظة حلب وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المنضوي تحت لواءها فصائل كردية وعربية وتركمانية على سد تشرين ومدينة أبو قلقل.
وفك الحصار عن الكلية الجوية بريف حلب الشرقي من قِبل قوات النظام السوري وتوسع سيطرة رقعة النظام على حساب المناطق التي احتلها التنظيم من الثوار مطلع ( 2014عام ). كما خسر التنظيم أحد قياداته المدعو (أبوسياف) وزير النفط والغاز والمال إثرا عملية إنزال لطيران التحالف الدولي على حقل العمر النفظي بريف دير الزور في ( أيار 2015 ). وخسر أبار نفط كان قد سيطر عليها من قوات الجيش العراقي منها حقل حمرين وعجيل شمال العراق. في المقابل سيطر التنظيم فقط على مدينة السخنة ( 70 كيلو متر شرق مدينة تدمر ) ومدينة تدمر الأثرية في أيار من هذا العام.
ومن أبرز المناطق الاستراتيجية التي خسرها التنظيم مدينة سنجار في العراق و التي كانت صلة الوصل بين مدينة الرقة والموصل. كما احتل قرى في ريف حلب الشمالي منها أم حوش وتل مالد وصوران, وقصف إيضاً مدينة مارع الذي سعى لاحتلالها بمواد سامة. وعرقل معارك للثوار من فك الحصار عن الغوطة الشرقية بعد احتلاله جبل دكوة الذي يعتبر البوابة الشرقية للغوطة , و عرقل أيضاً معارك سيطرة الثوار على مركز مدينة حماة بعد تعزيز قواته في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي.
بعكس شعاره الذي يحمل عنوان ” باقية وتتمدد ” كانت خسار تنظيم داعش في سوريا والعراق أكثر من مناطق التي تمدد فيها , حيث كان عام 2015 مقلص خريطة التنظيم ومنافي لشعاره.