خاص – الرقة تذبح بصمت
أبلغ تنظيم “داعش” خلال الأيام الماضية، عدداً من القرى الواقعة على سرير النهر شرقيّ سد الفرات بضرورة إخلاء قراهم خوفاً من غرقها، كونه ينوي فتح عنفات سد الفرات بشكل كبير لتخفيف الضغط الذي قد ينتج عن أي خلل بسد تشرين.
الأسباب:
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية المكونة من فصائل عربية وغالبية وحدات حماية الشعب الــYPG مؤخراً، السيطرة على سد تشرين أول السدود الواقعة على نهر الفرات في الأراضي السورية والعبور إلى الضفة الغربية، لتشمل سيطرتها المساكن المجاورة للسد وعدد من المزارع والقرى على ضفته الأخرى.
وعلى خلفية هذه المعارك، فرّ المهندسون والمشرفون على السد ليتوقف الكادر الفني المسؤول عن إدارة السد عن العمل، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في مستويات المياه خلف السد من جرابلس، كما أسفر هذا الارتفاع عن غمر عدة قرى تقع على بحيرة سد تشرين وقربها، ومنها القبة، الجعدة، قرقوزاق، الهوشرية، سهل القندق، مزارع تل أحمر، ومئات الهكتارات، فضلاً عن تهجير مئات العوائل، وسط مخاوف من وصول عدد القرى المتضررة إلى قرابة 470.
وتمنع مليشيات قوات سوريا الديمقراطية كوادر وفنيي السد من العودة لعملهم لتدارك أي خلل محتمل وتخفيف الضغط على جسم السد، فيقول مهندسو نقابة المهندسين الأحرار، إنّه في حال لم يتم تشغيل العنفات وتصريف الكهرباء من قبل أحد فنيي غرفة العمليات لتصريف المياه الزائدة، فإنّه يمكن الانتقال لخطوات أخرى، بينها العمل على فتح الفتحات الجانبية والسفلية في السد والتي تفتح ميكانيكياً وكهربائياً، مشيرين إلى أنّه في حال تعذر الخطوتين السابقتين فهناك فتحة المفيض في جسم السد التي تفتح تلقائياً عند وصول الضغط إلى حد معين وهذا آخر الحلول، محذّرين من انفجار فتحة المفيض ما قد يؤدي إلى دمار في ساحة التحويل وبالتالي لا خوف من انهيار السد انشائياً.
وأكّد المصدر، وجود كوادر فنية من السد في المنطقة تتابع الأمر على مدار الساعة وتحاول التدخل عندما تسنح لها الفرصة لدخول السد وفتح المفيضات لتصريف المياه، كما تم التواصل مع الأتراك لإيقاف تدفق المياه كحل احتياطي مؤقت، فيما وصلت أخبار خطر غمر المياه إلى أقصى شرق الرقة في القرى القريبة من رطلة ومعدان والسبخة، حيث يبث عناصر التنظيم شائعات مفادها أن دماراً سيصيب السد، ما دفع غالبية العوائل للاستعداد للنزوح إلى الأراضي المرتفعة خوفاً من هذا الإحتمال.