خاص – الرقة تذبح بصمت
سُجل خلال السنة الأخيرة من سيطرة تنظيم داعش, زواج عدد كبير من مقاتلي التنظيم, ضمن مدينة الرقة وريفها, الذي بدوره كان سبباً في ازدياد عدد ولادات الأطفال, ونتيجة لغياب دوائر النفوس, كان سبباً رئيساً في كثرة عدد الأطفال غير المسجلين, كما شهد العام الأخير, مقتل عدد كبيرٍٍ من أولئك المقاتلين, في المعارك والغارات التي استهدفت التنظيم, مما دفع العديد من الأمهات للتخلي عن ابنائهن, بعد مقتل أزواجهن.
كما كان لتردي الوضع المعيشي والإنساني في مناطق سيطرة التنيظم, وارتفاع مستوى الفقر, وإغلاق التنظيم لدوائر الدولة, سبباً رئيسياُ في ارتفاع معدل البطالة والفقر, فتجد الطبيب والمهندس والمعلم, دونما عمل, والذيين يعتمدون بشكل أساسي على الدخل المحدود المقدم من دوائر النظام الحكومية, وما شهدته مدينة الرقة من ارتفاع حاد في الأسعار, زاد خوف الأهالي المدنيين, على مستقبلها ومستقبل ابنائهم, مما دفع عدداً كبيراً منهم, لدفع ابنائهم للهجرة, إلى تركيا وأوربا, حيث شهدت مدينة الرقة, حركة نزوح كبيرة, خلال الشهرين الماضيين.
كما دفع هذا الخوف, الشباب إلى الامتناع عن الزواج, نتيجة للوضع الأمني المتردي, والفقر الكبير الذي تشهده مناطق سيطرة التنظيم, هذا وشهدت مدينة الرقة, خلال الشهر الماضي, ٦ حالات لمولدين جدد, تخلت عنهم عائلاتهم, برميهم قرب حاويات القمامة, أو على عتبات المنازل, لبعص العائلات الميسورة الحال, حيث سُجلت حالتين لطفليين رضييعين وجدا على عتبة أحد المنازل في مدينة الرقة, وسجلت حالة منفصلة لوليدة بعمر عدة أيام وجدت قرب إحدى حاويات القمامة في منطقة المشلب.
حيث تضاعفت أسعار المواد بشكل كبير في مدينة الرقة, خلال الأشهر الماضية, وسجل ارتفاع كبير في أسعار حليب الأطفال والذي بلغ سعر الـ ٨٠٠ غرام منه, قرابة الـ ٢٠٠٠ ليرة سورية.
هذا وقد كان لعناصر التنظيم من المهاجرين دوراً كبيراً, في انتشار حالات التخلي عن المولدوين الجدد, يقول علي, وهو مدني من محافظة الرقة, لحملة “الرقة تذبح بصمت”: “انتشرت تلك الحالات خلال الأشهر الماضية, ويعود ذلك إلى زواج مقاتلي داعش الأجانب من نساء محليات أو أجنبيات, وجميعنا يعرف, أنّ ذاك المقاتل يدرك تماماً صعوبة استقراره في منطقة واحدة, مما دفع العديد منهم, للامتناع عن إنجاب الأطفال, وليكون سبباً رئيساً لمن ارتكب خطأه الفادح بإنجاب الأطفال للتخلي عنهم بسهولة”.
هذا وتشهد محافظة الرقة, بعيد سيطرة التنيظم, انتشاراً كبيراً للأمراض, نتيحة توقف الخدمات الطبية, وايقاف عمل المنظمات الإنسانية المهتمة بتحسين مستوى الحياة, هذا وقد سجلت حالات للإصابة بوباء الكوليرا في مناطق خاضعة لسيطرة التنيظم, مما ينذر بموجة من الأمراض التي ربما تفتك بعدد كبير من الأطفال وعائلاتهم.