خاص – الرقة تذبح بصمت
تأبى بعض المجموعات المسلحة العاملة في سورية على تقبل فكرة انكسار حاجز الخوف لدى الشعب السوري, ووقوفه ضد كل ما يمس كرامته بعد التضحيات الكثيرة التي قدمها لنيل حريته, لتأتي هذه الجماعات وتعيد تطبيق ممارسات الاسد بطرق مختلفة لتحقيق مطامعها في المنطقة, وكل منها يدعي وقوفه في الجانب الصحيح.
ريف الرقة الشمالي الذي خرج عن سيطرة داعش منذ مدة, ووقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب شهد عدة احداث متلاحقة, دفعت المدنيين لربط الواقع الحالي بفترة سيطرة تنظيم داعش والنظام, حسب ماجاء على لسان ابو فواز احد المدنيين في الريف الشمالي قائلاً: ” لقد تغيرت اشياء بسيطة فقط, ففي السابق كنا نرى العلم الأحمر ومن بعدها الراية السوداء لنرى امامنا اليوم العلم الاصفر, جميعهم في نفس الخانة والتفكير الموحد, ينظرون إلى المدنيين كأداة عليها تقديم الطاعة وتنفيذ الأوامر فقط دون أي اعتراض, لم يتوقف الاعتقال والتغييب القسري وحالات الخطف والقتل”.
احتجاجات سلمية متقطعة بدأت منذ قرابة الثلاث اشهر بوجه قوات PYD ردت عليها القوات بحملات اعتقال واطلاق نار, دون تحقيق أي من المطالب البسيطة التي خرج بها المتظاهرون مطالبين بوقف عمليات التهجير وسلب البيوت, إلا أن مقتل ” مصطفى الهبال ” احد عناصر لواء ثوار الرقة في قرية “العنتر” بريف تل أبيض الغربي، على يد الوحدات صعد من حدة الموقف .
وإصدار بيان من تجمع عشائر الرقة بعد اجتماع لهم، الأسبوع الماضي، ضد مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي متضمناً منع “دخول أي شخص من قوات حماية الشعب إلى المناطق العربية، التي يتواجد فيها مقاتلوه”، وطالب “بتسليم قاتل مصطفى الهبال ، وتقديمهم إلى محكمة مستقلة، خلال 48 ساعة، واعتبار التهجير بحجة التنظيم عملا ممنهجا.
والتجمع، وهو تشكيلٌ عسكري لمحاربةِ داعش تم تشكيله في تمور/ يوليو الماضي، يتبع للواء “ثوار الرقة” بقيادة “أبو عيسى”، المنضوي تحت مظلةِ غرفةِ عملياتِ “بركانِ الفرات.
وردت القيادة العامة لغرفة عمليات “بركان الفرات”، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي على هذه الاتهامات ، في بيان لها يوم امس : إن ما يسمى ” جيش العشائر” المؤسس بطريقة مشبوهة في ريف تل أبيض، يسعى إلى خلق استفزازات وعثرات مقصودة تهدف إلى ضرب الروح الوطنية الجامعة بين المكونات في المنطقة, هذا الجيش كان في الأساس مجموعات مارست التطهير العرقي بحق الأكراد والعرب والتركمان في بداية تشكيل أجسام التنظيمات الإرهابية في المنطقة حيث تنقلت تحت راية أحرار الشام وجبهة النصرة وداعش”، في إشارة إلى كتائب الجيش الحر وفصائل الثورة الأخرى قبل ظهور تنظيم “الدولة”.
من جانبه “لواء ثوار الرقة”، قال في بيان نشر على صفحته الرسمية: إن كل ما يشاع عن وجود خلافات بين جبهة ثوار الرقة وبين الإخوة الأكراد، هو عار عن الصحة، ونحن مستمرون في دحر الإرهاب حتى تحرير كامل سوريا من نظام الأسد وتنظيم داعش. وقال في بيان آخر أن القرارات الصادرة عن غرفة عمليات بركان الفرات في الآونة الاخيرة لم يتم استشارته فيها في اشارة للبيان الذي اتهم “جيش العشائر” بانه مؤسس بطريقة مشبوهة.
ويعتبر هذا التشكيل تقطة تحول في العلاقات بين المجموعات العربية وحزب PYD الذي كان يدافع عن نفسه وينفى اخبار الانتهاكات والتهجير ضد القرى العربية والتركمانية بحجة وجود عناصر عربية بين صفوفه وعدم امكانية قبولها, إلا أن هذه الخطوة تثبت مدة صحة الاخبار التي تواردت عن حالات التهجير التي نفذتها وحدات الحماية دون وجود أي انتهاك دولي بحقها.