خاص – الرقة تذبح بصمت
تحوي مدينة الطبقة، بحكم طبيعة سكانها المتفاوتة، عدداً من العائلات الكردية أصبحت اليوم عرضة لقوانين تنظيم داعش الذي استدعاها مؤخراً لتسجيل بياناتها الشخصية وأملاكها، في تصرف كان أقرب لتصرفه في مدينة الرقة حيث أنذر العائلات الكردية هناك من التحرك خارج حدود سيطرته، في وقت تشتد فيه المعارك بينه وبين الأكراد في عين العرب وشمال الرقة.
انتهج التنظيم سياسة الخطف وترهيب الأكراد، فأقدم قبيل سيطرته على الطبقة، على خطف أحد المقاتلين الأكراد أثناء ذهابه إلى موقعه على جبهة مطار المدينة العسكري، لتتوالي بعد ذلك حوادث الخطف والاعتقال، كان أشدها بعدما أحكم التنظيم سيطرته على محافظة الرقة بشكل عام.
لم تشهد مدينة الطبقة أي حراك لمجموعات كردية منفصلة عن الحراك الثوري، بل كان هؤلاء إلى جانب الحراك السلمي في بداية الثورة، ومع بدء العمل المسلح شاركوا أيضاً في القتال إلى جانب الجيش السوري الحر، لكن العداء الذي يكنّه التنظيم للأكراد لا يميّز بين المنتمين لصفوف الأحزاب الكردية والأكراد الذين يعدون أنفسهم سوريين.
وفي لقاء للرقة تذبح بصمت مع شاب كردي يعمل في مجال التجارة قال، إنّ المدنيين الأكراد في مدينة الطبقة ليس لهم أي نشاط معادي للثورة السورية أو حتى لتنظيم داعش، لكن هذا الأخير يحاول دائماً التضييق عليهم من خلال أوامر وقرارات نعرف أن آخرها سيكون التهجير من المدينة، وكل ذلك بحجة أننا ننتمي للأحزاب الكردية التي تعادي داعش، لكنه لا يعلم أننا على خلاف قديم مع هذه الأحزاب الانفصالية التي تسعى لتقسيم الأرض السورية.
ولا تختلف تصرفات تنظيم داعش اتجاه الأكراد المدنيين في مدينة الطبقة والرقة بشكل عام عن تصرفات الوحدات الكردية، فكلاهما يقوم بتهجير المدنيين، إذ يتهمهم الأول أنهم بالانتماء للأحزاب الكردية فيما تتهمهم الثانية باتهامهم بالانتماء لتنظيم داعش.