خاص – الرقة تذبح بصمت
يواصل تنظيم داعش عملية الضغط الممنهج على المدنيين في حياتهم اليومية، بحجج عدة كتطبيق شرع الله والضرورات الأمنية.
وأصدر تنظيم داعش الأسبوع الماضي، بياناً يمنع بموجبه استخدام أجهزة الإستقبال الفضائي “الدشات”، في خطوة منه لفصل مدنيي الرقة عن العالم الخارجي، وحجب الخسارات المتتالية والكبيرة التي يتكبدها على جبهاته عنهم، حيث بدأ التنظيم صباح الخميس الفائت تنفيذ قراره بمنع التلفاز وأجهزة الإستقبال “الدشات”، وجميع المواد الملحقة بها، لتبدأ دوريات الحسبة بتنبيه المدنيين عبر مكبرات الصوت خلال تجولها في شوارع المدينة، وإغلاق جميع المحلات التي تقوم بييع أو إصلاح أجهزة التلفاز والدشات وملحقاتها.
وقد برر التنظيم قرار المنع، ب”قطع أسباب الفساد وعدم اتباع خطوات الشيطان”، متذرعاً بما تبثه القنوات التلفزيونية من تحريض على التنظيم وتشويه لصورة الإسلام، على حد قوله.
وكان التنظيم قد منع في وقت سابق من الشهر الحالي، أجهزة الإنترنيت الفضائي في عموم مناطق سيطرته، كما أغلق مقاهي الإنتريت، في خطوة منه لفصل المدنيين القابعين في مناطق سيطرته إضافة إلى مقاتليه، عن العالم الخارجي.
نواشر الإنترنيت التي كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي قطعها التنظيم لفصل الرقة عن العالم بذريعة إرسال إحداثيات مقراته إلى دول التحالف, والتي تملك اقماراً صناعية وطيران استطلاع يفوق دقة الإنترنيت بتحديد أي مقر.
التلفاز اليوم هو خطر يعتبره التنظيم بوجه دولته , “فجميع المحطات هدفها إسقاط دولة الخلافة, وزرع فكر محاربة التنظيم ونشر السموم لدى الناس, وبرامج الأطفال عدو لدود للتنظيم” , فالطفل بنظر التنظيم هو آلة تُحرك لأهداف التنظيم وتفخخ لتحقيق غاياته , فالشعب عليه أنّ يبقى محصوراً داخل قبة ظلامية, يتلقى ما يريده التنظيم فقط, وإن أراد أحدهم قضاء وقت ممتع فعليه التوجه إلى النقاط الإعلامية ومشاهدة عمليات الذبح والدم , فهي الرفاهية الوحيدة المشرعة لدى التنظيم .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.