خاص – الرقة تذبح بصمت
عمد الطيران الحربي مؤخراً، إلى استهداف كل ما يرتبط بمصادر الوقود من سيارات لنقل النفط والمحروقات، والحراقات، وآبار النفط، وصولاً إلى مراكز بيع المحروقات، الأمر الذي أثّر على المدنيين، إذ ارتفعت أسعار المحروقات نتيجة هذه الغارات بنسبة 100%، لكلّ من المازوت والبنزين، فبعدما كان سعر برميل المازوت 25 ألف ليرة سورية، وصل إلى 50 ألف، وكذلك البنزين، الذي ارتفع سعر اللتر منه، ليصبح قريب من سعر المازوت، حيث بلغ سعر اللتر الواحد 250 ليرة، فيما تفاوتت أسعار المشتقات النفطية حسب أنواعها، فبلغ سعر النوعية المكررة وذات الجودة العالية 500 ليرة لكل من البنزين والمازوت، والتي يستخدمها أصحاب السيارات الحديثة.
وكان لارتفاع هذه الأسعار تأثيرات على مستويات مختلفة، أولّها على صعيد محروقات التدفئة التي أصبحت في ظل اقتراب فصل الشتاء، خارج قدرة غالبية أهالي المحافظة، بعدما كانوا يشترونها الشتاء الماضي بكميات تكفي حاجتهم اليومية، ليصبح استعمال المدفأة الآن، ضرباً من ضروب الرفاهية، فيقول رب إحدى الأسر ويدعى أبو خالد، “بالكاد أستطيع تأمين لقمة الخبز لأفراد أسرتي ويستحيل علي تأمين محروقات للتدفئة، وستكون البطانيات هي سبيل للدفء”.
من جانب آخر، فإنّ توقف الكثير من أصحاب مولدات الكهرباء البديلة عن العمل، حرم كثيراً من أحياء المدينة والريف من الكهرباء، التي باتت تتوفر في حي وحيد في الرقة، بينما تشهد باقي الأحياء ساعات طويلة من التقنين، في وقت وصل فيه سعر الأمبير الواحد إلى 600ليرة، عندما كان سعر برميل المازوت 25 ألف، لكن ارتفاعه أدى إلى ارتفاع سعر الأمبير لأكثر من ألف ليرة، وهو ما يعتبر مستحيلاً وخارج قدرة الأهالي، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية نتيجة ارتفاع أسعار النقل وكذلك أجور النقل الداخلي والخارجي، ما يزيد الصعوبات المعيشية على المدنيين.
ويضاف إلى ذلك، ارتفاع سعر رغيف الخبز الذي يرتبط إنتاجه بالمحروقات، من 20 ليرة إلى 25 ليرة، وفي ظل هذا الإرتفاع ينظر الأهالي إلى حياة المدنيين شمال الرقة، والتي خرجت عن سيطرة التنظيم، حيث يصل سعر برميل المازوت إلى مبلغ 11 ألف ليرة، وكذلك رغيف الخبز خمس ليرات، كون وحدات حماية الشعب تعمل على تأمينه هذه المتطلبات لأهالي المنطقة، فيما يقول أحد أبنائها للرقة تذبح بصمت، “صحيح أن الأمور المعيشية شمالاً باتت أسهل بعد خروج المنطقة عن سيطرة تنظيم داعش، لكنها لقمة مغمسة بالذل، بسبب وحدات حماية الشعب الــYPG ، والتي تمارس علينا إجراءات تعسفية شبيهة بداعش، فهي سلطة احتلالية تريد صبغ المنطقة بصباغ كردي، والأكراد من أهالي المنطقة مستائين من ذلك، وهو ما دفع عشرات العائلات الكردية، إلى عدم العودة إلى المنطقة، والبقاء في تركيا أو مناطق أخرى”.
وفي السياق عينه، فإنّ العاملين في قطاع المشتقات النفطية ونقل المحروقات تضرروا أيضاً، بعدما قفدوا جزء أعمالهم فيما تتعرض ممتلكاتهم كالحراقات وسيارات نقل محروقات، ومحطات بيع محروقات، للقصف، رغم أنّه لا تربطهم بالتنظيم سوى الضرائب التي يدفعونها له.