حصري – الرقة تذبح بصمت
يتهم تنظيم “داعش” كل من يعاديه بالعمالة، متبعاً أسلوب نظام الأسد في تخوين معارضيه، لينجح في ذلك أحياناً، بمساعدة معارضيه، الذين أصبحوا يرمون التهم جزافاً، لمن يقفون معهم في نفس الصف ضد التنظيم.
لم تكن عملية قتل محمد موازي المعروف عالمياً باسم “الجهادي جون”، بطل إصدارات داعش في الذبح، وأحد أهم أمنييه، عملية سهلة، كي يقوم بها مجموعة شبان من خارج التنظيم نفسه، أو حتى أناس عاديون ليسوا في صفوف التنظيم الأولى. كذلك كانت قبلها عملية قتل “جنيد حسين”، الرجل الثاني في التنظيم، ومخترق حسابات الجيش الأمريكي، والتي احتاجت عدة أشهر من المراقبة، انتهت بمقتله، في غارة جوية لطائرة دون طيار تابعة لقوات التحالف الدولي.
وفي السياق نفسه، لم تكن العمليات الأخرى، التي استهدفت قيادات في صفوف داعش، من تخطيط مدنيين أو شباب محليين، بل كانت لعناصر أمنية أو قياديين على مستوى عالي من الأهمية، مجندين لصالح أجهزة مخابرات عالمية، على درجة عالية من التدريب والمراقبة، فتنظيم داعش في جلّه، يعتبر تنظيماً مخابراتياً مخترق جهادياً ببعض العناصر المغرر بهم فكرياً وإيديولوجياً.
في المقابل، ما كان من داعش الإ أن قطع كل سبل تواصل مدنيي الرقة مع العالم الخارجي، عبر إغلاق مقاهي الإنترنيت، واعتقال عدد كبير من الشباب والأطفال في مناطق نفوذه، إلى جانب فرض قيود للخروج والدخول من وإلى مناطقه، في محاولة لحمايتها من الإختراق الكبير في صفوفه.
وكانت حالات سجن وإعدام عدة، قد سُجلت في صفوف عناصر التنظيم مؤخراً، ففي سبتمبر الماضي أعدم قاضي التحقيق الأول للمحكمة الإسلامية في مدينة الباب شرقيّ حلب، بتهمة التخابر مع النظام السوري، بعدما كان هذا القاضي، يحقق مع المعتقلين ويحكم عليهم بالإعدام، متهماً إياهم بالتعامل مع الغرب والنظام.
يبدو للمراقبين، أنّ تنظيم “داعش” يعيش اليوم، حالة النزاع الأخير، فهو يتخبّط متخوفاً من كل من لم يبايعه، مشدداً حواجزه، ومطلقاً حملات اعتقال عشوائي بحق المدنيين.