حصري – الرقة تذبح بصمت
أعلن تنظيم “داعش”، يوم الأربعاء الفائت، عن انتهاء المهلة المحددة لإغلاق جميع مقاهي الإنترنت ضمن مدينة الرقة وريفها، في خطوة لفصل المدنيين عن التحركات الدولية التي تشهدها الساحة السورية، وبهدف قطع سبل تواصل عناصره مع الفصائل الأخرى.
وكان شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قد شهد انشقاق مجموعة من أمراء التنظيم وانضمامهم إلى فصائل أخرى، وكان آخرهم “أبو الوليد التونسي”، وهو أمير المشفى الوطني في الرقة، الذي أعلن في مقطع مصوّر انشقاقه عن التنظيم، وانضمامه إلى “جبهة الأصالة والتنمية”، داعياً بقية عناصر التنظيم من المهاجرين، إلى تركه، متحدثاً عن فساد منهجه.
وفي السياق نفسه، تناولت مصادر محليّة، أنباء حول رغبة التنظيم، بفتح صالات إنترنت في أماكن محددة من المدينة، تكون تحت رقابته، ويمنع عليها بثّ الشبكات اللاسلكية (وايرلس).
من جانب آخر، انعكست هذه الخطوة للتنظيم، سلباً على المغتربين والمهجرين من أبناء الرقة، نظراً لانقطاع سبل تواصلهم مع عائلاتهم، في ظل القصف الجويّ العنيف لطائرات فرنسية وروسية، وأخرى تابعة للتحالف الدوليّ، على مناطق متفرقة في المدينة وريفها.
وتعليقاً على ذلك، قال “أبو علاء”، وهو مدنيّ من الرقة، لحملة “الرقة تذبح بصمت”، إنّ “الطيران الروسيّ، نفّذ بالاشتراك مع الطيران الفرنسي مؤخراً، هجمة شرسة، استهدفت مواقع وأحياء داخل المدينة، يحوي بعضها مدنيين. ونتيجة لقطع التنظيم وسائل الإتصال وإغلاقه مقاهي الإنترنت، لم يعد بإمكان هؤلاء طمأنة أبنائهم في المناطق أو الدول الأخرى، في ظل إغلاق التنظيم، جميع طرق الخروج من مناطق سيطرته، واقتراب قوات الجيش الحرّ والميليشيات الكردية من الجهة الشمالية للمدينة”.