خاص – الرقة تذبح بصمت
تزداد الحياة صعوبة في مدينة الطبقة يوماً بعد يوم، كما في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، حيث يعيش المدنيون حالة من الفقر، فضلاً عن الضرائب الباهظة التي يفرضها التنظيم، في ظل عدم وجود أدنى سبل العيش حتى للموظفين، كعمال المؤسسة العامة لسد الفرات، الذين كانوا آخر الموظفين الحكوميين ممن تصرف رواتبهم، قبل أنّ تتوقف بشكل كامل.
من جانب آخر، تدخل التجارة حالة من التخبط بسبب الأوامر والقرارات التي يصدرها التنظيم، إلى جانب انقطاع طرق النقل، على خلفية الاشتباكات في المناطق المحاذية لسيطرة الأخير، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وصعوبة تسويق البضائع، في وقت يزداد فيه الوضع الاجتماعي سوءاً، نظراً للتضييق والاعتقالات و حالات السجن والجلد لأسباب كثيرة، منها التأخر عن الصلاة ومخالفة النساء للباس، بعدما أصبحت حياتهن مقيدة، فإما يبقين في المنزل أو تتعرضن لمضايقات تصل إلى السجن والإجبار على اتباع دورة “شرعية”، في مكان يسميه التنظيم “ملتقى فتاة الإسلام”.
وفي حديث للرقة تذبح بصمت، مع “ن”، وهي امرأة متزوجة، وأم لأربعة أطفال، قالت، إنّ “الحياة أصبحت أقرب إلى الجحيم والخطر، ففي المنزل يراودنا هاجس الموت بقصف الطيران الروسي وفي الخارج الخوف من عناصر الحسبة والكتائب النسائية وبعض المقاتلين الأجانب الذين يتجولون في الشوارع بحثاً عن المشاكل والمضايقات وبخاصة للنساء، حيث أن أحد العناصر وهو ليبي الجنسية أطلق النار على امرأة بسبب ادعائه أنها “متبرجة”، ليصيبها في قدمها وتنقل إلى المشفى، وهذه الحوادث تتكرر بشكل يومي مسببة أرق ورعب للسكان في الطبقة”.
أما متطلبات الحياة اليومية، فهي غير متوفرة بأدنى مستوياتها، فالكهرباء تأتي ثلاث ساعات يومياً، والمياه يرافق انقطاعها انقطاع الكهرباء، والمواد الغذائية مرتفعة الثمن، إضافة إلى عدم وجود وسائل للتواصل مع الأقارب الذين غادروا المدينة بعدما منع تنظيم داعش شبكات الانترنت، في ظل عدم المقدرة على الذهاب للصالات خوفاً من عناصر التنظيم هناك.
وفي سياق متصل، منع تنظيم داعش المدنيين من السفر خارج حدود سيطرته، ما يجعلهم قيد الإقامة الجبرية في مدينة تفتقر إلى معظم وسائل المعيشة وتعاني من مرض اسمه داعش.