خاص – الرقة تذبح بصمت
سيطر عناصر تنظيم داعش على مدينة الرقة في كانون الثاني من عام ٢٠١٤، بعد قتال دامٍ استمر عدة أيام مع فصائل المعارضة السورية، وانتهى بخروج الأخيرة من الرقة نحو وجهات عدة، ليبدأ التنظيم فرض سطوته الأمنية على كامل المحافظة.
وفي سبيل إحكام سيطرته على مناطق نفوذه، اتبع التنظيم سياسة إنشاء دولته الجديدة على قاعدة أمنية، عبر وسائل مشابهة لتلك التي اعتمدها نظام البعث سابقاً. فكان آخر ما قام به هو البدء بتجنيد الأطفال وإعدادهم كمخبرين تابعين للمكتب الأمني الخاص به بشكل مباشر، حيث يقوم بجذب الأطفال بوسائل عدة، إما عن طريق المساجد، أو بترغيبهم بالمال والجوائز، من خلال المهرجانات والتجمعات الصغيرة التي يقيمها في الأسواق والساحات.
ويقول أحد المدنيين في تعليق على هذا الأمر، “شعرت بالقلق إثر غياب طفلي الذي يبلغ من العمر ١١ سنة، إذ كان يغيب بشكل يومي عن المنزل لساعات محددة، وكنت أظن أنه يلعب مع الأطفال في الساحات والحدائق، إلا أنّ تغير التعابير التي يستخدمها وطلبه المتكرر لي بعدم التدخين ووصفه لأمه بالمرتدة في حال عدم ارتدائها للحجاب في المنزل، جعلني أشعر بالشك، وهو ما دفعني لمراقبته، لأرى طفلي في اليوم التالي في تلك الساعات المحددة، مجتمعاً مع بعض الصبية في إحدى الساحات العامة قرب منزلنا، ملتفين حول أحد عناصر داعش، الذي يقوم بتوزيع الحلوى وبعض المال عليهم، وعندما قمت بالتحري عن الأمر كان ذاك العنصر يقوم بجذب الأطفال بشكل دوري, ممارساً عليهم عملية الإغراء بالمال وبعض الجوائز”.
يستخدم داعش الأطفال في عمليات التجسس على العامة، وذلك لكونهم طيعين ولا يشك بأمرهم، باثاً السموم في عقولهم محاولاً ترغيبهم بكل الوسائل، وناشراً المخبرين الصغار في كل منزل وحي، ليكونوا عيونه الجديدة على عائلاتهم ومن حولهم، وليبدأ بعملية إعداد الطفل، كرجل آلي يعمل لصالح التنظيم، في خطوة تسبق عملية تجنيده العسكرية.