خاص – الرقة تذبح بصمت
شهدت مدينة الرقة وريفها مؤخراً، انتشاراً كبيراً لحالات الإسهال، والتي بحسب أطباء داخل المحافظة، تعود إلى تلوث مياه الشرب بعد نضوب مادة الكلور المخصصة لتعقيم المياه.
من جانبه، قال الدكتور “ع”، طبيب أمراض داخلية لمراسل حملة “الرقة تذبح بصمت”، “راجعتنا عدة حالات لمدنيين من مدينة الرقة وريفها بشكاية إسهال شديد وإقياء، وبعد إجراء التحاليل اللازمة والاستقصاءات السريرية، تبين لدينا انتشار عدد من الجراثيم المنتقلة بالمياه، فقمنا بشكل سري بإرسال نداء إلى جميع المنظمات الدولية المعنية لتدارك الموقف”.
وبحسب تسريب من أحد قياديي تنظيم داعش في إحدى الجلسات المحلية، قال: “لم يتبق لدى مكتب الخدمات الخاص بنا أي مواد لتعقيم المياه، وذلك بعد استخدام معظمها ونقل قسم كبير منها نحو العراق”.
وكانت مادة الكلور تورد إلى مدينة الرقة لاستخدامها في عمليات الكلورة المائية، عن طريق الهلال الأحمر العامل في مدينة الرقة، والذي قام داعش بمصادرة معداته، وإغلاق مكاتبه وعيادته في كانون الثاني من هذا العام، كما أصدر قراراً بإيقاف عمل جميع المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرته، والتي كان عدد منها يعمل في مجال تهئية المصافي والمضخات المائية.
وقد سُجلت حالات من ارتفاع نسبة الإسهال الزحاري، تجاوزت ٦٠٠٪ مما كانت عليه سابقاً، رغم فرض التنظيم فواتير على عدادات المياه المنزلية والتجارية، بمبلغ ٧٠٠ ليرة سورية لكل عداد.
كذلك، أعلنت إحدى منظمات المسح الميداني، والتي تعنى بالإنذار المبكر عن الأمراض السارية والوبائية، عن تسجيل أربع حالات كوليرا في ريف حلب الشرقي، وهو ما ينبئ بانتشار وباء الكوليرا، نظراً لقدرة هذا المرض على الإنتشار.
ورغم أنّ تنظيم داعش لا يقوم بأي جهد لتدارك مشاكل تعقيم المياه، فإنه يعجز كذلك عن تأمينها وإجراء عمليات الصيانة للمضحات وشبكات الصرف الصحي، في مناطق عديدة من ريف الرقة.