خاص – الرقة تذبح بصمت
سلّح تنظيم داعش بعض القرى الموالية له في ريف الرقة، بعدما تعرض لعدد كبير من الخسارات العسكرية، لم يكن آخرها في تل أبيض وريفها المحيط، لصالح قوات “حماية الشعب” وغرفة عمليات بركان الفرات، وتشكّل تلك المنطقة خزاناً بشرياً للتنظيم في الريف الشمالي، حيث كانت تمثل العشائر مصدر قوة اكتسبها التنظيم في الرقة منذ بداية تشكيله.
وتأتي خطوة التنظيم التي سلّح خلالها الرجال في بعض القرى التي يحظى فيها بتأييد كبير، بهدف زج أكبر عدد من المقاتلين الجدد من أصحاب الأرض في المعركة، وكردة فعل على تشكيل جيش العشائر، الذي أُعلن عنه الشهر الفائت تحت قيادة لواء ثوار الرقة.
ويعمل التنظيم جاهداً لاستقدام أعداد كبيرة من المقاتلين، وذلك بعد تقدم قوات الحماية الشعبية في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وسيطرتها على مناطق قريبة من قرية الخاتونية على بعد ١٥ كم عن مركز مدينة الرقة. وتعد الخاتونية من المناطق الاستراتيجية التي عمل التنظيم على تسليحها، وتنتمي عائلة الكراش لتلك القرية والتي قتل اثنين من أبنائها، في غارة لقوات التحالف الدولي استهدفت سيارتهما في شهر أيار\مايو من العام الجاري، وهما أسامة الكراش المكنى بأبو عمر والملقب بالتمساح، والذي يعتبر الأمني الأهم للتنظيم في سوريا، والثاني هو الطبيب هشام الكراش، والذي يشغل منصب أمير ديوان الصحة في مدينة الموصل.
وكان داعش، قد اعتمد منذ بداية تأسيسه على الخزان البشري الموجود في ريف الرقة، محدثاً مكتب العشائر ليقوم عبره بإجراء بيعات شكلية في معظمها، بهدف الحصول على تأييد العشائر دائماً، لعلمه بالتركيبة الديمغرافية للمنطقة.