حصري – الرقة تذبح بصمت
زكاة, ضرائب, جزية, مسميات مختلفة اطلقها تنظيم داعش هدفها جمع اكبر كمية ممكنة من مال الاهالي, ليس الهدف منها اغناء خزائن التنظيم المتروسة بعائدات النفط , بقدر خلق تفاوت طبقي في الوضع الاقتصادي بين التنظيم والمدنيين, يجُبَر به الأخير على الخضوع والطاعة لينال قسطاً من رضا التنظيم عنه ربما يترجم إلى نقود كانت بيوم مُلكٌ له.
بعض المدنيين في مدينة الرقة, ميسوري الحال, استطاعوا مجاراة التنظيم وتقديم ما يطلبه, على الرغم من كمية الضرائب المفروضة عليهم, الامر الذي لم يعجب التنظيم واصبح يتردد اليهم كل فترة بحجة جمع تبرعات للتنظيم, إلا أن هذا الحل ايضاً لم يكن مفضل للتنظيم.
الحل الأنسب كان بتوجيه ضربة اقتصادية لأصحاب رؤوس الاموال في الرقة عن طريق الاعتقال او سرقة ممتلكاته, حسب معلومات حصل عليها مراسل الرقة تذبح بصمت من مصدر داخل التنظيم, قال: شكل المكتب الأمني مجموعة من العناصر واوكل اليهم مهمة سرقة عدد من المحال التجارية في الرقة شرط عدم معرفة بقية العناصر بهذا الأمر.
واضاف المصدر: التنظيم يسعى بهذا الأمر إلى حصر المال لديه فقط وسلب ما يملكه الأهالي اضافة للاستفادة من السرقات بتوجيه التهمة لا شخاص اخرين من الممكن أن يستفيد منها التنظيم بخلق حالة من العداوة ومعاقبتهم على ذنب لم يفعلوه وبذلك يظهر التنظيم كحامي للمدينة ومحافظ عليها.
ابو سالم “اسم مستعار” مدني من مدينة الرقة قال لمراسل الرقة تذبح بصمت: تردد إلي عناصر الحسبة طالبين مني التبرع للتنظيم, وفي كل مرة يطلب مني العناصر زيادة المبلغ, اخبرتهم أنني لا استطيع ذلك فإمكانيتي المادية محدودة, وظهر عليهم الامتعاض من هذا الأمر.
وتابع ابو سالم: بعد مدة اسبوع سُرقت سيارتي ليلاً من امام منزلي, وعند ذهابي لتقديم بلاغ للتنظيم اخبروني أن الأمر مصادفة وكعقوبة إلاهية لعدم تبرعي للتنظيم وأن الله يعاقب كل من يبخل بتقديم المال “للمجاهدين إلا انهم سيجرون تحقيقاً في الأمر.
واضاف ابو سالم: عندها علمت أن الامر تم على يد عناصر التنظيم وربما لن يقف عند هذا الأمر, فبعت جميع ما املك وهربت خارج مدينة الرقة مع عائلتي خوفاً من تكرار الامر, الذي حصل مع عدد من الاهالي في الرقة الذين سُرقت سياراتهم ومحالهم التجارية, وكان رد التنظيم مشابه للرد الذي سمعته.
حوادث السرقة انتشرت كثيراً في مدينة الرقة, وجميعها بظروف غامضة وسجلت ضد مجهول, إلا أن هذا المجهول المتخفي خلف قناع يعلم الجميع شخصيته, إلا أنهم لا يستطيعون مجابته بهذا الأمر, مستسلمين لواقع سلب المال خيراً من سلب حياتهم.