خاص – الرقة تذبح بصمت
تسود حالة من القلق بين أهالي مدينة الرقة، خوفاً من التدخل الروسيّ بالصراع في سوريا، والذي توضّح بعد استهداف طائرات روسية للمدينة، يومي السابع عشر والتاسع عشر من شهر أيلول/سبتمبر الفائت، واستشهاد أكثر من 60 مدنياً نتيجة ذلك.
ويقول أحد المدنيين للرقة تذبح بصمت، “عرفنا أنّ تلك الغارات لم يقم بها طيران النظام وذلك من نوع الطائرة وما تملكه من قدرة مناورة عالية، إضافة إلى التسليح الذي تحمله ويخلف دماراً كبيراً، فإنّ تلك الطائرات، تحمل 12 صاروخاً، الأمر الذي لم نعتد عليه بالنسبة لطائرات النظام، أمّا طيران التحالف فبتنا نعرف ما الذي يستهدفه، وكلّ الناس تدرك ذلك ولا تتخوف منه، نظراً لدقته العالية، وحتى عندما يتم استهداف سيارة فإن الضحايا المدنيين يقعون نتيجة الإنفجارات التي تنتج عن الذخائر الموجودة في السيارة، لكن الطيران الروسي مثل طيران النظام هدفه الأول والأخير هو المدنيين، والتنظيم ذاته لا يكترث له لأنه على قناعة بأنّه لم يأت لاستهدافه”.
وشهدت الأيام الماضية حركة نزوح خفيفة للمدنيين، باتجاه الريف المحيط بالمدينة، لقناعتهم بأن ذلك سيكون أكثر أمناً، وبخاصة بعد نشر وسائل الإعلام لتحليلات، تفيد بأن الرقة هي المعقل والمقر الأهم للتنظيم في سوريا، وأنه يجب على الطيران الروسي استهدافها بدلاً من مواقع أخرى.
كل ذلك، يدفع المئات من العائلات للتفكير بشكل جدي بالنزوح، دون أن يعرفوا ما هي وجهتهم، لكنهم بدؤوا يهيئون لذلك، إما مناطق الجيش الحرّ أو الريف أو تركيا، أما مناطق النظام، فقد نزح إليها من نزح، بينما تنتشر في صفوف التنظيم، حالة من التشويش، فبات بعضهم يتكلم عن نيته ترك التنظيم والذهاب للنصرة من أجل أن يقاتل الروس، الذين يعتبرهم كثيرون العدو الأول حتى قبل أمريكا، وبخاصة المهاجرين من الأصول الروسية والدول التي كانت تابعة للإتحاد السوفييتي سابقاً .