أُختطف “أيمن الطحري” في 23 أيلول – سبتمبر من قرية حويجة عبدي في ريف تل أبيض من قبل وحدات الحماية الكردية ” YPG”, مع العلم أن أيمن الطحري كان مصاباً بمرض السكري. في سجن البوابة حيث تم منعه من الطعام، و ومنعوا عنه دواء الانسولين.
في اليوم الثالث من الاعتقال ارتفع مقدار السكر في دمه إلى 1000 ملغ، ممّا أدى إلى الصدمة السكرية ثم الغيبوبة. توفي “أيمن” في مشفى تل أبيض في 27.09.2015
أيمن الطحري قبل الثورة :
عائلة “الطحري” التي ينحدر منها أيمن، عائلة معروفة بأنها عائلة منفتحة و علمانية. اثنتان من بنات العائلة تزوجن من أكراد. عملت العائلة في أراضيها بالتعاون ومن دون تمييز مع مسييحين و تركمان و أكراد و عرب.
أخوه فارس الطحري قتل في سجن أمن الدولة في عام 1985، كما أن أخاه “بليخ” سُجن 16 سنة من قبل نظام الأسد الأب.
كان أيمن من أبرز معارضي النظام السوري. ومع بداية الثورة السورية كان أيمن من منسقي الحراك السلمي في الرقة و تل أبيض. بعد بدء تسليح الثورة باع أيمن أرضه، ليجمع المال و يشكّل كتيبة “أحرار تل أبيض” التابعة للجيش السوري الحر.
وعندما احتل تنظيم داعش تل أبيض, رفض أيمن الطحري مبايعتهم ليتم اعتقاله ثلاث مرات. ومن الحوادث المعروفة أن داعش أرادت رفع رايتها في قرية حويجة عبدي، مسقط رأس أيمن، ولكنه منعهم ومنع رفع أي علم آخر غير علم الثورة السورية. ومن مآثره أنه ندّد بتهجير الأكراد من تل أبيض و حاول أن يساعد بعض العائلات الكردية.
عندما قصفت الطائرات الأمريكية تل أبيض بهدف إجبار داعش على التراجع إلى الرقة، وقامت وحدات الحماية الكردية بتهجير الكثير من سكان تل أبيض الى تركيا. وهي الانتهاكات التي كان أيمن ضدها, دائماً سواء تحت سيطرة داعش أو وحدات الحماية ظلّ أيمن يرفض أن يغادر بيته وأرضه، وكان يكرر على الدوم “باقي في سوريا و رح أموت بسوريا”.
تدّعي وحدات الحماية الكردية أنها ديمقراطية. ولكن ووفقاً لتقرير “منظمة العفو الدولية”، و لكثير من الناشطين السياسين بالمنطقة فإنّ وحدات الحماية الكردية لا تختلف عن النظام السوري، ولا عن داعش. كل من هذه القوى لديها قضية مختلفة وخطاب مختلف، ولكنها لا تختلف في أساليب التعذيب والقتل والدعاية الرديئة.
اعتقلتْ وحدات الحماية الكردية الناشطين السياسين ضد النظام و هددت الناس العاديين بأساليب مختلفة، و هجرت الألاف ممن أصلهم العرقي عربي. وهي لا تسمح بعودة المهجرين من تركيا إلى أراضيهم. إنّ مشروع كردستان في الشمال السوري هو الأولوية لهم، حتى لو خرقوا بوحشية حقوق الإنسان.
ومن سخرية الأقدار هنا أن أيمن دافع عن الشعب الكردي. لكنْ عندما بدأت وحدات الحماية الكردية بممارسة انتهاكات وسلوكات لاقانونية و لا إنسانية، قام “أيمن الطحري”بالتنديد بهذه الأفعال. وهذا ما حدا بوحدات الحماية الكردية أن ترد بقسوة ووحشية وتعذب وتقتل الشهيد وعدداً من الناشطين المدنيين الذين يقفون ضد مخططات وحدات الحماية الكردية في السيطرة، والذين يريدون بناء محتمع حر ديمقراطي علماني في سوريا.
مايا الحاج صالح